النوم فى شهر رمضان
النوم فى نهار رمضان
بعض الناس يقوم بالسهر فى ليل رمضان مدة طويلة الليل أو حتى طوال الليل وينام نهارا فيصحو عصرا أو قرب المغرب
ومن يتحدث عن هذه المشكلة يقول :
أن أمثال هؤلاء لا صيام لهم لأنهم لا يشعرون بجوع أو عطش
فى البداية يجب القول :
أن هؤلاء السهرة أو الساهرين هم صائمين بالفعل فى الساعات القليلة التى يستيقظون فيها فى نهار رمضان فهم لم يأكلوا ولم يشربوا ولم يجامعوا فى النهار الذى ناموا معظمه
ومن ثم لا يمكن القول أنهم مفطرون
ثانيا :
أباح الله نوم الناس ليلا وبعضا من النهار حيث قال :
" ومن آياته منامكم بالليل والنهار"
النوم ليلا هو الأصل والنوم النهار مباح بسبب التعب فى العمل الذى يستغرق فترة الصباح حتى الظهيرة وهو ما اسماه الله وقت وضع الثياب من الظهيرة حيث قال :
" وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة"
ومن ثم يحرم نوم الناس فى فترة العمل الصباحية وأما نوم الظهيرة أو القيلولة فمباح لأن البعض نتيجة بعض الأعمال يكون مهدود متعب جسمانيا ويحتاج للنوم بالفعل لكى يستعيد الجسم نشاطه
وعليه فإن هؤلاء السهارى المتعمدين السهر ليناموا نهارا فى رمضان هم :
عصاة مخالفون لحكم من أحكام الله وهو :
وجوب الصحو للعمل الوظيفى فى نصف النهار الأول
وعندما نتحدث عن السهر فى الليل نجد أن الله أباحه لطاعته وهى :
صلاة قيام الليل
وهى صلاة ليست واجبة والمقصود :
ليست مفروضة إلا لمن أراد أن يؤديها
وقد حدد الله مدتها ما بين ثلث الليل وثلثى الليل كأقصى حد وهذا معناه :
أن الحد الأقصى للسهر فى البلاد المتوسطة الليل والنهار هو :
الساعة الثانية ليلا
ومن ثم لا يصح أن يسهر الإنسان فوق هذا الحد عندما يكون الليل 12 ساعة
بالطبع لا يوجد أحد يؤدى هذه الصلاة إلا النادر من الناس وأما السهارى فهم يسهرون لأسباب أخرى متعددة معظمها معاصى لله مثلا :
الجلوس فى المقاهى
الذهاب للمراقص
الفرجة على المباريات
الفرجة على المسلسلات والأفلام
التحشيش والتدخين
الزنى وشرب الخمر أو المخدرات
القراءة والبحث العلمى
وقد أباح الله لفئات معينة عدم اداء تلك الصلاة لأن ظروفهم والمقصود بها :
المرض تستوجب الراحة
ولأن أعمالهم اليومية تنهكهم جسديا وهم الضاربون فى البلاد سعيا وراء الرزق والمجاهدون فى سبيل الله
بالطبع هناك فئة من المجاهدين مطلوب منها السهر يوميا فى مواقع رصد العدو على الحدود وأحيانا مطلوب منها القتال ليلا فى أوقات القتال
وفى هذا قال سبحانه :
"إنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ"
بالطبع من أعمال الضرب فى الأرض السهر فى المشافى من قبل أهل الطب وأهل التمريض وذلك لعلاج المرضى فى وقت الليل وكذلك من يصابون فى حوادث ليلية
وهذا الكلام يترتب عليه التالى :
أن كل من تعمد السهر وترك عمله الوظيفى فى النهار هو عاصى لحكم الله ولا يقبل صومه حتى يتوب من معصية الله وهى :
تعمد السهر والنوم وقت العمل الواجب عليه
وأما من نام فى الظهيرة أو عصرا بسبب تعبه من العمل فهذا ليس عليه ذنب
ومن ثم يجب على كل مسلم عدم السهر إلا للأسباب التالية :
الأول أداء صلاة قيام وهو سهر الليل
الثانى أن يكون عمله الوظيفى ليلا كبعض المجاهدين وبعض أهل الطب وأهل التمريض
الثالث أن يكون الإنسان مريضا وألمه يمنعه من النوم
ومن ثم السهر لأى سبب أخر هو :
معصية والمقصود ذنب يخرج الإنسان من إسلامه ولا يعود له إلا بالتوبة من هذا الذنب ونيته عدم تكرار هذا الذنب وهو ما يطلق عليه :
عدم الإصرار على عصيان الله
وفى المعنى قال سبحانه :
"وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (136)"
وعلى الذى مضى نجد :
أن السهرانين ليلا النائمين نهارا صومهم غير مقبول ليس لعدم الاحساس بالجوع والعطش وإنما سبب عدم قبوله هو :
ارتكابهم ذنب يجب التوبة منه وهى :
استغفار الله من الذنب
ومن خرج من دينه بسبب ذنب يقدر على العودة له بالتوبة من الذنب والعودة لطاعة أحكام الله حتى تقبل أعماله الصالحة الأخرى
وفى المعنى قال سبحانه :
"مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا (110)"
وقال :
"إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ "
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|