تاريخ العراق القديم/لحظات واسرار عملية اكتشاف اسد بابل
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
اسد بابل هو منحوتة مصنوعة من حجر البازلت في الفترة ما بين (605-562) قبل الميلاد اي في عهد الملك البابلي نبوخذنصر الثاني
اول ذكر له كان في جريدة العلماء الفرنسية عام 1790 ميلادياً اذ كان معظمه مغمور بتراب مدينة بابل الاثرية
لكن اسد بابل ظل مدفونا تحت تلال من التراب اذ لم يكترث او يبذل اهل البلد جهداً لاستخراجه ، الى ان جاء البريطاني "كلوديوس جيمس ريدج" مندوب شركة الهند الشرقية و استطاع اخراج منحوتة الاسد بالكامل عام 1817 ميلادياً ، اذ قال :
"لم يفهم الباحثين قبلي هذا التمثال اذ ظنوا انه فيل !
والاسوأ من ذلك ان اهل بلد فهموا ان هذا التمثال صنم ، اذ عثر رجل عجوز من العرب ، على هذا التمثال عندما كان يحفر و بعد ان رآه دفنه من جديد !"
و لكن المقيم البريطاني جلب معه مجموعة من الرجال و استمروا يوما كاملا بالعمل الشاق و ازاحوا عنه ما يكفي من التراب
"فجأة راينا اسداً هائل الحجم مكتمل الشكل على قاعدة منحوتة من الغرانيت الرمادي .. وكان ارتفاع الاسد متران و طوله 3 امتار و كان منظره مهيبا !"
ثم توالت بعثات التنقيب على هذا التمثال عبر السنوات
وقد اجلست دائرة الاثار القديمة ، التمثال في موقعه الحالي قرب بقايا قصر الملك نبوخذنصر الثاني ، بعد ان نصبت له قاعدة في اربعينات القران الماضي ، باشراف الدكتور طه باقر
يرى الباحثون في تمثال أسد بابل الواقف على انسان ، مقيدا يده و قدميه ، ان الاسد بهيبته يجسد قوة و عظمة مدينة بابل ، اما الانسان الجاثم بشكل استسلامي تحت جسد الاسد يمثل ، بقية الشعوب الخاضعة لسلطة ونفوذ بابل العظيمة.
واليوم يقف اسد بابل ، هذا الاثر الذي لا يقدر بثمن ، وحيداً يصارع الزمن و ظروف التعرية المناخية و عبث المتطفلين.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
المصدر : منحوتة اسد بابل _الأستاذ سلام طه
بحث وتقديم ناطق ابراهيم العبيدي
لا اسامح ولا احلل النقل ابدا