مناقشة مقال أشجار تنزف دماً
مناقشة مقال أشجار تنزف دماً
الكاتب هو كمال غزال وموضوعه وجود أشجار تنزف دما كما يوجد تماثيل فى النصرانية تنزف دما وهو قوله حيث قال :
"يبدو أن نزيف الدماء لا يقتصر فقط على تماثيل السيدة مريم العذراء أو خادمة الصوفانية الذي يعتبره عدداً من معتنقي الدين المسيحي معجزات أو علامات من الرب ففي إيران هناك شجرة يزعم أنها تنزف دماً في كل فجر يوم عاشوراء من كل سنة (يوم عاشوراء يصادف العاشر من محرم حيث يتذكر فيها المسلمون الشيعة استشهاد الحسين في كربلاء عام 61 هجري) إذ يعتبرها البعض أنها تمثل دم الحسين أو أن الشجرة تتألم لمقتل الحسين فتنزف دماً، فيتجمع حشد غفير من الناس للتبرك بما ينزف من الشجرة"
وهذه الأمور التى تناولها الكاتب تدخل ضمن الآيات وهى المعجزات التى منعها الله عن الناس منذ بعثة محمد(ص) حيث قال :
" وما منعنا أن ترسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
وما قاله الكاتب عن وجود أشجار نازفة فهى حقيقة لا شك فيها والأشجار النازفة من أمثلتها فى بلاد المنطقة شجرة الصمغ حيث تنزف مادة الصمغ على مناطق فى لحاءها وهناك شجرة فى تنزانيا تسمى كيات تنزف عصارة حمراء تستعمل كدواء عندما يتم تشريطها بسكين أو ما شابه وهناك أشجار لا تنمو إلا فى جزيرة سقطرى اليمنية تسمى دم الأخوين تنزل عصارة حمراء تتجمد حول لحاءها وتستعمل كتابل من التوابل
إذا الأشجار تنزف عصارات مفيدة ولكنها ليست دما وقد تحدث الكاتب عن الشجرة النازفة دما وأضاف وجود شجرة أخرى فى العراق أيضا حيث قال :
"انتشرت أخبار تلك الشجرة في المنتديات العربية في السنوات الأخيرة إلا أنه لم يتم التأكد فعلياً من حقيقة السائل الأحمر الذي يرشح من أغصان الشجرة أو معرفة سببه.
شجرة أخرى في العراق
نشرت جريدة القلعة العراقية مؤخراً خبراً يتناول شجرة أخرى تنزف دماً حيث أكد مواطناً عراقياً أنه شاهد سائل أحمر يشبه الدم يتدفق بغزارة من شجرة سدر مزروعة في حديقة منزله بعد ظهر يوم العاشر من محرم الحرام (يوم عاشوراء). "
والكاتب أعلن فى الفقرة السابقة أنها لا يؤكد تأكيدا علميا حول تلك الخرافات التى تعلن أن الدم النازل هو دم الحسين بن على ويذكر غزال ما جاء فى استطلاع جريدة القلعة العراقية حول الشجرة المزعومة حيث قال على لسان صداق جعفر :
"وقال السيد صادق جعفر عليوي الذي وصف ما حدث بـ (المعجزة الإلهية) لتزامنها مع ذكرى استشهاد الحسين أن تدفق هذا السائل الأحمر يستمر أربعين يوماً، ويبدأ كل عام بعد منتصف ظهر يوم العاشر من محرم بقليل وينتهي يوم العشرين من صفر.
وأضاف عليوي لجريدة (القلعة) العراقية الاسبوعية التي أوردت النبأ أن الغريب في الأمر هو توقيت تدفق (الدم) الذي يبدأ في نفس ساعة استشهاد الحسين مشيراً إلى أنه بصدد فحص هذا السائل الأحمر مختبرياً لمعرفة مكوناته.
وأشار السيد صادق الذي يسكن في حي الخليج العربي ببغداد إلى أن هذه الظاهرة بدأت بعد آذان الظهر في يوم عاشوراء بخروج كمية بسيطة من مادة حمراء سائلة بلغ طولها عشرين سنتيمتراً ومن ثم تطورت الحالة فيما بعد وبالشكل الذي تظهره الصورة مما أثار إستغراب كل من شاهدها."
بالطبع لا وجود لشجرة تنزف دما فى عاشوراء المزعوم فقط إلا أن تكون شجرة آلية داخل شجرة أخرى كبيرة ممدود داخل فروعها الكبرى أنابيب يتم ضخ المادة فيها فتنزل من خلال الخشب نتيجة كثرة الضخ
وافترض غزال أن الأمر حقيقى وطرح تفسيرا علميا للأمر كما يزعم حيث قال :
"فرضيات التفسير
للأسف لم يتم التأكد من طبيعة السائل الأحمر الذي زعم أنه دم لحد الآن ولكن العلم يملك تفسيراً جاهزاً لظاهرة نزيف الأشجار حيث يرجع سببها إلى فطريات أو آفات زراعية تصيب الشجرة كالحشرات مثل خنفساء الأغصان و أنواع أخرى من الأمراض."
وتفسير الكاتب يعيد ظاهرة نزف الشجر إلى فطريات وآفات وهو ما يعنى أن الشجر النازف هو شجر مريض لا يقاوم المرض
وأكد أن الشجر العراقى لم يدرسه أحد دراسة علمية لتأكيد ما جاء فى جريدة القلعة
وتساءل قائلا :
"ويبقى السؤال هنا: لماذا تنزف الشجرة فقط في يوم عاشوراء (كما قيل)؟"
وغزال مع طرحه للسؤال فهو لم يجب عليه وتركه بدون إجابة وأصدر تنويها أنه لا يريد بهذا المقال إثارة النعرات الطائفية حيث قال :
"تنويه للأخوة القراء:
لا يهدف هذا المقال على الإطلاق إلى إثارة أية نقاش ذو طبيعة مذهبية أو دينية فالموقع ليس مكاناً لنقاش مثل تلك الأمور، المقال يسلط الضوء على ظواهر غامضة محاولاً إيجاد تفسيرات علمية لها، ولكل رأيه الذي يقتنع به، فأرجو من القراء الأعزاء تجنب أي إساءة إلى أي طائفة أو مذهب في تعليقاتهم على هذا المقال والاكتفاء فقط بالرأي العلمي أو طرح تفسيرات. فكلنا أخوة في حب الله"
والإجابة فى حالة وجود تلك الشجرات هو ما سبق أن قلته وهو أن أصحاب الخدع يستخدمون آلة ضخ متصلة بأنابيب داخل فرع الشجرة ومن كثرة الضخ يحدث تسرب من بين خلايا الخشب لتلك المادة الحمراء
وهذه الخرافات لا تقتصر على العراق فقط كان هناك معتقد فى مصر أن أشجار التوت المزروعة فى شوارع المقابر تتغذى على دماء الموتى ومن ثم يكون ثمرها أحمر قانى
والشجر الذى ذكرناه باسم شجر دم الأخوين فى جزيرة سقطرى فى اليمن هناك معتقد بين سكان الجزيرة أن المادة الحمراء التى تستخدم كتابل من التوابل ليست سوى دوم الأخين هابيل وقابيل
وكل هذه المعتقدات لا علاقة لها بالعلم ومن أطلقوها إنما كانوا مجموعة من الكفرة أرادوا نشر الجهل فى بلاد العالم وإما مجموعة من الجهلة لم يقدروا على فهم ما يحدث من ظاهرة النزف فاخترعوا أى كلام حتى يسكتوا المتسائلين عن سر تلك العصارات الحمراء وغير الحمراء كالشجر اللبنى الذى ينزل عصارات لبنية مثل شجر المطاطا وشجرة التين الهندى وكذلك الجميز
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|