فهم كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"فرُبَّ حاملِ فقهٍ إلى من هو أفقهُ منه، وربَّ حامل فقه ليس بفقيه"[1].
"فربَّ مبلَّغ أوعى من سامع"[2].
يقرر الحديثان الشريفان أن الناس ليسوا في الفهم سواء، وعلى الرغم من وضوح كلامه صلى الله عليه وسلم وبلاغته، فربما غاب الفهم عن السامع وقصر عن إدراك المطلوب، إما لقصور فيه، وإما لحال انتابته..
وفي مثل هذه الحال جاء التوجيه القرآني الكريم ﴿ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [3].
ومن الناس من يعتدّ برأيه ولا يرى لغيره فضلًا عليه.
وربما كان النص يحتمل أكثر من معنى...
وفي مثل هذه الحال يحسن بنا أن نسترشد بما ذهب إليه الصحابة الكرام ومن جاء بعدهم من السلف الصالح.
قال علي بن أبي طالب: "إذا حدثتكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثًا، فظنوا به الذي هو أهناه وأهداه وأتقاه"[4].
وعن عبدالله بن مسعود مثله[5].
وأخرج الدارمي: عن سعيد بن جبير أنه حدث يومًا بحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم. فقال رجل: في كتاب الله ما يخالف هذا. قال: ألا أراني أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعرض فيه بكتاب الله؟! كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم بكتاب الله منك[6].
أجل، صدق ابن جبير، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم الناس بكتاب الله، وما كان حديثه ليعارض ما في كتاب الله، فهو صلى الله عليه وسلم المبين والمفسر.
ولقد تكفل شراح الحديث وعلماء الأصول ببيان هذه الأمور، مما جعل الأمور سهلة ميسورة.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|