مناقشة لمقال صلة الحسد بنقص السوائل في الجسم
موضوع المقال هو علاقة خرافية بين نقص السوائل في جسم الحاسد وبين حدوث الحسد وهو كلام باطل بلا أساس فالحسد ليس سوى تمنى نفسى لا يمكن للحاسد أن يوقع به ضرر من مجرد التمنى الكلامى وفى هذا قال سبحانه :
" حسدا من عند أنفسهم"
ولو وجد مثل هؤلاء الحساد المزعومين القادرين على إضرار غيرهم لقامت الشعوب باستئجار هؤلاء للتخلص من الحكومات والحكام الفاسدين الظالمين ومن ثم قتلوا هؤلاء بعيونهم وهذا كلام جنونى بدليل لأنه لا يوجد ذلك
وتناول الكاتب إيمان الكثيرين بقدرة الحاسد من مجرد التمنى الكلامى على الضرر حيث قال :
"تؤمن العديد من الشعوب بالتأثير السيء للعين الحاسدة التي تجلب الإصابة بالمرض أو الحظ السيئ لمن تقع عليه، فهناك اعتقاد أن لبعض الأشخاص قوى شريرة على تخرج من أعينهم باتجاه من يحسدونهم."
وتناول قيام المجتمعات المؤمنة بضرر الحاسد عن طريق العين باختراع أشياء لوقف الضرر المزعوم حيث قال :
"ولذلك حاولت شعوب مختلفة محاربة العين الحاسدة بوسائل حماية مختلفة عبر التاريخ منها الخرزة الزرقاء (يد فاطمة) أو بعض التعويذات التي تلبس كقلائد وفي الإسلام يعتبر قول "ما شاء الله" من قبل الحاسد وسيلة لردع شر العين أو قراءة سورة الفلق التي تنتهي بآية "ومن شر حاسد إذا حسد" من قبل الضحية أو معارفها.
وفي بنغلاديش وبعض بقاع الهند غالباً ما يحصنون أولادهم من الحسد من خلال رسم بقعة سوداء كبيرة على جبينهم، وبسبب كون الفتيات الصغيرات هدفاً لنظرات الإعجاب فأنهم يرسمون بقعة سوداء خلف شحمة آذانهم باستخدام الكحل وهذا باعتقادهم يبعد العين الحسود والغيرة. "
والإسلام برىء من تلك الأعمال فالحسد مجرد تمنى نفسى ولكن الحاسد وهو كافر من الممكن أن يقوم بشر لإزالة النعم بالقتال أو الحرق أو اغراق الأرض ..وهو ما سجله في قوله سبحانه :
" ومن شر حاسد إذا حسد"
فالحسد يتحول لشر في بعض النفوس ممثلة في الاعتداء على المحسودين بجرائم كالقتل والجرح واشعال النار في الممتلكات أو اغراق الأرض
وتناول الكاتب صورة رسمها أحدهم باسم رجل بعين حاسدة حيث قال :
"اللوحة المبينة هي بورتريه من أعمال الفنان إيليا ريبين بعنوان "رجل بعين حاسدة" التي رسمها في عام 1877 وتمثل آي إف رادوف الأب الروحي للفنان، حيث يعتقد أن لأعين بعض الناس قوى سلبية تؤثر على الضحايا من خلال التحديق الخبيث حتى وإن لم تكن هناك نية في إيذائهم ويمكن أن يكون الأطفال والحيوانات الداجنة من بين قائمة الضحايا التي تستهدفها العين الحاسدة.
ويختلف تأثير العين الحاسدة على الضحية، فقد يتراوح تأثيرها من الحظ السيء إلى المرض وحتى الموت بحسب إختلاف المعتقدات لدى الشعوب، كما يعتقد أن تأثيرها يكون أشد على الأطفال الرضع والصغار لأنها غالباً ما تصدر من غرباء يكيلون عبارات المديح والإعجاب أمامهم وخصوصاً إن كانت صادرة عن امراة لم تنجب أطفالاً."
وكما سبق الكلام لا وجود ضرر للعين أيا كانت فالضرر هو عمل يرتكبه الإنسان بأعضاء جسده أو عن طريق استعمال آلة بيده
وتحدث عن نظرية جديدة تشيع خرافة ضرر العين وهى أن من لديه نقص في سوائل الجسم هو الحاسد حيث قال :
"صلة مع نقص السوائل
اكتشف آلان ديوندس وهو بروفسور التراث الشعبي من جامعة كاليفورنيا بيركلي أن هناك قواسم مشتركة بين تأثيرات العين الحاسدة لدى العديد من الثقافات، فوجد أن للعين الحاسدة صلة بعوارض التجفاف والتيبس والذبول ونقص السوائل Dehydration وجميع تلك العوارض لها ارتباط بسوائل الجسم، ولهذا يكون للأسماك مناعة ضد العين الحاسدة كونها مبللة دائماً في الماء وفقاً لإحدى المعتقدات. ومازالت مقالة ألان بعنوان "العين الحاسدة: جاف ورطب" مرجعاً هاماً في ذلك الموضوع حتى يومنا هذا."
وبالطبع الكلام الذى نقله الكاتب كلام باطل فمعنى هذا أن الرضيع المصاب بالجفاف قادر على الحسد مع أنه لا يعرف معنى الحسد أو المال أو غيره من النعم وهو ما يتعارض مع قوله سبحانه :
" والله أخرجكم من بكون أمهاتكم لا تعلمون شيئا"
ومعنى كلام المنقول عنه أن الجوعى كجوعى المجاعات فى أفريقيا والذى تتناقص في أجسامهم المياه والطعام قادرون على السحر وهم مرضى من الهزال وهو كلام لا يصدقه عقل لأنهم لو كانوا قادرون على شىء لأطعموا أنفسهم وداووا هزالهم
وتناول سبب القدرة على الحسد حيث قال :
"سبب القدرة على الحسد
يعتقد أن شعور الإنسان بالحسرة الناتجة عن رغبته في حصوله على ما لا يملكه في يد من ينظر إليه (الضحية) تمنح عينيه قدرة كافية على إصابته حتى لو لم يكن لديه نية في إيذائه، وقد يكون الحسد الموجه ضد الضحية بسبب جمالها أو صحتها أو إنجابها للأطفال أو لتمتعها بممتلكات كالبيوت والسيارات والأثاث وغيرها من الكماليات. إلا أن ذلك لا ينفي أن لبعض الأشخاص قدرة فطرية أقوى على الحسد من غيرهم وإن توفرت نفس الظروف المحيطة"
وسبب الحسد المعروف هو إرادة الشخص أن يكون الأخرون مثله في النقص الذى يظن أنه يعانيه
وتناول اختراع المخادعون الخرزة الزرقاء للوقاية من الحسد حيث قال :
"حمى الخرزة الزرقا في تركيا
تنتشر القلائد والمجوهرات والأساور التي تزعم الوقاية من العين الحاسدة بشكل الخرزة الزرقا في الكثير من الأعمال اليدوية في تركيا وإقليم البلقان فهي تعتبر تعويذة وقاية، وتراها معلقة في الأبواب والسيارات والأحصنة والأطفال والهواتف الخليوية وحتى الطائرات، حيث عمدت شركة طيران تركية إلى استخدام الخرزة الزرقا كشعار لشركتها."
بالطبع لا شىء يحمى من اى ضرر سوى الله وكل إنسان عليه أن يحمى نفسه بطاعة أحكام الله وهى الأسباب الحامية من أى ضرر وإن كان الحسد النفسى وهو الكلامى ليس له أى ضرر كما يزعم الزاعمون لأنهم ينشرون الخرافة كى يربحوا من بيع الأحجار الزرقاء والخرز والكفوف كف فاطمة أو كف مريم أو أيا كان ما يبيعون لمنع الحسد فالعملية كلها عملية تجارية في الأساس