النفس الآمنة
[قال الله تعالى فى كتابه العزيز :
" يا أيتها النفس المطمئنة * ارجعى إلى ربك راضية مرضية *
فادخلى فى عبادى وادخلى جنتى "
فهل فكرت يومًا وسألت نفسك ..
من تلك النفس المطمئنة التى كرمها ربها هذا التكريم ..
هيا نجول ونبحث فى هذه الكلمة ..
النفس المطمئنة
هى التى ذاقت حلاوة الحب الإلهى ..
تحب الله لذاته وليس طمعًا فى جنته .. أو خوفًا من ناره ..
هى النفس التى تعلو فوق شهواتها .. وتقوى عليها بإيمانها بربها ..
هى التى تدعو ربها وهى واثقة من استجابته لها .. واثقة أن الله إن أخرها .
. فهى لحكمة لا يعلمها إلا هو .. وأن تأخيرها حبًا فيها وليس غضبًا عليها ..
فربما أراد أن يكفر عنها بهذه الدعوة ..
أو أنه أجلها ليوم لا ينفع فيه الإنسان .. إلا عمله ..
هى النفس التى تتقى الله فى السر والعلن ..
وتعلم جيدًا أن الله يراها وإن لم تكن تراه ..
وترد على شيطان نفسها بأنه لا يوجد مكان لا يوجد فيه الله لتعصى الله فيه ..
هى النفس الخالية من الكبر والحقد .. التى لا تعرف ( الأنا ) ..
وتعرف أنها مهما أحاطت من علم ..
وهما كان بها من نعم فهى ضئيلة جدًا أمام الله عز وجل ..
هى النفس التى تهرول مبتعدة عن صغائر الذنوب .. خجلاً من الله ..
هى التى تصبر الصبر الجميل على المصائب ..
وليس ( صبر المضطر قليل الحيلة ) .
هى التى تحمد الله فى السراء والضراء ..
وترضى بقضاء الله رضاء القانع ..وليس ( رضاء العاجز ) .
هى التى لا تفكر فى الانتقام .. وتعلم أن الله هو المنتقم ..
وأنها إن طاوعت الشيطان لن تجنى إلا الخسارة ..
وأن انتقام الله ممن ظلمها أقوى بكثير مما تفعله ..
هى التى يكون حب الله ورسوله .. أغلى عندها ممن سواهما ..
هى التى لا تخشى الموت ..
بل تستعد له فى كل وقت لأنها ستقابل الحبيب الأعظم ..
وهو ( الله ) سبحانه وتعالى..
هى التى وعدها ربها أن تكون فى معيته .. فى الدنيا والآخرة .
فهل أنا وأنت .. من يقال فيهم ( النفس المطمئنة ) ..
فلنراجع أنفسنا .. حتى نحظى بهذه المكانة عند الله تعالى ..
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|