غزوة بدر: فوائد ولطائف - منتديات احساس ناي

 ننتظر تسجيلك هـنـا

{ فَعِاليَآت احساس ناي ) ~
                             


عدد مرات النقر : 355
عدد  مرات الظهور : 10,404,482
عدد مرات النقر : 334
عدد  مرات الظهور : 10,404,479
عدد مرات النقر : 230
عدد  مرات الظهور : 10,404,518
عدد مرات النقر : 180
عدد  مرات الظهور : 10,404,518
عدد مرات النقر : 329
عدد  مرات الظهور : 10,404,518

عدد مرات النقر : 30
عدد  مرات الظهور : 3,922,637
عدد مرات النقر : 2
عدد  مرات الظهور : 83,8710
عدد مرات النقر : 2
عدد  مرات الظهور : 83,8651
عدد مرات النقر : 3
عدد  مرات الظهور : 83,8612
عدد مرات النقر : 3
عدد  مرات الظهور : 83,8593

عدد مرات النقر : 57
عدد  مرات الظهور : 3,917,226

عدد مرات النقر : 23
عدد  مرات الظهور : 3,917,750


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 04-19-2024, 05:11 PM
حكاية ناي ♔ متواجد حالياً
Saudi Arabia     Female
SMS ~ [ + ]
لولا سعة الأمل لضاقت بنا الحياة
اللهم أيام كما نُحب و نتمنى ..♥️
Awards Showcase
 
 عضويتي » 16
 جيت فيذا » Sep 2022
 آخر حضور » يوم أمس (06:18 PM)
آبدآعاتي » 3,720,684
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
 التقييم » حكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond repute
الاعجابات المتلقاة : 2270
الاعجابات المُرسلة » 800
مَزآجِي   :  08
SMS ~
لولا سعة الأمل لضاقت بنا الحياة
اللهم أيام كما نُحب و نتمنى ..♥️
 آوسِمتي »
 
افتراضي غزوة بدر: فوائد ولطائف

Facebook Twitter


إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهدِه الله، فلا مضلَّ له، ومن يضلل، فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.



﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].



﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].



﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71]؛ أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.



أعاذني الله وإياكم وسائر المسلمين من النار، ومن كل عمل يقرب إلى النار، اللهم آمين، آمين.



إخواني في الدين، إخواني في السُّنَّة، أيها المسلمون الكرام، يمر المسلمون عامة، ونحن في الأرض المقدسة هذه خاصة، بأيام عصيبة في شطري الوطن، وهذا كله لعله امتحان وابتلاء من الله سبحانه وتعالى حتى نعود إليه، ونرجعَ إليه، ونعبدَه وحدَه ولا نشركَ به أحدًا، وحتى تعودَ اللُّحمة إلى المسلمين، وأن يكونوا تحت قيادةٍ واحدة لا دولًا شتى، وأحزابًا متفرقة، والكل يطعن في الكل، نسأل الله السلامة.



الله يمتحِنُنا، فأحيانًا يضيق علينا بالمادَّة، يُضيِّق علينا بالمال، وأحيانًا يسلِّط علينا عدوًّا من سوى أنفسنا؛ لنرجعَ إليه، لنتوحد، لنكون تحت راية واحدة، لكن نجد أن الأمر يتفاقم بشدة.



كان الناس في عهد النبي صلى الله عليه وسلم تحت راية واحدة، ويعبدون ربًّا واحدًا، والطاعة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، نعم، امتُحِنوا فعُذِّبوا في مكة المكرمة، طُردوا من أوطانهم، تركوا ديارهم ودُورَهم وأموالهم، لكن ما تركوا دينهم، الأرض ترجع وتُسترَد، إذا اغتُصبت ترجع مرة أخرى، أما الدين والتوحيد والإيمان لا يُهجَر أبدًا، فمن هجر دينه كفر، وصار مع الكافرين، من هجر توحيده هذا، صار من المارقين ومن المشركين.



فخرجوا بدينهم ليس عليهم إلا ملابسهم، وفي اليوم السابع عشر من رمضان وكان يوم جمعة، مثل هذا اليوم، وإن اختلف التاريخ، فغدًا السابع عشر من رمضان، وفي السنة الثانية من الهجرة، هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم وأصحابه، علِم النبي صلى الله عليه وسلم أن هناك قافلة محمَّلة بما لذَّ وطاب من أموالهم التي كانت في مكة، يذهبون بها إلى الشام، فأرادوا أن يأخذوها؛ استردادًا للحقوق أو لبعض الحقوق، ولكن القافلة ذهبت إلى الشام، وبعد أن حدَّدوا موعدَ رجوعها خرج النبي صلى الله عليه وسلم لملاقاتها، ولم يعزم على الصحابة الخروج، وجعل الخروج معه لمن شاء؛ لأنه لم ينوِ حربًا، ولم ينوِ قتالًا، وإنما هم ثلاثون راكبًا مع أبي سفيان، مع ثلاثمائة بعير محمَّلة بما لذَّ وطاب من بضائع الشام.



فلذلك، ومقابل الثلاثين خرج بأكثر من ثلاثمائة صحابي، ليس معه رماح، ليس معهم آلات قتال، خرج بهؤلاء الصحابة ومعهم سلاح الأعرابي البدوي، الذي إذا خرج إلى قضاء الحاجة يكون معه؛ سيوفهم خناجرهم، بعض النِّبال والسِّهام.



فلم يخرجوا لقتال، خرجوا ليأخذوا القافلة ويرجعوا، لكنَّ الله أراد أمرًا آخر، أمَّا ما كان معهم من الحيوانات التي تنفع للحمل والقتال، فلم يكن معهم إلا فَرَسان، ولم يكن معهم من البُعْران والإبل إلا سبعون.



خرجوا - بعض الروايات تقول: في الثامن من رمضان، ورواية تقول: في الثاني عشر من رمضان - متجهين إلى بدر، مياه بدر، هناك يتلاقى ويلتقي فيها من يأتي من الشام، أو من يخرج من مكة المكرمة متوجهًا إلى الشام، وهي بين مكة والمدينة على بعد سبعة منازل من مكة، وثلاثة منازل من المدينة، من مكة إلى المدينة عشرة أيام على الإبل، وهذه بدر، جاؤوها في مدة ثلاثة أو أربعة أيام، كانوا موجودين في بدر، وأراد الله أمرًا آخر.



فرَّت القافلة، وجاء الابتلاء، الله وعدهم إحدى الطائفتين؛ النصر أو الشهادة، الغنيمة أو الحرب، فالغنيمة ذهبت، وبقِيَتِ المسألة الأخرى؛ وهي اللقاء، خرج الكفار ولم يتراجعوا، فيما يقارب الألف عِلْجٍ إن صحَّ التعبير، فالكافر يُقال عنه: علج بالجيم؛ وهو المشرك بالله عز وجل، كانوا فوق تسعمائة، أو قريبًا من الألف، مقابل الثلاثمائة، خرجوا بسبعمائة بعير، والمسلمون معهم سبعون، خرجوا مهيئين للقتال، معهم أدوات القتال كلها.



لكن الله سبحانه وتعالى أراد أمرًا آخر؛ أراد أن نتذكر ﴿ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 249]، فئة قليلة تغلب فئة كثيرة؟



نعم، لكن بإذن الله، كانوا متوحدين على قلب رجل واحد، كانوا متوكلين على الله سبحانه وتعالى، لا على أنفسهم وأسلحتهم، ما تغني أسلحتهم شيئًا أمام ما جاء به هؤلاء الكفار، فالتوحيد في صدورهم موجود، الإيمان في قلوبهم قوي، التوكل على الله متدفِّق، معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، يأخذون الأوامر منه مباشرة.



أما حال المشركين، فالاختلاف ضرب أطنابه بينهم؛ فمنهم من علِم أن القافلة قد فرَّت، والتجارة نَجَتْ، فأراد أن يرجع، ومنهم من أراد أن يقاتل، فحصل بينهم الخلل، أضف إلى ذلك معونة ربانية إلهية من الله لأمثال هؤلاء، لهم خصوصًا أهل بدر، ولمن يسير على دربهم إلى يوم القيامة توحيدًا وطاعة.



أغاثهم الرحمن الرحيم بمطر وغيث نزل عليهم من السماء، فالأرض التي كان عليها الصحابة رملية، إن صح التعبير (جرول)، إذا اشتمَّتِ الماء تصلَّبت، فثبَّت الله به الأقدام، وثبت به القلوب، الناحية الأخرى جهة الكفار طينية حمراء، إذا اشتمت الماء أصبحت وحلًا وزَلَقًا، وهكذا إذا أراد أن ينصر عباده، هيَّأ لهم ما شاء من خلقه ومن عباده، وفوق هذا عندما احتدمت المعركة، أيَّدهم بجنودٍ لم يَرَوها، ملائكةٍ من عند الله عز وجل، بقيادة مَن؟ بقيادة أمين وحي السماء، ورئيس الملائكة؛ بقيادة جبريل عليه السلام.



وهكذا لو كُنَّا، لصِرْنَا، لو كنا مثلهم أو على طريقهم، لوجدنا النتائج مبكرة، لكن الله يمتحننا حتى تُصقَل هذه القلوب من الشرك، من المعاصي، من الذنوب والخطايا، من قطيعة الأرحام، من عقوق الوالدين، ممتلئة أمة محمد في هذا الزمان إلا من رحم الله؛ لذلك تنتظرون النصر، مهلًا قليلًا حتى يتم التمحيص؛ لأنكم لا تأكلون أنتم وأنا، لا نأكل طعامًا غير ناضج، لا بد للطعام أن ينضَجَ، والله يحبنا سبحانه وتعالى؛ لأننا من أتباع محمد صلى الله عليه وسلم، لكن لتقصيرنا يريد أن يبتليَنا ويمتحننا، والكلام طويل حول هذا الأمر.



ننظر إلى شباب كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم؛ معاذ ومعوَّذ ابني عفراء، في رَيعانِ الشباب، فوق سن المراهقة، فوق الخمسة عشر عامًا، رتَّب النبي صلى الله عليه وسلم الجيشَ، بخلاف المشركين، فما عندهم الكر والفر، أول مرة يرى المشركون هذا الأمر، ما هذا؟



الثلاثمائة لو قسمناهم على مائة مجموعة، كل مجموعة ثلاثة نفرٍ؛ مقاتل في مواجهة العدو، واثنان خلفه يدافعان عنه؛ حتى لا يأتيَه أحد من الخلف، هذه لم تُعرَف في العرب، النبي صلى الله عليه وسلم رتَّبهم على ذلك، وقف عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه، وكان طويلًا وجَهْمًا، فكان من نصيبه هذان الشابان؛ قال: "نظرت عن يميني ونظرت عن يساري، فقلت في نفسي: ما إن تبدأ المعركة حتى يفرَّا".



لو كانوا من شباب اليوم ربما، شباب النت والفسبكة، والتوترة والتيك توك، شباب اليوم، نسأل الله السلامة، يضعون السماعات في الأذنين، ليس على القرآن، ولا على الحديث، ولا على دروس العلم، إلا ما رحم الله، الأمة فيها الخير، لكن من الوجع الذي نراه في هذه الأمة.



قال: فإذا بالذي على يمينه يقول: يا عماه، قال: ماذا تريد؟ ولا يريد أن يُسْمِعَ أخاه، أين أبو جهل؟ أبو جهل صنديد من صناديد قريش، لا تقف أمامه الرجال، هو قائد المعركة ورئيسها، وقد تعلم فنون الحرب والقتال، والسيف والمصارعة، ونحو ذلك في الحروب، يسأل عنه هذا الطفل إن صحَّ التعبير، أين أبو جهل؟ قال: ماذا تريد منه؟ قال: أريد أن أقتله، انظر إلى العزيمة التي عند هذا الشاب، أريد أن أقتله، لماذا يا بن أخي؟ قال: لأني سمعت أنه كان يؤذي رسول الله، والشاب هذا من الأنصار، ما يعرف ذاك الرجل، قال: ما رفعت رأسي إلا بالذي على اليسار يسأل عن أبي جهل أيضًا: ماذا تريد؟ مَن تريد؟ قال: أريد أن أقتله؛ لأنه كان يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم.



تغيَّر الموضع وانقلب؛ فاطمأن هذا الصحابي عبدالرحمن بن عوف على وجودهما حوله، وقال: "والله ما أحببتُ أن أكون بين رجلين"، ما دامت هذه العزيمة عند هؤلاء يريدون أن يقتلوا القائد، فكيف يفرون؟ لن يفروا إن شاء الله.



وبدأت المعركة، وظهر أبو جهل بشعر كثيف يغطي رأسه، تحت عمامته، وهو يصول ويجول بسيفه، فقلت لهما: أتنظران ذلك الرجل؟ قالا: نعم، قال: ذاك أبو جهل، قال: فانقضا عليه كالصقرين، فأوقعاه عن فرسه، الصنديد جثته كبيرة جدًّا، أوقعاه عن فرسه، وغرزا فيه سيفيهما.



وبعد أن انتهت المعركة، جاءا إلى النبي صلى الله عليه وسلم والكل يقول: أنا قتلته، والآخر يقول: أنا قتلته، واختصما أمام النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: أرياني سيفيكما، فأخذ السيفين، فوجد أثر الطعام من بطن المشرك على السيفين، قال: كلاكما قتله، لكن بقِيَ فيه رَمَقٌ لم يعلما به، فجاء عبدالله بن مسعود، وصعِد على صدره، واحتزَّ رأسه وحمله من شعره إلى النبي صلى الله عليه وسلم، والله تعالى أعلم.



وأين شباب الأمة اليوم؟ الأمة مليئة بالخير إن شاء الله.



وموقف آخر: العباس رضي الله عنه مسلم يخفي إسلامه، جاء مع المشركين، وهو عم النبي صلى الله عليه وسلم، وكان في مكة عينًا للنبي صلى الله عليه وسلم، يبعث إليه بالأخبار، لكن يُظهِر أنه مع المشركين، وخرج في المعركة مع المشركين، وكان قويًّا ومقاتلًا، وإذا بأنصاريٍّ جاء به إلى النبي صلى الله عليه وسلم مكبَّلًا مقيدًا، عمُّ النبي صلى الله عليه وسلم مكتَّف، وكيف هذا الأنصاري قدر عليه؟ فقال: أنا أَسَرْتُه يا رسول الله، فقال العباس: لا والله يا بن أخي، الذي أسرني رجل آخر أجلح؛ يعني: شعر رأسه متأخر قليلًا، وما أراه في القوم، قال: بل أنا يا رسول الله، قال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((اسكت؛ فقد أيَّدك الله بِمَلَكٍ كريم)).



وبعضهم سمع صوتًا يقول: أقدِمْ حَيْزُومَ، فقالوا: وما حيزومُ؟ من هو؟


فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((هذا فرس اسمه حيزوم، يركبه مَلَكٌ يقاتل معكم)).



متى تأتي الملائكة تقاتل معنا في هذا الزمان، يا عباد الله؟

إذا كنا على طريقهم، وعلى هديهم، فاتَّحدنا واتفقنا، وكنا على قلب رجل واحد، لسنا مُتَشَتِّتِين ولا متفرقين، والكل يحب الآخر، ويحب الخير للغير، إذا وصلنا إلى هذه الدرجة، فالبشرى بمَقْدَمِ النصر قريبة جدًّا بأمر الله، وهذا الضيق والحصار الذي علينا هنا، أو على المسلمين عامة، ما نعاني منه نحن، يعاني منه غيرنا، نسأل الله السلامة، الظلم وقع على الأمة بأكملها، سينقشع هذا عن قريب إن شاء الله، إذا أردنا تسريعه، أنا أنظر إليه أنه آتٍ، الفرج آتٍ، تنفيس الكرب آتٍ، رفع الهم عن هذه الأمة والله آتٍ، لكن متى؟



أنت يا عبدالله، نحن في هذه الأمة، الأفراد، والجماعات، والدول، كلٌّ يسعى بالعمل بما يستطيع، فلنسرع في النصر إلينا والخير، وما شابه ذلك، بالتوحيد والاجتماع والطاعة.



أما إذا بقينا كذلك، فسيزداد علينا الابتلاء، ليس كرهًا لنا، الله لا يكره أمة محمد صلى الله عليه وسلم، الله يحبها، لكن أنت إذا أحببت حبيبك، أو ولدك، فأخطأ يمنة ويسرة تؤدبه، تؤدبه بالكلمة، أو تؤدبه بالضرب، إما بالكلمة، أو باللَّكْمة، فالله يؤدب عباده بما شاء، وكيفما شاء، فإياك أن تقع تحت هذا التأديب، فكن مؤدَّبًا يا عبدالله، أنت عبدٌ لله سبحانه وتعالى.



فنحن نحتاج في هذا الزمان إلى الأُلفة والمودة، والأُخُوَّة والمحبة، والتراحم فيما بيننا، ولنبدأ وليبدأ كل إنسان بنفسه، مع والديه، مع إخوانه، مع أخواته، مع زوجته، مع جيرانه، مع أرحامه، إذا ابتدأنا بهذا مع الناس، ومع الله؛ بتوحيده وعدم عصيانه، وبالتوكل عليه، لكن قد تقع منا معاصٍ، فلسنا معصومين، لكن ((وأتْبِعِ السيئة الحسنة تمحُها، وخالقِ الناس بخلقٍ حسن))، و ﴿ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ﴾ [هود: 114]، ليس عيبًا أن تخطئ، لكن العيب أن تتمادى في الخطأ.



أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم.



الخطبة الآخرة

الحمد لله حمد الشاكرين الصابرين، ولا عدوان إلا على الظالمين، اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين؛ أما بعد:

فالله سبحانه وتعالى يعلمنا بما حدث للنبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم، ماذا كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم ليلة السابع عشر؛ ليلة بدر، ليلة يوم الفرقان، عندما التقى الجمعان، كان يرفع يديَه، الكل نائم، إلا هو صلى الله عليه وسلم، رآه علي بن أبي طالب قد رفع يديه يستغيث ويستنجد بالله، لا بالشرق، ولا بالغرب، ولا بالأمم المتحدة ولا المختلفة، وإنما يستغيث بالله سبحانه وتعالى، فكان النصرُ.



النصر، ما كانت نتيجته؟ شهداء، نعم، وقع شهداء، أربعة عشر شهيدًا، أو ثلاثة عشر، رضي الله عنهم، لكن في المقابل، كم قتيلًا من المشركين؟ سبعون.



كم أسيرًا من المشركين؟ سبعون، كم أسيرًا من المسلمين؟ لم يؤسر أحد من المسلمين، بل عندما وجد المشركون هذه المعركة، فروا على أدبارهم في الصحراء، لا يَلوِي أحدٌ على أحدٍ، نسأل الله أن يأتي هذا اليوم، في هذا المكان، وهذا الزمان الذي نحن فيه، على المسلمين جميعًا، اللهم آمين، أن يلوي الكفار ولا يبقى منهم أحد في أرضنا، ولا في ديارنا، ولا في أوطاننا، ونتسمع عن أخبارهم تسمُّعًا فقط، لا أن نقابلهم ولا أن نشاهدهم أصلًا.



ويبقى النبي صلى الله عليه وسلم في مكانه في كل معركة بعد أن تنتهي ثلاثة أيام، يبقى ثلاثة أيام، يجمعون الحوائج، ويجمعون الغنائم، غنائم ما شاء الله، تركها المشركون ولم يأخذوا منها شيئًا؛ من الإبل والخيل والسلاح والكراع، ونحو ذلك، فيمشي النبي صلى الله عليه وسلم بين القتلى، وقد كان قبل أن تبدأ المعركة وقبل أن يأتي الكفار يُطَمْئِنُ المؤمنين، ويقول: هذا مصرع فلان، وهنا سيموت فلان، وهنا سيُقتل فلان، بأسماء المشركين، فلما جاء الصحابة مع النبي صلى الله عليه وسلم؛ أبو بكر وعمر وعلي، فينظرون فيقولون: هذا ما قلت عنه يا رسول الله، هنا قلت: سيُقتل فلان، فقُتل فلان، فوجودا جثث الكافرين كما قال صلى الله عليه وسلم، أربعًا وعشرين جثة، جمعوها وألقَوها في قَليب؛ أي بئر من آبار بدر، آبار بدر كثيرة، منها ما فيه ماء، وآبار ليس فيها ماء، فوضعوا في هذا البئر، ووقف على شفير البئر، فقال: ((إنا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقًّا))؛ أي: النصر، يقول للمشركين وهم أموات: ((فهل وجدتم ما وعد ربكم حقًّا؟)) فقال له عمر أو غيره: ((يا رسول الله، تخاطب قومًا قد جيَّفوا))؛ تخاطب قومًا قد ماتوا، قال: ((ما أنتم بأسمعَ لِما أقول منهم، ولكنهم لا يجيبون))، يسمعون، لكن لا يجيبون.



هكذا كان حالهم، وهكذا كانت نهاياتهم، وجاؤوا لرجل منهم قد انتفخ من الشمس في الثلاثة الأيام، وحاولوا أن يجروه إلى البئر؛ لأن هذه أجساد، ولو أجسادَ كفارٍ، يجب علينا دفنها؛ لئلا تسوء الأحوال الجوية، والهواء يفسد بفساد ما يتطاير من جثث الموتى، فأرادوا أن يدفنوه في البئر فتفسخ، فقال: ألقوا عليه الحجارة، فرجموه بالحجارة حتى غطَّوه.



وهكذا كانت المعركة، أما الأربعة عشر شهيدًا، فلم يثبت أنهم نُقلت جثثهم إلى المدينة، بل دُفنوا هناك، وقبورهم هناك في بدر حتى الآن على يمين الخارج من المدينة متجهًا إلى مكة على اليمين، لكن على مسافة بعيدة عن الطريق العام.



هذه قصة بدر، والفوائد فيها كثيرة جدًّا؛ لذلك ما علينا إلا أن نتوب إلى الله عز وجل، ونجدد التوبة دائمًا، ونستغفر الله دائمًا، حتى يغفر الله لنا ويرحمنا، ويرفع عنا ما يؤذينا.



فصلوا على رسول الله؛ فقد صلى الله عليه في كتابه فقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].



اللهم صلِّ على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم؛ إنك حميد مجيد.



اللهم بارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم؛ إنك حميد مجيد.



اللهم وارضَ عن الخلفاء الأربعة؛ أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وسائر الصحابة أجمعين، اللهم وارضَ عنا معهم بمنِّك وكرمك يا أكرم الأكرمين.



اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات يا رب العالمين.



اللهم لا تَدَعْ لنا في مقامنا هذا ذنبًا إلا غفرتَه، ولا همًّا إلا فرَّجتَه، ولا دَينًا إلا قضيتَه، ولا مريضًا إلا شفيتَه، ولا مبتلًى إلا عافيته، ولا غائبًا أو مهاجرًا أو مسافرًا أو سجينًا أو أسيرًا إلا أطلقته وأرجعته إلى أهله، سالمًا غانمًا يا رب العالمين.



اللهم كُنْ معنا ولا تكُنْ علينا، اللهم أيِّدنا ولا تخذلنا، اللهم انصرنا ولا تنصر علينا، اللهم أعنَّا على طاعتك، اللهم أعنَّا يا رب العالمين على طاعتك.



اللهم وحِّد صفوفنا، اللهم ألِّف بين قلوبنا، وأزِلِ الغل والحقد الحسد والبغضاء من صدورنا، وانصرنا يا رب العالمين على عدوك وعدونا، برحمتك يا أرحم الراحمين.



﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُون ﴾ [العنكبوت: 45].



 توقيع : حكاية ناي ♔

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
قديم 04-19-2024, 05:11 PM   #2



 
 عضويتي » 23
 جيت فيذا » Oct 2022
 آخر حضور » يوم أمس (05:40 PM)
آبدآعاتي » 323,289
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 التقييم » سيف has a reputation beyond reputeسيف has a reputation beyond reputeسيف has a reputation beyond reputeسيف has a reputation beyond reputeسيف has a reputation beyond reputeسيف has a reputation beyond reputeسيف has a reputation beyond reputeسيف has a reputation beyond reputeسيف has a reputation beyond reputeسيف has a reputation beyond reputeسيف has a reputation beyond repute
الاعجابات المتلقاة » 122
الاعجابات المُرسلة » 120
مَزآجِي   :
 آوسِمتي »

سيف متواجد حالياً

افتراضي



اسأل الله العظيم
أن يرزقك الفردوس الأعلى من الجنان.
وأن يثيبك البارئ خير الثواب .
دمت برضى الرحمن


 توقيع : سيف

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:32 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
User Alert System provided by Advanced User Tagging v3.1.0 (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.