تفسير اسماء الله الحسنى/العفو
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
(العفو)
- الدليل:
قال الله تعالى: ﴿ إِن تُبْدُواْ خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُواْ عَن سُوَءٍ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا ﴾ النساء: ١٤٩.
وقال تعالى: ﴿ فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا ﴾ النساء: ٩٩.
وفي مسند الإمام أحمد، أن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: يا رَسولَ اللهِ، أرأيتَ إنْ وافَقتُ لَيلةَ القَدرِ، بِمَ أدْعو؟ قال: تَقولينَ: (اللَّهمَّ إنَّكَ عَفوٌّ تُحِبُّ العَفوَ فاعْفُ عَنِّي) صحّحه شعيب الأرناؤوط.
- المعنى:
العفو صيغة مبالغة من عفا، أي: أن الله تعالى كثير العفو، ومعنى العفو المحو، والتجاوز عن الذنب وترك العقاب عليه، فالله تعالى هو العفو، الذي يمحو السيئات، ويتجاوز عن المعاصي ويزيل آثارها.
واسم العفو قريب من اسم الغفور ولكنه أبلغ منه، لأن الغفران معناه الستر، والعفو معناه المحو، والمحو أبلغ من الستر.
- مقتضى اسم الله العفو وأثره:
مقتضى اسم الله العفو الطمع في سعة عفوه ومغفرته ورحمته، فالإنسان من طبعه الخطأ والتقصير وارتكاب الذنوب، فيحتاج إلى عفو ربه وتجاوزه عنه، والله تعالى ما سمّى نفسه بالعفو إلا لكي يتفضل بكرمه ورحمته بالعفو عن عباده، لذلك علَّم النبي صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن تدعو ربها باسمه العفو عندما سألته عن دعاء ليلة القدر، فقال لها: تقولين: (اللَّهمَّ إنَّكَ عَفوٌّ تُحِبُّ العَفوَ فاعْفُ عَنِّي).
كما يربّي اسمُ الله العفو المسلمَ على أن يعفو عن الناس، ويتجاوز عنهم، لأن الذي يعفو عن الناس ويتجاوز عنهم حري بعفو الله ومغفرته، قال تعالى: ﴿ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ النور: ٢٢، وقال تعالى: ﴿ وَأَن تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ﴾ البقرة: ٢٣٧.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|