مظاهر حلم الرسول ﷺ
من مظاهر حلم الرسول ﷺ
من مظاهر حلم الرسول ﷺ حلمه على من جهل عليه وعفوه عمن ظلمه .
كان الرسول صلى الله عليه وسلم أكمل الناس أخلاقًا وأكثرهم حلمًا، فقد كان حلم الرسول صلى الله عليه وسلم على من جهل عليه من عظيم أخلاقه وجميل خلاله. وقد بلغ الرسول صلى الله عليه وسلم غاية الحلم والعفو. وقد زاد حلمه حتى حتى جاوز العدل إلى الفضل مع من أساء إليه وجهل عليه.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يغضب لنفسه أبدًا. فعن عائشة رضي الله عنها قالت (ما خُيِّرَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بيْنَ أمْرَيْنِ قَطُّ إلَّا أخَذَ أيْسَرَهُمَا، ما لَمْ يَكُنْ إثْمًا، فإنْ كانَ إثْمًا كانَ أبْعَدَ النَّاسِ منه، وما انْتَقَمَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِنَفْسِهِ في شيءٍ قَطُّ، إلَّا أنْ تُنْتَهَكَ حُرْمَةُ اللَّهِ، فَيَنْتَقِمَ بهَا لِلَّهِ). [1]
يظهر حلم الرسول صلى الله عليه وسلم في عدم الغضب
يظهر حلم الرسول صلى الله عليه وسلم في عدم الغضب مع الإيذاء والغلظة وجفاء المعاملة وسوء الأدب معه في كثير من المواقع. وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم لا تغضبه الإساءات. وكان رسول االله صله الله عليه وسلم لا يغضب لنفسه أبدًا. ويظهر حلم الرسول في عدم الغضب في:
قصة الأعرابي الذي جبذ النبي صلى الله عليه وسلم بردائه جبذة شديدة
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (كنْتُ أمشي معَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وعليه بُردٌ نَجرانيٌّ غليظُ الحاشِيةِ، فأدرَكه أعرابيٌّ، فجبَذه برِدائِه جبذةً شديدةً، حتَّى نظرْتُ إلى صَفْحةِ عاتِقِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قد أثَّرَت بها حاشِيةُ البُردِ مِن شِدَّةِ جَبذتِه! ثُمَّ قال: يا مُحمَّدُ، مُرْ لي مِن مالِ اللهِ الذي عندَك، فالتفَت إليه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ثُمَّ ضحِك، ثُمَّ أمَر له بعَطاءٍ)
قصة الرجل الذي أساء التعامل مع النبي صلى الله عليه وسلم
عن أبي هريرة رضي اللهُ عنه: (أنَّ رجُلًا أتى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يتقاضاه فأغلَظ، فهمَّ به أصحابُه، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: دَعوه؛ فإنَّ لصاحِبِ الحقِّ مقالًا، ثُمَّ قال: أعطوه سِنًّا مِثلَ سِنِّه، قالوا: يا رسولَ اللهِ، لا نجِدُ إلَّا أمثَلَ مِن سِنِّه، فقال: أعطوه؛ فإنَّ مِن خيرِكم أحسَنَكم قَضاءً). [2]
من القصص الدالة على حلم الرسول صلى الله عليه وسلم
دعوة النبي صلى الله عليه وسلم بالهداية لمن آذاه بعد أن أتاه ملك الجبال برسالة يقول فيها: إن شئت يا محمد أن أطبق عليهم الأخشبين، فأتى الجواب منه عليه السلام بالعفو عنهم قائلاً: ( أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا)
حينما كُسِرت رَباعيَتُه وشُجَّ وجْهُه – صلى الله عليه وسلم – يوم أُحد، وقد شقَّ ذلك على أصحابه كما يروي لنا أبو هريرة – رضي الله عنه – قال: قيل: يا رسول الله، ادعُ على المشركين، قال صلى الله عليه وسلم: (إني لم أُبعَث لعَّانًا؛ وإنما بُعثت رحمة، اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون)
قدم الطفيل بن عمرو الدوسي وأصحابه رضي الله عنهم على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله، إن دوسًا عصت وأبت أن تدخل في الإسلام فادع الله عليها، فقال الصحابة رضي الله عنهم: هلكت دوس. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم اهد دوسًا وائت بهم مسلمين.
موقفه صلى الله عليه وسلم مع أهل مكة في يوم فتح مكة بعدما أُخرج منها وهي أحب البلاد إليه، وجاء النصر من الله تعالى، وأعزه سبحانه بفتحها، قام فيهم قائلاً: ( ما تقولون أني فاعل بكم ؟ ) قالوا : خيراً، أخ كريم، وابن أخ كريم. قال (اذهبوا فأنتم الطلقاء) [3]
ما هي صفة الحلم
الفرق بين الحُلم والحِلم أن الحُلم هم المنام أما الحِلم فهو ضبط النفس عند هيجان الغضب وهو التعقل والتثبت في الأمور وعدم العجلة. وهو لا يعني أن يرضى الإنسان بالذل أو يقبل الهوان، وإنما هو الترفع عن شتم الناس، وتنزيه النفس عن سبهم وعيبهم. وهو البعد عن الغضب وضبط النفس.
وهو من الأخلاق الحسنة الرفيعة والسامية التي لا يصل إليها إلا من استطاع أن يكبح زمام غضبه ويضبط نفسه. وللحلم مكانة عظيمة. والحليم اسم من أسماء الله الحسنى وهو ذو الصفح والأناة الذي لا يعجل على عباده بعقوبتهم على ذنوبهم.
والحلم خلق من أخلاق الأنبياء. وكان الرسول صلى الله عليه وسلم أحلم الناس. والحلم خلق محبوب من الله تعالى قال صلى الله عليه وسلم لأحد الصحابة: (إن فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم والأناة). وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على التخلق بهذه الأخلاق الحسنة وكانت سيرته دعوة عملية إلى الحلم في قصص كثيرة [4] [5]
الحلم عند الرسول صلى الله عليه وسلم وكيف نتحلى به
كان النبي صلى الله عليه وسلم أحلم الناس. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه الحلم وكظم الغيظ. وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم مليئة بالقصص التي تظهر فيها حلمه ورحمته صلى الله عليه وسلم. والله جلَّ وعلا يقول: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حولك) [آل عمران:159]
وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على الحلم في كثير من الأحاديث
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ليس الشديد بالصُّرْعَة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب)
وقد حثَّ صلى الله عليه وسلم على الحلم حينما قال رجل: أوصني يا رسول الله، قال صلى الله عليه وسلم: (لا تَغضب)، فردَّد مرارًا، قال: (لا تَغضب)
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من كظم غيظًا وهو قادر على أن يُنْفِذَهْ، دعاه الله -عز وجل- على رءوس الخلائق يوم القيامة، يخيره من الحور العين ما شاء)
فليجعل المسلم الحلم خلقًا لازمًا له على الدوام. ويجب على المسلم أن يعود نفسه على الحلم والأناة والرفق والصبر وعدم الغضب تأسيًا بالرسول صلى الله عليه وسلم
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|