ساليرنو مدينة إيطالية تعد الأكبر والأكثر زيارة في إقليم كامبانيا، عند التجول بين أرجائها تأخذك في رحلة سياحية ساحرة، من خلال التنقل بين الأجواء التاريخية والمباني المعمارية القديمة والمناظر الطبيعية الرائعة، إذ إن نحو 60% من أراضيها محمية من لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة “يونسكو”
ويرجع تاريخ ساليرنو إلى العصور القديمة، عندما كانت منتجعا شهيرا للرومان، وميناء مهما لهم، ما عزز دورها مركزا تجاريا أوروبيا شهيرا آنذاك، إضافة إلى كونها أحد أشهر المراكز الطبية في إيطاليا خلال الفترة من القرن 12 إلى 15، بفضل وجود كلية الطب بها
وتتميز المدينة الإيطالية القديمة بكونها تجمع بين الحضارة والحداثة، فهي مزيج بين الحفاظ على التراث ومتابعة مجريات العصر، في صورة رائعة يقع في غرامها كل من يزورها.
تمتلك ساليرنو عددا كبيرا من الآثار القديمة الرائعة التي يمكن الاستمتاع بها عند زيارتها، منها قلعة أريكي أو castello di Arechi Salerno المتبقية من فترة العصور الوسطى، إذ كان النظام الدفاعي للمدينة متمركزا في هذه القلعة، باعتبارها حصنا منيعا عمليا، ومنها يمكن لزائريها الاستمتاع بمشهد بانورامي رائع للمدينة وخليج ساليرنو، إضافة إلى زيارة المتحف الصغير الموجود بالداخل.
Duomo di Salerno أو كاتدرائية القديس ماتيو، أسسها روبرت جيزكار، وافتتحت رسميا في مارس/آذار عام 1084، ويرجع تاريخ الهيكل الحالي إلى زلزال 5 يونيو 1688، وعلى الجانب الجنوبي من الكاتدرائية يقع برج الجرس الذي يعود إلى القرن الثاني عشر.
في الساحة الرئيسية للمدينة يحظى زائروها برؤية أجمل المباني المعمارية، من بينها قصر روجيرو، الذي يرجع تاريخه إلى القرن الـ17، وأعيد ترميمه في القرن الـ19، ليصبح في الوقت الحاضر مكانا للمعارض الفنية، إضافة إلى تجربة شرب القهوة الإيطالية الشهيرة في أجمل المقاهي، وتناول الطعام الإيطالي الشهي في أرقى المطاعم بالمدينة.
ولا يمكن تفويت فرصة الاستمتاع بجمال منظر الأشجار الطويلة والتوقف تحتها في I Giardini della Minerva أو حدائق منيرفا، التي تلعب دورا ثقافيا كبيرا للمدينة، باعتبارها حديقة تاريخية أعيد ترميمها بعد الحرب العالمية الثانية.
وتعد حدائق منيرفا وجهة أطباء مدرسة ساليرنو الطبية على مر القرون، لزراعة النباتات التي يمكن من خلالها استخلاص المكونات النشطة اللازمة لإنتاج الأدوية.