أبيات من ملحمة: «رحلة إلى الخلد» - 1500 بيت نظمها (1938) وترجمت مقاطع منها إلى الفرنسية.
أنا يومي بين أمسٍ وغدٍ
خدعةُ الآمال في بُرد الرجاءْ
وأمانُ القلبِ برقٌ خلَّبٌ
حار إذ شَعَّ كضحكٍ في بكاء
أظننتَ الخلدَ بابًا واسعًا
بسمةَ الآمال إذ يعلو النداء
لو عفَتْه بدعةُ الصنعِ ولو
لم تَخَلْ دُرَّ حصاهُ كذُكاء
فتنةُ العابدِ في محرابه
ورؤى الشاعر في لوح السماء
نشوةُ القيثار في أوتاره
ولحون الزُّهر في زَهْر الفضاء
وحنينُ الحبِّ في تطريبه
ورجيعُ الوُرق في إلفِ النَّشاء
زرقةُ الأمواج في إزبادها
وخريرُ الماء في أُذن الضياء
ظلمةٌ مادت، وغشَّت ظلمةً
بين مَوْجيها شقاء الأبرياء
طَفَتِ الموجة تحدو أختَها
في ظلام الدَّجْنِ والدُخُّ كساء
يطلع الشيطانُ من أقطارها
نافثًا في طيّها كلَّ بلاء
وترى الجِنَّةَ فيها مُرَّحًا
مسرحُ الجِنَّةِ أصداءُ الجواء
جِنَّةٌ جازوا على أسوارها
شِدْقُ كلٍّ، كخليجٍ من دماء
يزفرُ الماردُ منهم زفرةً
كهزيمِ الرعدِ في الأرض العراء
شرَرُ النار على أفواههم
قمَّةُ البركان عند الصُّعَداء
جمعت خبثًا ولؤمًا ورياءْ
وقصارى كلِّ ما فيها جَفاء
يا مقرَّ اللطف كيف انحدرت
بك أقدامٌ إلى هذا العناء؟
نغماتُ اللطف فيك اجتمعتْ
كيف جاورتَ أباليسَ الذَّكاء؟
هل رأيت الدهر زهرًا مُونقًا
في لهيب النار مخضرَّ اللِّحاء؟
عجبٌ أنت بها مُستمتعٌ
ويحَ ظبيٍ في صُحيراء الضَّراء
لو خبرْتَ العيش فيها يقظةً
لتخيَّرت غروبًا في البَداء
دمعةُ الطفل لدى ميلاده
غصّةُ الآمال في زيْفِ الـمُناء
يُهَريقُ الدمعَ من إرهاقها
ليت لو يمكن تسديد الخَطاء
أفعوان الدهر أو عقربُهُ
في وثير المهد يحبوك الغذاء
أنت في دهرك هذا كُرَةٌ
كُلّما ضخَّمْتها ازدادت هواء
لم تنل محظيّةً في جمعهم
برداءٍ غير مكذوبِ الرواء
يا خليلي حطِّمِ الكأس معي
إنها الكأس حوت روح الشّقاء
إن كونًا كلُّ ما فيه أسىً
خيرُهُ نومٌ وموتٌ وفَناء
ليت أمّي لم تلدني ضَلَّةً
ليت أمّي لم تَرِدْ هذا الفِناء
زعموني أنني حرُّ الهوى
وإذا شئتُ أُموري لا يشاء
كيف أرجو مرحًا في مسرحي
وأنا المهدوفُ عن قوس السّماء
مرَّتِ المركبُ تمشي الخيزَلى
درةٌ قد جُوِّفت مثل الخباء
وبدا منها فتىً في رونقٍ
ريِّقٍ أشبَهَ تهطال السّماء؟
لا تلوموا الصبَّ في لوعته
خمرةُ الله ارتوى منها وناء
رأيه في المرأة
هدى شعراوي من أبرز الناشطات المصريات في النشاط النسوي في نهايات القرن التاسع عشر وحتى منتصف القرن العشرين