بعدما بقيت مدينتهم لسنوات بمنأى عن الحرب والمعارك التي عصفت بسوريا، يجد سكان مدينة جبلة الساحلية أنفسهم اليوم يتقاسمون الحزن والدمار مع بقية المناطق المنكوبة في البلاد جراء الزلزال، ويعيشون المعاناة ذاتها.
وانتقلت مشاهد الدمار الذي عرفته مناطق أخرى في سوريا بفعل سنوات الحرب الى المدينة الهادئة، بعدما تسبب الزلزال بدمار عشرات الأبنية فيها ومحاصرة مدنيين تحت الأنقاض ونزوح الناجين من منازل وأبنية متصدّعة.
وقال النجّار عبدالهادي العجي لوكالة فرانس برس «إنها المرة الأولى التي تشهد فيها جبلة فاجعة مماثلة، أبلغ من العمر 52 عاماً ولم أر شيئاً مماثلاً في حياتي». وأضاف «إنه رعب لا يُمكن وصفه».
ورغم أن مدينة جبلة شكّلت أحد الخزانات البشرية الرئيسية لإمداد الجيش السوري بالمقاتلين خلال سنوات الحرب، وطالتها تفجيرات محدودة، إلا أنها بقيت بعيدة عن الاشتباكات المباشرة، ولم تشهد شوارعها حرباً أو قصفاً طيلة اثنتي عشرة سنة.
وأعلنت الحكومة مدينة جبلة في محافظة اللاذقية، معقل عائلة بشار الأسد، منطقة منكوبة كحال المناطق الأخرى المتضررة جراء الزلزال.
وإن كانت أبنية جبلة خلت من آثار الرصاص ومخلفات القذائف والقصف، إلا أنها اليوم باتت مشوّهة بتشققات وتصدّعات خلّفها الزلزال.
ودمّر الزلزال، وفق مبارك، أكثر من خمسين مبنى سكنياً في المدينة وريفها بشكل كامل، بينما لا يزال خمسون مبنى آخر مهدّدة بالانهيار في أي لحظة.