القطاع الصناعي يقود ارتفاع استهلاك الغاز في ألمانيا 7.2 %
أظهر تقرير حدوث ارتفاع في استهلاك الغاز في ألمانيا خلال الأسابيع الماضية.
وذكر التقرير أن الارتفاع يرجع بالدرجة الأولى إلى ارتفاع استهلاك الغاز بشكل ملحوظ في قطاع الصناعة. وأوضح أن الاستهلاك ارتفع منذ مطلع أكتوبر الماضي بنسبة 7.2 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
من جانبه، دعا كلاوس مولر رئيس الوكالة الاتحادية للشبكات مجددا إلى ترشيد استهلاك الغاز، وقال "إن الخزانات مملوءة بنسبة تصل إلى نحو 90 في المائة ولدينا واردات مستقرة تؤمن إمداداتنا من الغاز. من غير المرجح حدوث نقص في الغاز في هذا الشتاء".
وفي حين ارتفع استهلاك الغاز لدى الأسر والقطاع التجاري منذ بداية أكتوبر بنسبة 2.5 في المائة، فإن استهلاك الغاز لدى القطاع الصناعي ارتفع بنسبة 11.1 في المائة، بحسب "الألمانية".
ومع ذلك سجل إجمالي استهلاك الغاز انخفاضا بنسبة 13.9 في المائة مقارنة بمستواه في فصل الشتاء بين عامي 2018 حتى 2021 أي الفترة التي سبقت وقف إمدادات الغاز الروسي إلى ألمانيا.
يأتي ذلك في وقت أشارت فيه تقديرات القطاع الصناعي في ألمانيا إلى عدم وجود فرص للتخلي المبكر عن الفحم في البلاد.
وأرجع زيجفريد روسفورم، رئيس اتحاد شركات الصناعة الألمانية "بي دي آي"، هذا التوقع إلى عدم وجود استراتيجية حتى الآن من روبرت هابيك وزير الاقتصاد وحماية المناخ تتعلق بوجود حوافز لبناء محطات طاقة جديدة تعمل بالغاز.
وأضاف روسفورم "الأمر الأكثر إثارة للغضب هو أننا قد نجد أنفسنا في موقف نضطر فيه إلى مواصلة تشغيل محطات الطاقة التي تعمل بالفحم فترة أطول لعدم توافر قدرات احتياطية أخرى كافية". يذكر أن الحكومة الألمانية تعتمد في إعادة هيكلة نظام الكهرباء على مصادر الطاقة المتجددة المتمثلة في الرياح والشمس، وتهدف الحكومة إلى وصول نسبة الكهرباء النظيفة عام 2030 إلى 80 في المائة من إجمالي كمية الكهرباء المستهلكة في ألمانيا. وتبلغ هذه النسبة في الوقت الحالي ما يزيد بقليل على 50 في المائة.
وتنتظر الشركات منذ فترة طويلة أن يطرح هابيك وزير الاقتصاد استراتيجية محطات الطاقة، التي كان من المفترض أن يتم طرحها في الأساس في الصيف الماضي، وتتعلق هذه الاستراتيجية بتوفير محطات طاقة جديدة تعمل بالغاز لتكون "احتياطيا" في حال تعذر توليد الطاقة من الرياح والشمس.
ومن المنتظر تشغيل هذه المحطات أولا بالغاز الطبيعي ولاحقا بالهيدروجين المحايد مناخيا، غير أن شركات الطاقة تحجم حتى الآن عن ضخ استثمارات في هذه المحطات الجديدة، لأنها غير مربحة.