نبأ النصر في بدر وأثره على أهل المدينة
بعث عليه الصلاة والسلام بين يديه بشيرين إلى المدينة بالفتح، والنصر، والظفر على من أشرك بالله وحده وبه كفر، أحدهما: عبد الله بن رواحة إلى أعالي المدينة[1].
والثاني: زيد بن حارثة إلى السافلة[2].
روى البيهقي من حديث أسامة بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم خلف عثمان وأسامة بن زيد على بنت[3] رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجاء زيد بن حارثة على العضباء ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبشارة، قال أسامة فسمعت الهيعة[4]، فخرجت فإذا زيد قد جاء بالبشارة[5].
وفي رواية الحاكم: فهو يقول قتل عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، وأبو جهل بن هشام، وزمعة بن الأسود، وأبو البختري العاص بن هشام، وأمية بن خلف، ونبيه ومنبه ابنا الحجاج، قال: قلت: يا أبت أحق هذا؟ قال: نعم والله يا بني[6].
ومع هذا الفرح والسرور الذي عاشه أهل المدينة بانتصار المسلمين في غزوة بدر إلا أن هناك بعضاً من النساء كن يبكين على آبائهن من الشهداء.
روى البخاري في صحيحه من حديث الربيع بنت معوذ قالت: دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم غداة بُني عليّ فجلس على فراشي كمجلسك مني، وجويريات يضربن بالدف يندبن من قتل من آبائهن يوم بدر حتى قالت جارية: وفينا نبي يعلم ما في غد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "لا تقولي هكذا، وقولي ماكنت تقولين"[7].
وهذا الحديث يدل على حرصه عليه الصلاة والسلام على حفظ جناب التوحيد، والنهي عن رفعه فوق منزلته.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|