في قديم الزمان، كانت القبائل في الجزيرة العربية تتبع طرقاً متنوعة لتخويف الأعداء وبث الرعب في قلوبهم، وكان أبرزها استخدام الغناء بنبرات مختلفة، وبمصاحبة رقصات محددة، وتوارثت الأجيال ذلك، حتى أصبح اليوم فلكلوراً وفناً شعبياً معبراً عن كل منطقة.
"الوحدة والجماعة" هما أبرز ما يميز الفلكلور الشعبي في السعودية، وهو يعتبر مفخرة للشعب السعودي يتوارثونها جيلاً بعد جيل، وتتخلله الأغاني الحماسية والألعاب والرقصات التي تعبر عن العادات والتقاليد.
وتختلف الفنون الشعبية في كل منطقة من مناطق المملكة عن الأخرى، حيث تتميز كل منطقة بالتالي:
- العرضة النجدية في الرياض والقصيم
سميت بهذا الاسم نسبة إلى الاستعراض الذي يقوم به الفرسان خيولهم، ويؤدونها قبل دخول المعارك وفي الانتصارات والأعياد. وتؤدى الرقصة في صفوف، يُشْهِرْ بها الفرسان سيوفهم، ملوحين بها يمينا ويسارا، بشكل متناغم، وتكون مصحوبة بقرع الطبول، ويتوسطهم حامل الراية، مرددين أبياتا شعرية حماسية.
تقسم فرقة الرقص إلى صفين متقابلين، يرتدي كلاهما زياً موحداً يعرف باسم "الحويسي" وهو ثوب أبيض واسع يلتفه حزام يحتوي على الذخيرة الحية ويمكسون بأيديهم الطبول ويؤدون الأناشيد. ويتوسط الصفين ماسك الطبلة ويقوم بالضرب عليها وهو جالس بينهما وعادة لا يشارك في الغناء.
- العرضة والمعشى والسيف العزاوي في عسير ونجران وجازان
هي رقصة حربية تؤدى على سواحل المملكة من المدينة إلى القنفذة، وتلعب بالسيف والبنادق.
- الدحة في الجوف والحدود الشمالية
وتسمى كذلك أنفاس الفرسان. إحدى الرقصات الشعبية الشائعة عند قبائل شمال السعودية، ويؤدونها في صفين أو صف واحد، وهي رقصة تؤدى في الأعياد، وأيضا بعد الانتصارات في الغزوات.
- دق الحب، والليوة، والحصاد، الفريسة في المنطقة الشرقية
استوحت هذه الرقصات أسمائها نسبة إلى بيئة المنطقة الشرقية الخلابة التي تتميز بإطلالاتها الساحلية والزراعية الساحرة. (دق الحب، والليوة، والحصاد، والفريسة) هي ألوان متنوعة من الفنون الشعبية المستوحاة من سحر أمواج بحر الخليج العربي، ومن سعف النخيل ومواسم الحصاد التي تشتهر به مدينة الإحساء. وتستخدم في هذه الألوان الشعبية الطارات والطبول والكفوف تحت إيقاعات متتالية.