ما جاء في نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم
• أي: بيان الأحاديث الواردة في صفة النعل الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبسه.
• وقد ذكر العلماء: أن لُبْسَ النِّعال من الأمور المستحبة، ومن سنن الأنبياء؛ كما في صحيح مسلم عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما مرفوعًا: ((استَكْثِروا من النِّعال؛ فإن الرجل لا يزال راكبًا ما انتعل)).
• ومعناه كما قال النووي رحمه الله: "أن المنتعل شبيه بالراكب في خِفَّة المشقة عليه، وقلة تَعَبِهِ، وسلامة رِجله مما يعرِض في الطريق من خشونة وشوك وأذًى ونحو ذلك".
1- في الصحيحين عن قتادة قال: قلت لأنس بن مالك رضي الله عنه: ((كيف كان نعلُ رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: لهما قِبالانِ)).
2- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ((كان لنعل رسول الله صلى الله عليه وسلم قبالان مثنًى شراكهما))؛ [رواه ابن ماجه].
3- قال عيسى بن طهمان: ((أخرج إلينا أنس بن مالك نعلين جَرْدَاوَينِ لهما قبالان، قال: فحدَّثني ثابت بعد عن أنس: أنهما كانتا نعلَيِ النبي صلى الله عليه وسلم))؛ [رواه ابن ماجه].
• النعل: الحذاء الذي يُلْبَس في القدم؛ ليقيَها من الأرض.
• لهما قبالان: أي: لكل واحد من النعلين قِبالان، تثنية قِبال، وهما سَيرانِ، يضع أحدهما بين إبهام رجله والتي تليها، ويضع الآخر بين الإصبع الوسطى والتي تليها، ويجمع السَّيرينِ إلى السير الذي على ظهر القدم، وهو الشِّراك، ويسمى أيضًا الشِّسْعَ.
4- في صحيح البخاري عن عبيد بن جريج، أنه قال لابن عمر رضي الله عنهما: ((رأيتك تلبس النعال السِّبْتِيَّة، قال: إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يلبس النعال التي ليس فيها شعر، ويتوضأ فيها؛ فأنا أحب أن ألبسها)).
• النعال السبتية: العارية من الشعر.
• وكان ابن عمر رضي الله عنهما من أشد الصحابة تمسكًا بالهَدْيِ الظاهر للنبي صلى الله عليه وسلم.
5- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((كان لنعل رسول الله صلى الله عليه وسلم قبالان))؛ [رواه الترمذي].
6- عن عمرو بن حريث رضي الله عنه، قال: ((رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في نعلين مَخْصُوفَتَينِ))؛ [رواه أحمد].
• وقد صحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يخصِف – يخيط - نعله بنفسه؛ فعن عائشة رضي الله عنها، أنها سُئِلت ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعمل في بيته؟ قالت: ((كان يخيط ثوبه، ويخصف نعله، ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم)).
• وهذا من كمال تواضعه صلى الله عليه وسلم.
7- في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يمشِيَنَّ أحدكم في نعل واحدة، ليُنعِلهما جميعًا، أو ليُحْفِهما جميعًا)).
8- في صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يأكل، يعني الرجل بشماله، أو يمشي في نعل واحدة)).
• في الحديثين النهي عن المشي في نعل واحدة.
• قال العلماء: هذا مكروه تنزيهًا؛ حيث لا عذر له؛ لِما في مشيته في نعل واحدة من التشويه والْمُثْلَة، وربما أدى إلى اختلال توازنه وسقوطه.
• وقال العلماء: لئلا يتشبَّه بالشيطان؛ لأن في بعض الروايات زيادة: ((إن الشيطان يمشي بالنعل الواحدة)).
• الشيخ ابن باز رحمه الله عندما سُئِل، لو كانت النعل الثانية بعيدة عني خطوة أو خطوتين، هل أمشي إليها بنعل واحدة؟ فقال: "إن استطعت ألَّا تخالف السنة ولو بخطوة واحدة فافعل".
9- في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا انْتَعَلَ أحدكم فليبدأ باليمين، وإذا نزع فليبدأ بالشمال؛ فلتكن أولهما تُنعَل، وآخرهما تُنزَع)).
10- في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها، قالت: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب التيمُّن ما استطاع في ترجُّلِهِ، وتنعُّلِهِ، وطهوره)).
• في الحديثين استحباب التيمن في التنعل؛ وهو أن يبدأ باليمين عند اللبس، ويؤخرها عند الخلع.
• قاعدة: استحباب البَدَاءة باليمين فيما كان من التكريم والتزيين.
• قال النووي رحمه الله: "باب استحباب تقديم اليمين في كل ما هو من باب التكريم؛ كالوضوء، والغسل، والتيمم، ولبس الثوب والنعل والخف والسراويل، ودخول المسجد، والسواك، والاكتحال، وتقليم الأظافر، وقص الشارب، ونتف الإبط، وحلق الرأس، والسلام من الصلاة، والأكل والشرب، والمصافحة، واستلام الحجر الأسود، والخروج من الخلاء، والأخذ والعطاء، وغير ذلك مما هو في معناه"، "ويستحب تقديم اليسار في ضد ذلك؛ كالامتخاط، والبصاق عن اليسار، ودخول الخلاء، والخروج من المسجد، وخلع الخف والنعل، والسراويل، والثوب، والاستنجاء، وفعل المستقذرات، وأشباه ذلك".
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|