مكة .. حتى ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم - منتديات احساس ناي

 ننتظر تسجيلك هـنـا

{ فَعِاليَآت احساس ناي ) ~
                             


عدد مرات النقر : 349
عدد  مرات الظهور : 9,774,186
عدد مرات النقر : 329
عدد  مرات الظهور : 9,774,183
عدد مرات النقر : 225
عدد  مرات الظهور : 9,774,222
عدد مرات النقر : 176
عدد  مرات الظهور : 9,774,222
عدد مرات النقر : 324
عدد  مرات الظهور : 9,774,222

عدد مرات النقر : 24
عدد  مرات الظهور : 3,292,341

عدد مرات النقر : 49
عدد  مرات الظهور : 3,286,930

عدد مرات النقر : 20
عدد  مرات الظهور : 3,287,454


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 02-05-2024, 01:54 PM
حكاية ناي ♔ متواجد حالياً
Saudi Arabia     Female
SMS ~ [ + ]
لولا سعة الأمل لضاقت بنا الحياة
اللهم أيام كما نُحب و نتمنى ..♥️
Awards Showcase
 
 عضويتي » 16
 جيت فيذا » Sep 2022
 آخر حضور » يوم أمس (08:23 PM)
آبدآعاتي » 3,719,937
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
 التقييم » حكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond repute
الاعجابات المتلقاة : 2255
الاعجابات المُرسلة » 795
مَزآجِي   :  08
?? ??? ~
لولا سعة الأمل لضاقت بنا الحياة
اللهم أيام كما نُحب و نتمنى ..♥️
 آوسِمتي »
 
افتراضي مكة .. حتى ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم

Facebook Twitter


آل أمرُ مكة بطبيعة الحال إلى عبدالدار بعد وفاة أبيه قُصَي؛ فهو ابنه البِكْر، وهو صاحب الوظائف التي كانت بين يديه، ولسنا نَدري على وجه اليقين لماذا أمسَك التاريخ عن عبدالدار، فلم يكتب عنه شيئًا بعد وفاة أبيه؟! وهل كان ذلك لخُمول ذِكْره ووَهَن أمره كما يدَّعي بعضُ المؤرخين؟ أم لأن وجود محمد النبي عليه الصلاة والسلام من فرع عبد مناف قد صرف التاريخَ عن عبدالدار إلى هذا الأخ المحظوظ وإلى بنيه من بعده.


وسواء صَحَّ هذا أو ذلك، فإن مكة التي انتقلت بقصي من عهد إلى عهد، قد علَتْ مكانتُها على أيدي بنيه وأحفاده، وأصبحت بفضل كفايتهم وكفاءتهم أُولى المدن في الحجاز، بل وفي شبه الجزيرة العربية كلها، فبعد أن كانت تَعتمِد في حياتها على التجارة الداخلية، أصبحت لها تِجارتها الخارجية إلى الشام والعراق وإلى اليمن والحبشة، وبعد أن كانت مسرحًا للنزاع والحرب، أصبحت حَرَمًا آمنًا يُجِله العرب، ويصونه أهلُه من الغارات والفتن.



وليس معنى هذا أن مكة قد خلت تمامًا من الخلافات والمنازعات بعد قصي؛ فقد كانت لها مشكلاتها التي كادت تُشعِل الحروبَ الأهلية بين أبنائها، لولا حُنْكة القبيلة وحِرْصها على أن تنتشر مظلَّة السِّلم على رُبوع البلد الحرام؛ ضمانًا لاستمرار تجارتها من جِهة، وحج العرب إلى بيتها العتيق من جهة أخرى.



المشكلات التي واجهت مكة بعد قصي:

وأول ما واجهتْه مكة من المشكلات هو هذا النزاع الذي كان بين بني عبدمناف وبني عبدالدار حول الوظائف التي تركها قصي، فقد أصرَّ بنو عبدالدار على أنهم أهلها وأحقُّ الناس بها، ووافَقهم على ذلك بنو مخزوم، وبنو سهم، وبنو جمح، وبنو عدي، ورأى بنو عبدمناف أنهم لا يَقِلون شرفًا عن بني عمهم إن لم يكونوا أَنبهَ وأكفأ، وأيَّدهم بنو زهرة، وبنو تيم، وبنو أسد، وبنو الحارث بن فِهر، وانقسمت قريش كما ترى إلى حزبين.



وأصرَّ كلٌّ منهما على وِجْهة نظره، وتَحالَف كل فريق مع مَن يؤيِّده ويَشُد أزرَه؛ ولأن بني عبدمناف ومَن تَبِعهم قد غمَسوا أيديَهم في جَفْنة من طِيب، فقد أُطلِق على حِلْفهم اسم المُطَيَّبين؛ ولأن بني عبدالدار ومَن وافَقهم تحالفوا ضدهم، فقد أطلق عليهم الأحلاف، وأوشكت السيوف أن تُسَلَّ، والرماح أن تُشرَع، لولا أن زعماء العشائر قد هابوا العاقبةَ، وخافوا النتيجة، فسعوا حتى صالَحوا بين المعسكرَين، على أن تكون لبني عبدمناف السِّقاية والرِّفادة، ولبني عبدالدار الحجابة والنَّدوة واللواء.



وأطمعَ هذا النزاعُ الذي كان بين بني قصي عشائرَ قريش في مظاهر السيادة، مما اضطرَّ القوم إلى تقسيمها، فكانت المشورة إلى بني أسد، والأشناق إلى بني تيم، والقبة والأعنة إلى بني مخزوم، والسفارة إلى بني عدي، والأيسار إلى بني جُمَح، والحكومة إلى بني سهم، بالإضافة إلى ما كان بيد بني عبدمناف وبني عبدالدار.



شخصية هاشم:

ونعود إلى النزاع الذي كان بين هذين البَطنين، والذي انتهى بالصُّلح كما رأيت، ونَذكُر أن الهدوء قد عاد بعده إلى مكة، وأن بني عبد مناف قد جَدُّوا في تنشيط تجارتِها الخارجية، فأخذ عبدشمس ونوفل والمُطَّلب عهودًا لتجار قريش من كل من: الفرس واليمن والحبشة، وأخذ هاشم لهم عهدًا من الروم، وهكذا كثُرتْ أسواقهم، وتعدَّدت رحلاتهم وأسفارهم، ولم يكتفِ هاشم بهذا وحسب، ولكنه حَرَص على تأمين القوافل في ذَهابها من مكة وعودتها إليها، فلم يكتفِ بما كان يُقدم للقبائل من الماء والطعام والثياب في أيام الحج، ولا بما اعتاده العرب من الإجلال لسَدَنة البيت وعُمَّار الحرم، وإنما أشرك شيوخ القبائل وزعماء البطون في التجارة، فكان يَحمِل لهم البضائعَ والمتاع في القوافل القُرشيَّة إلى الأسواق الخارجية، ويُعطيهم أرباحهم منها، مما جعل هؤلاء الزعماء يشعرون بأن المحافظة على تجارة مكة وقوافلها محافظة على أموالهم هم وبضائعهم.



ويقول الرواة: إن هاشمًا هو الذي جعل لقريش رحلة الشتاء ورحلة الصيف، وأنه هو المعنِي بقوله تعالى: ﴿ لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ * إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ ﴾ [قريش: 1، 2]، ولجود هاشم هذا وكثرة ماله؛ ترَك له إخوته: المطلب ونوفل وعبدشمس - السقايةَ والرِّفادة اللذين بقيا في يده حتى آلاَ من بعده إلى أخيه المطلب، وهكذا كان هاشم زعيمَ قريش باتفاق إخوته، وإن لم يجمع في يده جميعَ الوظائف التي كانت في يد جده قُصَي.



ومن المؤرخين مَن يدَّعي أن أمية بن عبدشمس قد نَفِسَ على عمِّه هاشم هذه الزعامةَ وما رآه فيها، حتى اضطرَّه إلى أن يُنافِره أمام النجاشي أو غيره على أن يَغرَم المغلوب منهما خمسين ناقة، يَنحرها لآل مكة، ويرحل عن البلد الحرام عشر سنين، وأن الغَلَبة قد كانت لهاشم على أمية، ونحن لا نستريح إلى هذه الرواية؛ لا لوَهَن سندِها وإغفال بعض كُتَّاب السِّير لها وحسْب، ولكن لأمور أخرى، منها أن هاشمًا قد مات وهو بين العشرين أو الخامسة والعشرين من عمره، وقد كان هو وأبوه عبدشمس توأمين؛ ففي أي سِنٍّ إذًا نازعه ابن أخيه؟ ومهما تَسامحنا في تقدير سِنِّه، فلن يزيد عن اثني عشر عامًا، وليس مما تسمح به التقاليد أن يُنافِر طفل في هذه السن المبكرة عمَّه وأن يشخصا معًا من الحجاز إلى الحبشة، ومنها أن الحكم قد قضى بتغريب المغلوب عن وطنه عشر سنين، وليس من العقول أن يخرج أمية وهو في هذه السن ليعيش وحيدًا هذه المدة الطويلة بأرض الشام.



ولو فُرِض أن أميَّة دعا عمه إلى المنافرة، لكان العقل والعُرْف يقضيان بتأديبه، لا بمنافرته واصطحابه من أجل ذلك إلى النجاشي بأرض الحبشة، وعلى كل حال فقد هلَك هاشم بغزة أو بيثرب بعد أن كان قد أصهر إلى بني النجار من الخزرج.



شخصية عبدالمطلب:

أنجب هاشم ابنَه شيبة أو عبدالمطلب، الذي بقي بجوار أمه حتى عاد إلى وطنه في صُحْبة عمه المطلب، وكما عزَّ هاشم وساد في قريش وفي غيرها من القبائل والبطون، فقد عزَّ ولده شيبة وساد، حتى لهج الشعراء بذِكْره، ونُظِمت القصائد في مدحه والثناء عليه، ويقول الرواة: إن شيبة هذا أو عبدالمطلب كان زعيمَ قريش بلا خلاف، وإن السقاية والرِّفادة قد آلتا إليه بعد وفاة عمه المطلب، وإن العرب قد كانوا يَدعونه إبراهيم الثاني؛ وذلك لعدة أسباب:

أحدها: إعادته حَفْر زمزم بعدما كانت قد طُمِرت وجُهِل مكانها، وأصبحت أثرًا لا وجود له إلا في الحكايات والقَصص.



وثانيها: نذرُه إذا هو اكتمل له عشرة من البنين أن يَنحَر أحدَهم على رِتاج الكعبة تقرُّبًا للآلهة، وقيامه بوفاء هذا النَّذر حتى حال قومه بينه وبينه، وحتى أرشده الكهان إلى مخرج يجمع له بين نجاة ولده ورضاء ربه.



وسبب ثالث: وهو إنقاذ البيت الحرام من أبرهة وجنوده بفضل دعائه، وحُسْن تدبيره ودهائه، ولنا مع هذه الأسباب الثلاثة وقفة أخرى في حديثنا حول ميلاد حفيده محمد النبي صلوات الله وسلامه عليه، والرواة يذكرون لنا أحداثًا أخرى في شأن عبدالمطلب، فهو قد اختلف هو وعمه نوفل حول ميراثه من أبيه؛ ولأن نوفلاً قد جحَده حقَّه، وظاهَره بنو عبدشمس، فقد اضطر عبدالمطلب إلى محالفة خزاعة والاستنجاد بأخواله من يثرب، حتى استعاد حقوقه وبسَط يدَه على ماله من ميراث أبيه، وقد نافَر حربَ بن أمية وكفَّ عن مُصادقته ومُنادمته؛ وذلك لأن حربًا قد اعتدى على يهودي كان يعيش في جواره حتى قتَله وسلَب ماله، وأبى أن يَدِيه ويَرُد ما اغتَصب منه حتى اضطرَّه إلى التقاضي والاحتكام.



ومن المؤرخين مَن يُنكِر هذا الخبرَ، ويدَّعي أنه من عملِ القُصَّاص، الذين أرادوا أن يُرجِعوا بهذه الروايةِ وغيرِها العداوةَ التي كانت بين الهاشميين والأمويين في الإسلام - إلى تَخاصُم وإحن كانت بينهما في الجاهليَّة؛ ولأن هؤلاء المؤرِّخين لم يَدعَموا وجهةَ نظرهم هذه بحُجة سوى الاستبعاد والاتهام، فإننا لا نستطيع أن نُوافِقهم على ما ذهبوا إليه؛ لأن المنافرة التي كانت بين عبدالمطلب وحرب إنما تَرجِع إلى أسبابٍ كثيرةِ الحدوث بين البيوتات العربية، وربما بين أبناء البيت الواحد، ونحن نعرف مدى حماية العرب للجار، ومدى فخْرهم به، وكيف أن الاعتداء على الجار اعتداء على مُجيره واستهانة بأمره وأمر البطن الذي يَنتسِب إليه، ولا جدال فيما تشير إليه هاتان الحادثتان من أَنَفة عبدالمطلب وإبائه، فهو يأبى الظلمَ، ولو كان وقوعه عليه من أهله وبين عشيرته، وهو يَحمي جارَه، ولو كان الاعتداء عليه من أقاربه وبني عمومته، ويقول الرواة: إن عبدالمطلب قد كانت له أسفار إلى الملوك والأمراء، وإنه كان يحظى منهم بالتكريم والتفخيم، فهو قد زار النجاشي وحَظي منه بالثناء، وقصد سيف بن ذي يزن إثر انتصاره على الأحباش في اليمن، ونال الإجلال والتقدير في رِحابه.



وواضح من هذه الأحداث أن مكة قد شَرُفتْ على يد أبناء قصي وأحفاده، وأن عبدالمطلب بن هاشم وهاشم بن عبد مناف، قد كان لهما في ذلك الشأو الذي لا يُدرَك، والغاية التي لا تُنال؛ فقد كانا زعيمي قريش وصاحبَي رأيها ومشورتها، وقد كان ذلك لهما لا بالسطو والشدة، ولكن بما بذلا مَن راحتهما، وما أنفقا من أموالهما، فكلاهما كانا يَنحران الجُزُر للحجيج، وكلاهما كانا يَخطُبان الناس في عرفة ومِنى وفي غيرهما من المشاعر، وكلاهما كانا يرفعان من شأن قريش، ويُمكِّنان لها لدى الملوك والأمراء.



حكومة مكة:

وقد ينبغي ألا نَعبُر هذه الفترة إلى غيرها، حتى نلم في إيجاز بحكومة مكة، وبالروابط التي كانت تَصِلها بداخل شبه الجزيرة والدول المجاورة لها، والذي يُطالِع تاريخَ هذه القرية من لدن قُصَي حتى ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم، بل حتى دخولها في الإسلام - يُلاحِظ أنها كانت تُحكَم حكمًا شوريًّا، وأنها لم تُلْق بزمامها بين يدي فرد واحد، إلا في حياة قُصَي وولده عبدالدار، وفيما عدا هذين الرجلين فإن حكومتها كانت تتألَّف من زعماء العشائر وشيوخ البطون، الذين كان يُطلَق عليهم اسم الملأ، والذين كانوا يجتمعون حول الكعبة أو في دار الندوة، والذين لم يكن لهم قانون سوى التقاليد والعادات المرعيَّة، ولا كان لهم هدف سوى تنشيط التجارة وتأمين طرقها، وتوفير الراحة والاطمئنان للعرب حول البيت الحرام وحول المشاعر والمناسك المرتبطة به، ولم يكن لهذا الملأ وقت مُعيَّن يجتمع فيه، وإنما كان اجتماعه كلما حزبت الحاجة واقتضت الضرورة، والأمر كذلك بالنسبة لقراراته، فإنها لم تكن مُلزِمة إلا إذا كانت جماعية وباتفاق تام بين الشيوخ والزعماء، وفي غير ذلك لم يكن يُنفِّذها إلا مَن ارتضاها ورضي بها.



وقد يَنقسِم الملأ، وينحاز كلُّ فريق منه إلى رأي يؤمن به ويُصِر عليه، ولا يمنع حينئذٍ من الحرب الأهلية إلا قيام بعضه بتقريب وجهات النظر وتضييق هُوَّة الخلاف، وقد مرَّ بك ما كان بين المُطَيَّبين والأحلاف، وكيف أن القتال كان سيَشتعِل بين العشائر القُرشيَّة، حتى استطاع رجال منهم أن يجمعوا بين الحزبين المتنازِعَين على أمر رضيه كلٌّ منهما، على أن وجود الملأ لم يكن مانعًا من وجود مجلس لكل عشيرة، يَضُم خِيرة رجالها وأصحاب السن والشرف فيها؛ وذلك للنظر في شؤون البطن أو البيت التابع له، وقد تتَّفِق بعض العشائر على شيء يُهِمها ويَمَس مصالحها، وحينئذٍ فإنها تتحالَف ويكون لها مجلس يَختصُّ بمتابعة ما اتَّفقوا عليه وتَعاهَدوا على تحقيقه.



حلف الفضول:

وقد كان حِلْف الفضول هو أحد الأمثلة الدالة على صحة هذا الاتجاه، وحِلْف الفضول هذا: هو حلف تَمَّ في دار عبدالله بن جُدْعَان، وشارَك فيه بنو هاشم وبنو أسد وبنو زهرة وبنو تيم؛ وذلك لهدفين:

أحدهما: رفْع الظلم.

وثانيهما: التآسي في المعاش.



ويقول الرواة: إن السبب الذي دفع إلى هذا الحِلْف هو أن العاص بن وائل السهمي أخذ بضاعةً من أحد التجار اليمنيين، وأبى أن يدفع له الثمنَ؛ ولأن الأحلاف لم يَخِفُّوا لإنصاف هذا التاجر اليمني، فقد اجتمعت هذه البطونُ، وتَحالفت على تحقيق الهدفين السابقين، ولا شك فيما لهذا الحِلْف من دَلالة على وجود مجالس فرعيَّة غير مجلس الملأ.



والخلاصة:

أن حكومة مكة قد كانت حكومة شورى، ولم تكن حكومة فرد، وأن زعامة العشائر فيها لم تكن بالتوارث، وإنما كانت بالمآثر والفضائل التي يُطريها العُرْف وتُجِلها التقاليد، وأنها كانت حكومة سلميَّة تنشر الوئام على رُبوع الحَرَم، وتحول بين العشائر القرشية وبين ما يؤدي إلى الحرب، إلا إذا كانت دِفاعًا عن النَّفْس وذودًا عن البيضة.



وفي هذه الظروف يخرج فرسان قريش ومُشاتُها وحدهم، أو يخرجون هم وحلفاؤهم لمواجهة الخطر أو لمحاولة تجنُّبه وتلافيه، ومعنى هذا أن حكومة مكة لم يكن لها جيش نظامي يُشبِه ما كان عليه الحال عند الغساسِنة والمَناذِرة، وإنما كان جيشها يتألَّف من بطونها ومن القبائل المتحالِفة معها، وهي كنانة وخزيمة وبكر وخزاعة، وهذه البطون أكثرها كان يُطلَق عليه اسم الأحابيش، إما لأن وجوه هذه القبائل كانت تُشبِه وجوه أهل الحبشة، وإما لأنهم كانوا أخلاطًا من عناصر شتى وأنساب مُتفرِّقة، ويبقى عنصر ثالث يُضاف إلى هذا الجيش، وهو عنصر الموالي والعبيد الذين كانوا يُشارِكون سادتَهم في القتال، بالإضافة إلى ما كانوا يُقدِّمونه لهم من الخِدْمات، وأهم ما يُميِّز الجيش عن الجيوش النظامية أنه لم يكن يتجمَّع إلا عند وقوع الخطر أو اقترابه، وأن الخروج فيه كان اختيارًا ومن غير إكراهٍ، ومن هنا كان الكثير من الأفراد والكثير من البطون يستطيعون القعودَ عن الحرب، ويستطيعون العودة من الطريق متعلِّلين بما شاؤوا من الأعذار والأسباب، فحرب الفِجار مثلاً، وكانت بين قريش وكنانة من ناحية، وبين قيس وهوازن من ناحية أخرى، قد تجلَّى فيها اجتماع بطون قريش وقوة وَحدتها وتماسُكها، وعلى العكس من ذلك كانت وقعة بدر، فقد خرج فيها بعضُ البطون دون بعض، وهكذا يتَّضِح لك كيف أن جيش مكة لم يكن نظاميًّا، وأن الانخراط فيه قد كان بالحرية والاختيار.



والآن وقد اتَّضحت لك حكومة مكة وقوَّتها العسكرية، آن لك أن تَعرِف علاقةَ هذه الحكومة بالقبائل والمدن الموجودة في شبه الجزيرة، وعلاقتها بالأمم والدول المقيمة خارجها.



فبالنسبة للنقطة الأولى، فنحن نعرف أن مكة وادٍ غيرُ ذي زرع، وأن حياة أهلها وازدهارهم متوقِّف على حُجاج البيت وعُمَّارِه من ناحية، وعلى التجارتين الداخلية والخارجية من ناحية ثانية، ولا سبيل إلى تحقيق هذين الأمرين ولا واحد منهما إلا إذا امتدَّ رواقُ الأمن على مكة وعلى طُرقها التجارية معًا، وهذا هو ما استهدفتْه حكومتها، وما عمِلت جاهدة على دوامه واستقراره، وما السقاية والرِّفادة والسدانة إلا خُطواتٌ سبقت بها الحكومة المكيَّة على هذا الطريق، وثَمة أمور أخرى قامت بها هذه الحكومة، وهي:

أولاً: هذه الإتاوات التي كانت تدفعها لزعماء القبائل الضاربة حول الطرق التجارية لتأمين القوافل وحراستها.



وثانيًا: هذه الصداقات والمصاهرات التي كانت بين رجال قريش وبين البيوتات الكبيرة في القبائل والبطون، أَضِف إلى هذا وذاك عقْد معاهدات الوُدِّ بين قريش وبين كبرى القبائل الواقعة على الطريق بمكة وبين اليمن وبينها وبين الشام، وذلك مِثل قبيلة خَثْعَم التي كانت تُقيم بين الطائف ونجران، وقبيلة عَذْرة التي كانت تَقطُن في بادية الشام، ولم تكن حكومة مكة أقلَّ تودُّدًا إلى القبائل البدوية منها إلى المدن والقرى الكبيرة.



فمدينة الطائف كانت مصطافًا لقريش؛ لاعتدال جوِّها، ووفْرة شجرها وثمرها، وقد بلغ من إجلال قريش لهذه المدينة ولسكانها من ثقيف أنها كانت تُشرِك بعضَ رجالها في أخطر أمورها وأشدها تعقيدًا، وعلى سبيل المثال: فإن عروة بن مسعود الثقفي، قد كان أحد المفاوِضين في الهدنة التي تَمَّت بين محمد النبي عليه الصلاة والسلام وبين قريش في الحُديبية، وأن الأَخْنَسَ بن شَرِيق، وكان هو الآخر من ثقيف، قد استطاع أن يحول بين بني زهرة وبين المشاركة في بدر، وأن يعود بها من الطريق إلى مكة، والأمر كذلك بالنسبة ليثرب، فقد أصهر هاشم بن عبد مناف إلى بني النجار وعاش فيها عبدالمطلب رَدَحًا طويلاً من الزمن.



وماتت آمنة والدة محمد النبي عليه الصلاة والسلام بين رُبوعها على بعض الروايات، وحتى المدن التي كان يَقطُنها اليهود: كخيبر، وتيماء، ووادي القرى، فقد كانت الروابط طيبة بينها وبين قريش، لا لأن أهل مكة كانوا يُجِلون اليهودَ، ويعتقدون أنهم أهل الكتاب وحملة العلم؛ ولكن لأن اليهود أنفسهم كانوا لا يُعارِضونهم في عقائدهم، وكانوا يُفضِّلونها على عقيدة التوحيد نفسها؛ طمعًا في السِّلم، ورغبة في الإبقاء على حُسْن الجوار، وثَمَّ سبب آخر لا سبيل إلى إخفائه أو تَجاهُله، وهو ما كان لليهود من المصالح المالية التي هي أغلى عندهم من كل شيء، والتي كانوا يُضحون في سبيلها بالقِيم والعقائد، وعلى هذا المنوال نسجتْ حكومة مكة في علاقاتها بدول الشمال ودول الجنوب.



فقد عقد هشام بن عبد مناف عقدَ أمانٍ لقريش في بلاد الروم، وعقد أخوه نوفل لها مِثلَ هذا العهد في بلاد الفرس، وأصبحت القوافل التجارية لأهل مكة بمقتضى هاتين المعاهدتين تغدو وتروح في كلٍّ من الشام والعراق، وإن كان النشاط التِّجاري قد كان أَظهرَ في الأُولى منه في الثانية، إما لأن الفرس قد كانوا يُغالون في الضرائب والمكوس، وإما لأنهم كانوا يعتمدون في تِجارتهم على المَناذِرة، على أن العلاقة بين مكة وبين دولتَي الشمال هاتين، لم تبدأ في أيام هاشم ونوفل ابني عبد مناف؛ وإنما هي تضرب في التاريخ إلى ما هو أبعد من هذا بكثير.



وقد مرَّ بنا كيف أن عمرو بن لُحَي الخزاعي، قد استورد الأصنامَ من النبطيين بالشام، وأن قُصَي قد استعان بعُذْرة وغيرها من قبائل قضاعة الشامية، في إجلاء خزاعة وبني بكر عن الحَرَم، وننتقِل إلى دولتَي الجنوب، وهما: دولة اليمن ودولة الحبشة؛ فأما الأولى، فإن العلاقة بينها وبين مكة كانت موغِلة في القدم، فقد ذكَر ابن كثير: أن إسماعيل عليه السلام كان رسولاً إلى قبائل جُرْهُم والعماليق وأهل اليمن، صلوات الله وسلامه عليه، والقبيلتان اللتان تعاقبتا على حُكْم مكة، وهما جُرْهُم وخزاعة، قد كانتا من اليمن.



ويقول الرواة: إن ثعلبة بن عمرو؛ جد الأوس والخزرج - قد نزل بقومه في رِحاب مكة إثر هجرته من اليمن بعد انهدام سدِّ مأرب، وإنه ترَك بها خزاعةً عندما أزمع الرحيلَ عنها، ويقول كذلك: إن الملوك من حِمْير قد غزوا مكَّة مرتين؛ إحداهما: في عهد تُبَّع تُبان أسعد أبو كَرِب الذي عظَّم البيتَ الحرام وكساه الملاء والوصائل، وجعل له بابًا ومفتاحًا وأوصى سادنيه بتوقيره وإجلاله.



والثانية: في عهد حسان بن عبد كلال، الذي أراد نقْلَ أحجار البيت، وبناء بيت آخر على غِراره ببلاده، وصرْف الحجيجِ إليه، ويقول الرواة: إن هذا المَلِك اليمني قد نزل بنخلة، حيث دارت معركة حامية بينه وبين قريش وكنانة وخزيمة وأسد وجُذَامَ وغيرهم من أبناء مضر بقيادة فِهر بن مالك، وقد أسفرت الحربُ عن هزيمته وأَسْره وبقائه في مكة، حتى افتُدي بالمال بعد ثلاث سنين قضاها في محبسه، والذي يَعنينا في هذه العلاقة هو ما كان بين هذه الدولة وبين مكة من لدن قُصَي حتى ميلاد النبي عليه الصلاة والسلام أو حتى دخولها في الإسلام، والذي لا جِدال فيه هو أن هذه العلاقة قد كانت حسنة.



فقد أخذ المطلب بن عبد مناف لقومه عقدَ أمانٍ من أقيال اليمن، شأنه في هذا شأن أخويه هاشم ونوفل في كل من الروم والفرس، وهكذا أصبحت القوافل المكيَّة تجوب أسواقَ اليمن وتجوب أسواق الشام، ويقول الأخباريون: إن عبدالمطلب بن هاشم قد خرج في وفد من قومه لتهنئة سيف بن ذي يزن بعد جلاء الأحباش واستعادة سيف بلاد اليمن بمعونة الفرس، وهو دليل على حُسْن العلاقات وتَوطُّدها بين مكة وهذه البلاد.



وتبقى الحبشة، والتاريخ لا يدري متى بدأت العلاقة بينها وبين مكة، وهل كان ذلك بعد المعاهدة التي أخذها عبدشمس بن عبد مناف من النجاشي لقومه، أم أنها تَضرِب في الماضي إلى ما هو أبعد من هذا بقليل أو كثير؟ وسواء صحَّ هذا أو ذاك، فإن الحبشة قد كانت إحدى أسواق قريش التجارية منذ هذه المعاهدة، وأن العلاقة قد كانت طيبة بينها وبين مكة، حتى انتقلت من الشرك إلى الإسلام، وسوف ترى بعد قليل كيف أن النبي عليه الصلاة والسلام قد اختارها دون غيرها مُهاجَرًا للمستضعفين والمضطهدين من أصحابه، على أن هذه العلاقة قد مرَّت بفترة بالغة الحَرَج، وذلك عندما اعتزم أبرهة عامل النجاشي على اليمن وضْعَ يده على الطريق التجاري الممتد بين اليمن والشام، وتخريب مكة من أجل ذلك، وهَدْم البيت الذي يَحُج إليه العرب فيها.



ويبدو لنا أن هذا الإجراء الذي اتخذه أبرهة لم يكن من تدبيره وحده، وإنما كان أمرًا اتَّفق عليه النجاشي وقيصر؛ ليُصبِح هذا الطريق الحيوي تحت سيطرة البيزنطيين والأحباش، اللذين كانا في هذا الوقت حليفين ضد الدولة الفارسية.



وعلى كل حال، فإن أبرهة قد بنى كنيسة بصنعاء، ودعا العرب إلى الاستعاضة بها عن الكعبة؛ ولأنهم رفضوا استبدالَ الوثنيَّة بالمسيحية، ولم يشاؤوا هجْرَ بلد أبيهم إبراهيم إلى صنعاء، فقد حشد الرجلُ جيشًا، واتَّجه به إلى مكة، ويقول الرواة: إنه قد لقي مقاومةً من اليمنيين أنفسهم، فقد تصدَّى له ذو نفر الحميري، وتصدَّت له قبيلة خَثْعَم الضاربة على الطريق بين نَجْران والطائف؛ ولأن ثقيفًا قد أدركت أنها لا طاقة لها بأبرهة وجنوده، فقد حرصت على استنقاذ بيتها الذي كانت تُعظِّمه منه، وأرسلت معه أبا رِغال ليَدُله على الطريق.



وقد تجلَّت زعامةُ عبدالمطلب وحُسْن سياسته في هذه الظروف، فإنه عندما أخفق في حشْد قوة لمواجهة أبرهة، نصَح قومه بإخلاء مكة واللجوء إلى ما حولها من الجبال، ولجأ هو إلى إضعاف الرُّوح المعنوية في نَفْس أبرهة وجنوده بإفهامهم أن للبيت ربًّا، وأنه سوف يتولَّى حمايته، وإمعانًا في هذه الخطة فقد طلب عبدالمطلب من أبرهة مائتي ناقة له كان قد استولى عليها جنده، على أساس أنه صاحبها وأن حمايتها واجب عليه نحوها، وكأنه يؤكِّد له أن الله سيدفع عن بيته كما يدفع هو عن إبله، ولم يكتفِ بهذا وحسب، وإنما أخذ يملأ جوانب مكة بالدعاء والابتهال.



وقد تحقَّق ما تنبَّأ به عبدالمطلب؛ فقد أرسل الله إلى أبرهة وجنودِه طيرًا أبابيل، ترميهم بحجارة من سِجيل، فجعلتهم كعَصْف مأكول، وكان لهذه الهزيمة رنة فَرَحٍ في أنفس العرب الشماليين والجنوبيين على السواء، وازداد بها تعظيمهم للبيت، وتوقيرهم لعبدالمطلب، ولم تكن هذه الحرب سوى سحابة عكَّرت صفوَ العلاقة بين مكة والحبشة حينًا، ثم ما لبثتْ أن انقشعت وعاد الأمر بينهما إلى ما كان عليه من المودة والاحترام المُتبادَل، وواضح من العلاقات التي كانت تَصِل مكة بدول الشمال والجنوب أنها كانت حسنة، وأن قيامها قد كان من أجل المنافع والمصالح المشتركة.



ومَرجِع هذا إلى حياد مكة، وعدم دخولها تحت نفوذ الفرس أو الروم، أو أي من الدول التي كانت خاضعة لكل منهما، وسبب ثانٍ: وهو أن الدولتين العظميين في ذلك الوقت، وهما دولة الأكاسرة ودولة القياصرة، قد كانتا تَرغَبان في حياد مكة؛ رعاية للمصالح التجارية المشتركة من جِهة، وللحرب والمعارك التي كانت تَشتَعِل بينهما من جهة أخرى.



وقد يكون لإيغال مكة في الصحراء، وبُعْدها عن هاتين الدولتين - أثرٌ في انصراف عزْمهما عن احتلالها أو بَسْط سلطانهما عليها؛ لما تتطلَّبه الحروب في مِثْل هذه البوادي القاحلة من النفقات الباهظة؛ فضلاً عما يُكلِّف الدولة الغازية من القادة والجنود، وقد تبيَّن لك كيف باءت المحاولتان اللتان قام بهما حسان بن عبد كلال وأبرهة الأشرم بالإخفاق، وبقيت مكة على الرُّغم منهما ومن غيرهما مركزَ تجمُّع القبائل، ومَحَل إجلالها وتقديسها.



 توقيع : حكاية ناي ♔

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
قديم 02-05-2024, 01:55 PM   #2



 
 عضويتي » 38
 جيت فيذا » Dec 2022
 آخر حضور » 11-21-2024 (05:12 PM)
آبدآعاتي » 313,194
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 التقييم » رحيق الورد has a reputation beyond reputeرحيق الورد has a reputation beyond reputeرحيق الورد has a reputation beyond reputeرحيق الورد has a reputation beyond reputeرحيق الورد has a reputation beyond reputeرحيق الورد has a reputation beyond reputeرحيق الورد has a reputation beyond reputeرحيق الورد has a reputation beyond reputeرحيق الورد has a reputation beyond reputeرحيق الورد has a reputation beyond reputeرحيق الورد has a reputation beyond repute
الاعجابات المتلقاة » 107
الاعجابات المُرسلة » 132
مَزآجِي   :
 آوسِمتي »

رحيق الورد متواجد حالياً

افتراضي



بارك الله فيك
وجزاك الفردوس الاعلى ان شاء الله
دمت بحفظ الله ورعايته


 توقيع : رحيق الورد

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « من كانت عنده مَظْلِمَةٌ حكاية ناي ♔ › ~•₪• نبـي الرحمه وصحابته~•₪• 1 11-27-2023 03:26 PM
خوف النبي صلى الله عليه وسلم وخشيته من الله تعالى حكاية ناي ♔ › ~•₪• نبـي الرحمه وصحابته~•₪• 1 10-30-2023 11:29 AM
من فضائل النبي: جعل الله محبته صلى الله عليه وسلم أغلى شيء في الحياة وأعزه حكاية ناي ♔ › ~•₪• نبـي الرحمه وصحابته~•₪• 2 01-10-2023 07:58 AM
من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم: ثناء الله تعالى عليه في التوراة بحسن الخلق حكاية ناي ♔ › ~•₪• نبـي الرحمه وصحابته~•₪• 3 12-23-2022 09:16 AM
من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم: أعطاه الله قوة بدنية معجزة حكاية ناي ♔ › ~•₪• نبـي الرحمه وصحابته~•₪• 6 12-06-2022 09:02 AM


الساعة الآن 08:29 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
User Alert System provided by Advanced User Tagging v3.1.0 (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.