من خصائص الأنبياء والمرسلين
الحمد لله الذي خصَّ الأنبياء والمرسلين بما ادخر لهم من الفضائل السنية، والصلاة والسلام عليهم كافة وعلى نبينا محمد خير البرية، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فلما كانت الخصائص من المسائل المهمة التي عني بها علماؤنا رحمهم الله، وكانت لا تثبت إلا بالنصوص الشرعية، أحببت أن أجمع هنا جملة منها مما وقفتُ عليه مما ذكره أهل العلم رحمهم الله قديمًا وحديثًا، مما هي خاصة بالأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، وأتبعتها بالأدلة التي دلت عليها وثبتت بها، ولم أورد ما ذكروه في هذه الأبواب، وليس له ما يثبت به أو يدل عليه، أو يُعضده.
فأقول مستعينا بالله عز وجل: فمنها أنهم عليهم الصلاة والسلام:
• أن الأنبياء يُبتلون:
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: (دخلت على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو يوعك، فوضعت يدي عليه، فوجدت حره بين يدي فوق اللحاف، فقلت: يا رسول الله، ما أشدها عليك! قال: إنا كذلك، يضعف لنا البلاء، ويضعف لنا الأجر، قلت: يا رسول الله أي الناس أشد بلاءً؟ قال: أشد الناس بلاءً الأنبياء، ثم الصالحون، إن كان أحدهم ليبتلى بالفقر، حتى ما يجد أحدهم إلا العباءة التي يحويها، وإن كان أحدهم ليفرح بالبلاء كما يفرح أحدكم بالرخاء)؛ أخرجه ابن ماجه رقم: (4024)، وغيره وهو في السلسلة الصحيحة رقم: (144).
وعن سعد رضي الله عنه قال: قلت لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((أي الناس أشد بلاءً؟ قال: أشد الناس بلاءً الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على حسب (وفي رواية: قدر) دينه، فإن كان دينه صُلبًا اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلي على حسب دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض ما عليه خطيئة))؛ أخرجه الترمذي (2398)، وابن ماجه (4023)، وأحمد (1/ 172)، وغيرهم وهو في السلسلة الصحيحة رقم: (143).
*أن أشد الناس عذابًا رجل قتلهم أو قتلوه:
عن عبدالله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((أشد الناس عذابًا يوم القيامة: رجل قتله نبي، أو قتل نبيًّا، وإمام ضلالة، وممثل من الممثلين))؛ أخرجه أحمد (1/ 407)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة رقم: (281).
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ((اشتد غضب الله على من قتله نبي، واشتد غضب الله على من دمى وجه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم))؛ أخرجه البخاري رقم: (6076).
• لا ينبغي التنازع عندهم:
عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: ((يوم الخميس وما يوم الخميس؟! ثم بكى حتى خضب دمعه الحصباء، فقال: اشتد برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجعه يوم الخميس، فقال: ائتوني بكتاب أكتُب لكم كتابًا لن تضلوا بعده أبدًا، فتنازعوا، ولا ينبغي عند نبي تنازع...))؛ أخرجه البخاري رقم: (3035)، ومسلم رقم: (1637).
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ((لما اشتد بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وجعُه، قال: ائتوني بكتاب أكتُب لكم كتابًا لا تضلوا بعده؛ قال عمر رضي الله عنه: إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم غلبه الوجع، وعندنا كتاب الله حسبنا، فاختلفوا وكثُر اللغط، قال: قوموا عني، ولا ينبغي عندي التنازع، فخرج ابن عباس يقول: إن الرزية كل الرزية، ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبين كتابه)). أخرجه البخاري رقم: (114).
• تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم:
عن شريك بن عبدالله بن أبي نمر، قال: سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه يحدثنا عن ليلة أسري بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم من مسجد الكعبة: ((جاءه ثلاثة نفر، قبل أن يوحى إليه، وهو نائم في مسجد الحرام، فقال أولهم: أيهم هو؟ فقال أوسطهم: هو خيرهم، وقال آخرهم: خذوا خيرهم، فكانت تلك، فلم يرهم حتى جاؤوا ليلة أخرى فيما يرى قلبه، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم نائمة عيناه ولا ينام قلبه، وكذلك الأنبياء تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم، فتولاه جبريل ثم عرج به إلى السماء))؛ أخرجه البخاري رقم: (3570)، ومسلم رقم: (162).
وأخرج ابن سعد في الطبقات عن عطاء عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((إنا معشر الأنبياء تنام أعيننا، ولا تنام قلوبُنا))، وهو مرسل، لكن له شواهد؛ انظر: السلسلة الصحيحة رقم: (1705).
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ((أقبلت يهود إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقالوا: يا أبا القاسم، نسألك عن أشياء إن أجبتنا فيها اتبعناك وصدَّقناك وآمنَّا بك، قال: فأخذ عليهم ما أخذ إسرائيل على نفسه، قالوا: الله على ما نقول وكيل، قالوا: أخبرنا عن علامة النبي
قال: تنام عيناه ولا ينام قلبه..))؛ أخرجه أحمد (1/ 274) وغيره، وهو في السلسلة الصحيحة رقم: (1872).
قال العلامة النووي رحمه الله في شرح مسلم (6/ 21): "هذا من خصائص الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم"، وبنحوه قال صاحب عمدة القاري (7/ 204) وغيرهما.
• ما من نبي يمرض إلا خيِّر بين الدنيا والآخرة:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: ((كنت أسمع: أنه لا يموت نبي حتى يخيَّر بين الدنيا والآخرة، فسمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول في مرضه الذي مات فيه وأخذته بحة يقول: ﴿ مع الذين أنعم الله عليهم ﴾ [النساء: 69] الآية فظننتُ أنه خيِّر))؛ أخرجه البخاري رقم: (4435)، ومسلم رقم: (2444).
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((ما من نبي يمرض إلا خيِّر بين الدنيا والآخرة، وكان في شكواه الذي قُبض فيه، أخذته بحة شديدة، فسمعته يقول: ﴿ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ﴾ [النساء: 69]، فعلمت أنه خيِّر))؛ أخرجه البخاري رقم: (4586).
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري (10/ 131): "من خصائص الأنبياء أنه لا يقبض نبي حتى يُخيَّر بين البقاء في الدنيا وبين الموت".
• لا يورثون ما تركوه:
عن عائشة رضي الله عنها أن أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين توفي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أردن أن يبعثن عثمان إلى أبي بكر يسألنه ميراثهنَّ، فقالت عائشة: أليس قد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((لا نورث، ما تركنا صدقة))؛ أخرجه البخاري رقم: (6730)، ومسلم رقم: (1785).
وفي صحيح البخاري رقم: (6727) عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((لا نورث ما تركنا صدقة)).
وعن أبي البختري قال: سمعت حديثًا من رجل فأعجبني، فقلت: اكتُبه لي، فأتى به مكتوبًا
مذبرًا: دخل العباس وعلي على عمر، وعنده طلحة والزبير وعبدالرحمن وسعد، وهما يختصمان، فقال عمر لطلحة والزبير وعبدالرحمن وسعد: ألم تعلموا أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((كل مال النبي صلى الله عليه وآله وسلم صدقة، إلا ما أطعمه أهله وكساهم، إنا لا نورث؟! قالوا: بلى، قال: فكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ينفق من ماله على أهله، ويتصدق بفضله، ثم توفي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فوليها أبو بكر سنتين، فكان يصنع الذي كان يصنع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم))؛ أخرجه أبو داود (2975)، والترمذي في الشمائل رقم: (383)، وهو في السلسلة الصحيحة رقم: (2038).
ونقل الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري (8/ 12) عن ابن بطال رحمه الله: "قال: وقوله تعالى: ﴿ وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ ﴾ [النمل: 16]، حمله أهل العلم بالتأويل على العلم والحكمة وكذا قول زكريا: ﴿ فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِي ﴾ [مريم: 5، 6]، وقد حكى ابن عبدالبر أن للعلماء في ذلك قولين: وأن الأكثر على أن الأنبياء لا يورثون، قال الحافظ: وعلى تقدير تسليم القول المذكور، فلا معارض من القرآن لقول نبينا عليه الصلاة والسلام: ((لا نورث ما تركنا صدقة))، فيكون ذلك من خصائصه التي أكرم بها".
وقال العلامة ابن كثير رحمه الله في تفسيره: "وقوله تعالى: ﴿ وورث سليمان داود ﴾؛ أي: في الملك والنبوة، وليس المراد وراثة المال، إذ لو كان كذلك لم يخصَّ سليمان وحده من بين سائر أولاد داود؛ فإنه قد كان لداود مائة امرأة، ولكن المراد بذلك وراثة الملك والنبوة، فإن الأنبياء لا تورث أموالهم؛ كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في قوله: ((نحن معاشر الأنبياء لا نورث، ما تركناه فهو صدقة))، وانظر: فتح القدير (3/ 380) للشوكاني رحمه الله.
وقال رحمه الله في البداية والنهاية (2/ 186): "وهذا من خصائص الأنبياء أنهم لا يورثون، وما ذاك إلا لأن الدنيا أحقر عندهم من أن تكون مخلفة عنهم، ولأن توكلهم على الله عز وجل في ذراريهم أعظم وأشد وآكد من أن يحتاجوا معه إلى أن يتركوا لورثتهم من بعدهم ما لا يستأثرون به عن الناس".
تنبيه:
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري (8 /12): "وأما ما اشتَهر في كتب أهل الأصول وغيرهم بلفظ: ((نحن معاشر الأنبياء لا نورث))، فقد أنكره جماعة من الأئمة وهو كذلك بالنسبة لخصوص لفظ: ((نحن))، لكن أخرجه النسائي من طريق بن عيينة عن أبي الزناد بلفظ: ((إنا معاشر الأنبياء لا نورث..))؛ الحديث، وانظر ما قاله العلامة الشنقيطي رحمه الله في أضواء البيان (٣/ ٣٦٥) فيهما.
• رؤياهم وحي:
عن عبيد بن عمير رحمه الله قال: "رؤيا الأنبياء وحي، ثم قرأ: ﴿ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ ﴾ [الصافات: 102]؛ أخرجه البخاري رقم: (138).
وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: ((رؤيا الأنبياء وحي))، وقال الشافعي رحمه الله كما روى الطحاوي: "رؤيا الأنبياء وحي".
واستدل الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري (1/ 239) برؤيا إبراهيم عليه السلام بذبح ولده، فقال رحمه الله: "ووجه الاستدلال بما تلاه من جهة أن الرؤيا لو لم تكن وحيًا، لَما جاز لإبراهيم عليه السلام الإقدام على ذبح ولده.
وقال رحمه الله في فتح الباري (3 /415) أيضًا: "ورؤيا الأنبياء وحي، وهذا هو المعتمد عندي"، قلت: وهو قول أهل التحقيق رحمهم الله جميعًا.
• لا ينبغي أن تكون لهم خائنة الأعين:
عن سعد رضي الله عنه مرفوعًا، وهو حديث طويل وفيه: ((...إنه لا ينبغي لنبي أن تكون له خائنة الأعين))؛ أخرجه أبو داود رقم: (2683 و 4359)، والنسائي (2/ 170) وغيرهما، وهو في السلسلة الصحيحة رقم: (1723).
قال الخطابي رحمه الله في معالم السنن (2/ 287): "قلت: معنى خائنة الأعين: أن يضمر بقلبه غير ما يظهره للناس، فإذا كف بلسانه وأومأ بعينه إلى خلاف ذلك، فقد خان، وكان ظهور تلك الخيانة من قبل عينيه؛ فسميت خائنة الأعين".
وعن أنس رضي الله عنه قال: وفيه: ((...فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: إنه ليس لنبي أن يومض))؛ أخرجه أبو داود رقم: (3194)، وأحمد (3/ 151)، وحسنه الألباني رحمه الله.
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((أن يومض)): من الإماض بالضاد المعجمة، وهو: الرمز بالعين، والإيماء بها، ومنه: وميض البرق، وهو لمعانُه؛ كما قال الخطابي رحمه الله وغيره.
• ليس لنبي إذا لبس لأمته أن يضعها حتى يقاتل:
عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال وفيه(إنه ليس لنبي إذا لبس لأمته أن يضعها حتى يقاتل))؛ أخرجه أحمد (3/ 351) وغيره.
((وشاور النبي صلى الله عليه وآله وسلم أصحابه يوم أحد في المقام والخروج، فرأوا له الخروج، فلما لبس لأمته وعزم قالوا: أقم، فلم يمل إليهم بعد العزم، وقال: لا ينبغي لنبي يلبس لأمته فيضعها حتى يحكم الله))؛ علَّقه البخاري، ووصله غيره.
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما جاءه المشركون يوم أُحد، كان رأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يقيم بالمدينة، فيقاتلهم فيها، فقال له ناس لم يكونوا شهدوا بدرًا: اخرُج بنا يا رسول الله إليهم نقاتلهم بأُحد، ونرجو أن نصيب من الفضيلة ما أصاب أهل بدر، فما زالوا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى لبس لأمته، فلما لبسها ندموا، وقالوا: يا رسول الله، أقِمْ فالرأي رأيك، فقال: ما ينبغي لنبي أن يضع أداته بعد أن لبسها حتى يحكم الله بينه وبين عدوه ..))؛ أخرجه الطبراني، وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري (13/ 342): "سند حسن".
وجوب الإيمان بهم جميعًا وطاعتهم:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الجواب الصحيح (3/ 188): "من خصائص الأنبياء الذين يجب الإيمان بكل ما يقولونه، فيجب تصديقهم في كل ما يخبرون به من الغيب، وطاعتهم فيما أوجبوه على الأمم، ومن كفر بشيء مما جاؤوا به فهو كافر، ومن سب نبيًّا واحدًا، وجب قتله، وليس هذا لغير الأنبياء من الصالحين".
وقال رحمه الله في الرد على الإخنائي (ص: 122)؛ "وإنما تعظيم الرسل بتصديقهم فيما أخبروا به عن الله وطاعتهم فيما أمروا به، ومتابعتهم ومحبتهم وموالاتهم، لا التكذيب بما أرسلوا به والإشراك بهم، والغلو فيهم، بل هذا كفر بهم، وطعن فيهم، ومعاداة لهم".
• حرم الله عز وجل على الأرض أجسادهم:
عن أوس بن أوس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفيه: (إن الله عز وجل حرَّم على الأرض أجساد الأنبياء)؛ أخرجه أبو داود، وقال الألباني: "قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم"؛ صحيح أبي داود رقم: (962).
• أن أزواجهم لا تنكح من بعدهم:
قال الله عز وجل: ﴿ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 53].
• أنهم معصومون فيما يبلغونه للناس من الدين:
قال الله عز وجل: ﴿ وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾ [النجم: 1 - 4].
وقد نصَّ أهل العلم رحمهم الله أن من خصائص الأنبياء والمرسلين صلوات الله عليهم أجمعين: أنهم معصومون فيما يخبرون به عن الله عز وجل؛ قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الجواب الصحيح (6/ 298): "والأنبياء معصومون من الإقرار على الخطأ فيما يبلغونه عن الله باتفاق الناس، وحينئذ فكل ما يبلغه عن الله فهو حق".
وقال القرطبي رحمه الله في تفسيره (3/ 299): "والأنبياء معصومون من الكبائر ومن الصغائر التي فيها رذيلة إجماعًا".
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري (8/ 69): "والأنبياء معصومون من الكبائر بالإجماع".
وفي الختام فهذا ما وقفتُ عليه مما عُدَّ من خصائص الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أنْ لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|