موالي الرسول صلى الله عليه وسلم
وهم الأرقاء الذين أعتقهم النبي صلى الله عليه وسلم فأصبح ولاؤهم له.
قال الإمام النووي: اعلم أن هؤلاء الموالي لم يكونوا موجودين في وقت واحد للنبي صلى الله عليه وسلم، بل كان كل شخص منهم في وقت[1].
والذي نحب أن نلفت إليه النظر، أن الرسول صلى الله عليه وسلم قلما كان يحتفظ بالأرقاء بل كان يسارع إلى إعتاقهم، بل ربما اشترى الرقيق ليخلصه من الرق ثم يعتقه.
وهكذا أصبح هؤلاء يخدمون الرسول صلى الله عليه وسلم ولا يبتعدون عنه على الرغم من الحرية التي أصبحوا فيها بعد عتق رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم.
ونذكر منهم بيانًا لما قلنا، على سبيل المثال.
• زيد بن حارثة وهبته خديجة للرسول صلى الله عليه وسلم فأعتقته.
• أبو رافع وهبه العباس رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم فأعتقه.
• ثوبان من مذحج أصابه سبي في الجاهلية، فاشتراه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعتقه، وخيره بين أن يرجع إلى قومه، وبين أن يبقى في المدينة، فأقام على ولائه لرسول الله صلى الله عليه وسلم لم يفارقه حضرًا ولا سفرًا.
• ضمرة بن أبي ضمرة، أصابه سبي في الجاهلية، فاشتراه صلى الله عليه وسلم وأعتقه.
• أبو مويهبة، من مولدي مزينة، اشتراه صلى الله عليه وسلم فأعتقه.
وذهب بعضهم يعد من مواليه صلى الله عليه وسلم من ليس منهم ونذكر على سبيل المثال من ذلك.
• سلمان الفارسي: وقصته معروفة خلاصتها أنه كان في طريقه إلى المدينة مع تجار من قبيلة كلب، فاعتدوا عليه وباعوه من يهودي في بالمدينة، فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، ورأى ما فيه سلمان، طلب منه أن يكاتب سيده، وقد فعل، فقام الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم بمساعدته في أداء هذه المكاتبة.
• سفينة، وكان مولى لأم سلمة، فأعتقته واشترطت عليه أن يخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقبل ذلك وقال: لو لم تشترطي علي ما فارقته.
• أبو بكرة، وهو الذي تدلى مع جماعة من الأرقاء من سور الطائف يوم حصارها، فأعتقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأطلق عليهم اسم "عتقاء الله"[2].
والذي نريد قوله في هذا الموضوع، أن الأرقاء الذين آلت حالهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قد وصلوا إليه عن أحد طريقين:
• إما الشراء وكان صلى الله عليه وسلم يشتري ليعتق، لا ليحتفظ بهم.
• وإما عن طريق الهبة التي يتقدم بها أصحابه إليه، وكانوا أيضًا يعتقون.
وليس بين أيدينا ما يدل على أنه صلى الله عليه وسلم احتفظ بالأرقاء ولو فترة وجيزة، فلم يذكر أنه كان لهم مكان يقطنون فيه قريبًا من النبي صلى الله عليه وسلم ومن واجب مالك العبد أن يؤمن له السكن.
كما لا نجد أي نص يدل على أنه صلى الله عليه وسلم فعل يومًا ما يفعله مالكو الرقيق، من مخارجتهم واتفاقه معهم على خرج معلوم يؤدونه. وتكون لهم الحرية في سكنهم وعيشهم.
أما ما كان من الرقيق الذي يتبع الخمس ويكلف برعي إبل الصدقة وما شابه ذلك، فلم يكن هذا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما مآله للصدقة أو الخمس.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|