]القطيعة فى الإٍسلام
القطيعة فى الإٍسلام
القطيعة تطلق على :
مخاصمة الإنسان لغيره والمقصود :
هجره والهجر قد يكون عدم الكلام وقد يكون عدم الكلام وعدم التعامل كليا أو جزئيا
وفى الإسلام هناك أنواع من القطيعة وهى الهجر واجبة على المسلمين :
الأول :
هجر الزوج لزوجته فى المضجع وهو أن يترك حجرة الزوجية إلأى مكان أخر عند نشوزها وهو عصيانها لبعض أحكام الله وهو ر يكون إلا وعظ الزوجة فترة معينة كل يوم كى تتوب وتقلع عن عصيان الله فى حكم ما أو عدة أحكام وفى هذا قال سبحانه :
"واللاتى تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن فى المضاجع"
الثانى :
هجر الزوجة جسديا وهو اعتزال المرأة والمقصود عدم القرب الجسدى منها وهى معه فى حجرة الزوجية بسبب الحيض أو النفاس وفى هذا قال سبحانه:
"ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء فى المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن"
الثالث :
هجر الإنسان المرتكب ذنبا بمعنى عدم الحديث معه إطلاقا وكانت هذه العقوبة على الثلاثة الذين تخلفوا عن الجهاد فى غزة العسرة مع قدرتهم على الجهاد وقد خاصمهم بقية المسلمين شهورا بأمر من الله حتى زهقوا من الدنيا وزهقوا من أنفسهم وأخيرا تاب الله عليهم فسمح للمسلمين بالحديث معهم وفى هذا قال سبحانه :
"وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب الله عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم"
وهذه العقوبة يقررها القضاة فى بعض القضايا تأديبا لأصحابها وهى تعتبر عقوبة شديدة جدا عند تجد نفسك فى بيتك ور يكلمك أحد ر زوجتك ولا أولادك ولا والديك ولا الجيران ولا الأصحاب ولا أى أحد ممن فن البلد
الرابع هجر العدو حتى ولو كان العدو هو الوالدين أو الزوجات أو الأولاد أو بقية الأهل وهم العشيرة وهذا الهجر سببه هو :
قتال العدو للمسلمين ففى تلك الحالة تحرم كل الاتصالات مع العدو بأى طريقة وفى هذا قال سبحانه:
"لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم"
وقال ناهيا عن التعامل مع العدو ولو كان أحد ألأقارب بسبب عدوانهم أو مظاهرتهم لعدو أخر أو طردهم المسلمين من بلادهم:
"إنما ينهاكم عن الذين قاتلوكم فى الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون
هذه هى القطيعة الواجبة أو الهجر الواجب
وهناك أنواع من القطيعة هى ذنوب على الإنسان:
الأول هو القطيعة مع ذوى الأرحام والمقصود :
عدم الحديث أو التعامل مع الأقارب وأسبابها متنوعة منها الاختلاف حول الميراث أو ذم الرجل أو المرأة أو ظن عدم الاحترام
وهذه القطيعة محرمة لأن الله أوجب الإحسان للوالدين وبقية الأقارب حيث قال :
"واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذى القربى "
والوالدين ولو كانوا كفرة ولكنهم لا يعتدون علينا ولا يظاهرون عدوا أخر علينا ولا يطردوننا من بيوتنا يجب الإحسان إليهم وهو مصاحبتهم بالمعروف كما قال سبحانه:
"وإن جاهداك على أن تشرك بى ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما فى الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلى"
الثانى القطيعة مع الجيران وأسبابها متعددة وبعضها تافه مثل عدم الرد السلام فى مرة أو مثل لاش ماء فى الطريق ومثل تشاجر الأطفال
وهى الأخرى محرمة لأن الله أوجب الإحسان إلى كل الجيران حيث قال :
" وبالوالدين إحسانا وبذى القربى واليتامى والمساكين والجار ذى القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب "
الثالث القطيعة مع الأصدقاء وهم قد يكون زملاء العمل أو الزملاء فى المدرسة قديما أو فى الكلية أو فى غيره وأسبابها متنوعة وهى ألخرى محرمة لوجوب الإحسان للأصدقاء حتى أن ألأكل والشرب يكون فى بيوتهم كما قال سبحانه :
"ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج ولا على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم أو بيوت أبائكم أو بيوت أمهاتكم أو بيوت اخوانكم أو بيوت أخواتكم أو بيوت أعمامكم أو بيوت عماتكم أو بيوت أخوالكم أو بيوت خالاتكم أو ما ملكتم مفاتحه أو صديقكم"
الرابع القطيعة مع أى مسلم أخر أو ذمى صاحب عهد ممن لم يكونوا فى القوائم السابقة وهو أمر محرم لوجوب الإحسان للكل كما قال سبحانه:
" وقولوا للناس حسنا"
وقال أيضا:
" لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم "
ويتبقى كلام فى القطيعة وهو :
القطيعة الظرفية والمقصود بها أن ينقطع الإنسان عن زيارة أقاربه أو أصحابه أو زملائه نظرا لبعد المسافة المكانية ونظرا لعدم وجود نقود كافية للسفر حيث أن ما مع الإنسان لا يكفى للصرف على الأسرة ويعتبر السفر تجويع لهم وعدم قضاء حاجاتهم الضرورية
وهذا الأمر ليس قطيعة ولكنها حالة اضطرارية فكما قيل ما يحتاجه البيت يحرم على الأخر أو كما قيل يحرم على الجامع وهو جامع الضرائب وليس المسجد
القطيعة الحبية وهى الحب قد يكون مع حبيب أو حبيبة بغرض الزواج فالمحب قد يبذل ماله أو يفعل أمور فى صالح المحبوب من أجل أن يعامله لنفس المعاملة ويتزوجان ولكن الطرف ألأخر قد لا يستجيب لذلك ويعتبر الطرف ألأول ذلك استهانة به واعتداء على كرامته
والحقيقة :
أن القطيعة مع المحبوب واجبة بمعنى إنهاء حالة الانشغال به لأنه صدر منه ما يجعل الزواج مستبعدا ومن ثم عليه أن يفكر فى أخر أو أخرى
وأما التعامل الحسن كإلقاء التحية أو السلام فهذا ليس من ضمن القطيعة فالقطيعة هى إنهاء حالة الانشغال النفسى وما يترتب عليه من أفعال أخرى مثل الاهداء له
هذا الكلام يقال لأن بعض النساء تظن ظن سوء فى بعض الرجال وهو أنه لا يحبها ولكنه منشغل بها نفسيا وهو معنى الحب ولكن لأن ليس معه للزواج يمتنع عن التصريح بحبه بل يظهر بمظهر غير العارف لحبها وذلك حتى يمنحها فرصة سريعة للزواج من أخر
وهناك أمور كثيرة يظنها طرف أنها معروفة للطرف الأخر ولكن الحقيقة أنه لا يعرفها وقد لا يعرفها إلا بعد ذلك بسنوات طويلة
القطيعة إذا لا تكون إلا كما أوجبها الله وليس فى أى موضوع أخر
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|