الآية: ﴿ إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ..)
♦ السورة ورقم الآية: الفرقان (70).
♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ﴾ يُبدلهم اللهُ بقبائح أعمالهم في الشِّرك محاسنَ الأعمال في الإسلام، بالشِّرك إيمانًا، وبالزِّنا عِفَّةً وإحصانًا، وبقتلِ المؤمنين قتلَ المشركين.
♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا ﴾ قال قتادة: إلا مَن تاب مِن ذنبِه، وآمَنَ بربِّه، وعمل عملًا صالحًا فيما بينه وبين ربِّه.
أخبرنا أبو سعيدٍ الشريحي، أنا أبو إسحاق الثعلبي، أخبرني الحسين بن محمد بن عبدالله، ثنا محمد بن موسى بن محمد، ثنا موسى بن هارون الحمال، ثنا إبراهيم بن محمد الشافعي، ثنا عبدالله بن رجاء، عن عبيدالله بن عمر عن علي بن زيدٍ، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباسٍ قال: قرأناها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم سنتين: ﴿ وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ ﴾ الآية [الفرقان: 68]، ثم نزلت: ﴿ إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا ﴾، فما رأيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فَرِح بشيءٍ قطُّ كفرحِه بها، وفرحِه بـ﴿ إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا ﴾ [الفتح: 1].
﴿ فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾، فذهب جماعةٌ إلى أن هذا التبديل في الدنيا؛ قال ابن عباسٍ وسعيد بن جبيرٍ والحسن ومجاهدٌ والسدي والضحاك: يُبدلهم اللهُ بقبائح أعمالهم في الشِّرك محاسنَ الأعمال في الإسلام، فيُبدلهم بالشِّرك إيمانًا، وبقتلِ المؤمنين قتلَ المشركين، وبالزِّنا عِفَّةً وإحصانًا.
وقال قومٌ: يُبدلُ اللهُ سيئاتِهم التي عَمِلوها في الإسلام حسناتٍ يوم القيامة، وهو قول سعيد بن المسيَّب ومكحولٍ، يدلُّ عليه ما: أخبرنا أبو محمدٍ عبدالله بن عبدالصمد الجوزجاني، أنا أبو القاسم علي بن أحمد الخزاعي، أنا الهيثم بن كليبٍ، أنا أبو عيسى الترمذي، ثنا أبو عمار الحسين بن حريث، ثنا وكيعٌ، ثنا الأعمش، عن المعرور بن سويدٍ، عن أبي ذر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إني لَأعلَمُ آخِرَ رجلٍ يخرُجُ من النار، يؤتى به يوم القيامة فيقال: اعرِضوا عليه صِغارَ ذُنوبِه، ويُخبأ عنه كِبارُها، فيقال له عَمِلتَ يوم كذا: كذا وكذا، وهو مُقِرٌّ لا يُنكِر، وهو مشفِقٌ من كِبارِها، فيقال: أَعطُوه مكان كل سيئةٍ عَمِلها حسنةً، فيقول: ربِّ إن لي ذنوبًا ما أراها هاهنا!))، قال أبو ذر: لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدَتْ نواجذُه.
وقال بعضهم: إن الله عز وجل يمحو بالندم جميعَ السيئات، ثم يثبت مكان كلِّ سيئةٍ حسنةً.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|