حين غضب صلى الله عليه وسلم - منتديات احساس ناي

 ننتظر تسجيلك هـنـا

{ فَعِاليَآت احساس ناي ) ~
                             


عدد مرات النقر : 350
عدد  مرات الظهور : 10,012,505
عدد مرات النقر : 332
عدد  مرات الظهور : 10,012,502
عدد مرات النقر : 227
عدد  مرات الظهور : 10,012,541
عدد مرات النقر : 177
عدد  مرات الظهور : 10,012,541
عدد مرات النقر : 328
عدد  مرات الظهور : 10,012,541

عدد مرات النقر : 26
عدد  مرات الظهور : 3,530,660

عدد مرات النقر : 55
عدد  مرات الظهور : 3,525,249

عدد مرات النقر : 22
عدد  مرات الظهور : 3,525,773

العودة   منتديات احساس ناي > ๑۩۞۩๑{ القسم الاسلامي }๑۩۞۩๑ > › ~•₪• نبـي الرحمه وصحابته~•₪•

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 12-23-2023, 11:36 AM
حكاية ناي ♔ متواجد حالياً
Saudi Arabia     Female
SMS ~ [ + ]
لولا سعة الأمل لضاقت بنا الحياة
اللهم أيام كما نُحب و نتمنى ..♥️
Awards Showcase
 
 عضويتي » 16
 جيت فيذا » Sep 2022
 آخر حضور » يوم أمس (08:00 PM)
آبدآعاتي » 3,720,567
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
 التقييم » حكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond repute
الاعجابات المتلقاة : 2265
الاعجابات المُرسلة » 799
مَزآجِي   :  08
?? ??? ~
لولا سعة الأمل لضاقت بنا الحياة
اللهم أيام كما نُحب و نتمنى ..♥️
 آوسِمتي »
 
افتراضي حين غضب صلى الله عليه وسلم

Facebook Twitter


قال تعالى عن موسى - عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام - بعد عِلمه باتخاذ قومه العجلَ: ﴿ وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾ [الأعراف: 150].


وقال تعالى: ﴿ وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ ﴾ [الأعراف: 154].


هكذا غضِب سيدنا موسى عليه السلام حين رأى منكرًا عظيمًا من قومه، ونجد أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أيضًا غضب، وذلك حين تُنتَهَك محارمُ الله - تعالى.


وهذه جملة من المواقف والأحداث التي غضب النبيُّ صلى الله عليه وسلم عندها:

فعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: ما ضرَب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شيئًا قط بيده، ولا امرأة، ولا خادمًا، إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نِيلَ منه شيء قط فينتقم من صاحبه، إلا أن يُنتَهَك شيءٌ من محارم الله، فينتقم لله - عز وجل.


وعنها أيضًا قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمرهم، أمَرهم من الأعمال بما يطيقون، قالوا: إنا لسنا كهيئتك يا رسول الله؛ إن الله قد غفَر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، فيغضب، حتى يُعرَف الغضبُ في وجهه، ثم يقول: ((إن أتقاكم وأعلَمَكم بالله أنا))؛ رواه البخاري، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أنا أعلمُكم بالله)).


(في رواية مسلم) عن عائشة، قالت: رخَّص رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمرٍ، فتنزَّه عنه ناسٌ من الناس، فبلغ ذلك النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فغضِب حتى بان الغضبُ في وجهه، ثم قال: ((ما بالُ أقوامٍ يرغبون عما رُخِّص لي فيه؟! فوالله لأنا أعلمُهم بالله، وأشدهم له خشيةً))؛ رواه مسلم، باب عِلمه صلى الله عليه وسلم بالله تعالى، وشدة خشيتِه.


عن زيد بن خالد الجهني: أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم سأله رجل عن اللُّقَطة فقال: ((اعرِفْ وكاءَها - أو قال: وعاءها - وعِفاصها، ثم عرِّفْها سنة، ثم استمتع بها، فإن جاء رَبُّها فأدِّها إليه))، قال: فضالَّةُ الإبل؟ فغضِب حتى احمرت وَجْنتاه - أو قال: احمرَّ وجهه - فقال: ((وما لك ولها؟! معها سقاؤها وحذاؤها، ترِدُ الماء، وترعى الشجر، فذَرْها حتى يلقاها ربُّها))، قال: فضالَّةُ الغَنم؟ قال: ((لك، أو لأخيك، أو للذِّئب))؛ رواه البخاري، باب الغضب في الموعظة والتعليم إذا رأى ما يكرَهُ.


(في رواية أخرى) عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه، قال: جاء أعرابيٌّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فسأله عما يلتقطه، فقال: ((عرِّفْها سنة، ثم احفَظْ عفاصها ووكاءها، فإن جاء أحدٌ يخبرك بها، وإلا فاستنفِقْها))، قال: يا رسول الله، فضالَّة الغنم؟ قال: ((لك، أو لأخيك، أو للذئب))، قال: ضالَّة الإبل؟ فتمعَّر وجهُ النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((ما لك ولها؟! معها حذاؤها وسقاؤها، ترِد الماء، وتأكل الشجر))؛ رواه البخاري، باب ضالَّة الإبل.


عن أبي مسعود الأنصاري، قال: قال رجل: يا رسول الله، لا أكاد أدرك الصلاة مما يطوِّلُ بنا فلان، فما رأيت النبيَّ صلى الله عليه وسلم في موعظة أشدَّ غضبًا من يومئذ، فقال: ((أيها الناس، إنكم منفِّرون؛ فمَن صلى بالناس فليخفِّفْ؛ فإن فيهم المريضَ، والضعيف، وذا الحاجة))؛ رواه البخاري، باب الغضب في الموعظة والتعليم إذا رأى ما يكره.


(وفي رواية أخرى) عن أبي مسعود رضي الله عنه، قال: أتى رجلٌ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: إني لأتأخَّر عن صلاة الغداة من أجل فلان، مما يطيل بنا، قال: فما رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم قط أشد غضبًا في موعظة منه يومئذ، قال: فقال: ((يا أيها الناس، إن منكم منفِّرين؛ فأيُّكم ما صلى بالناس فليتجوَّزْ؛ فإن فيهم المريض، والكبير، وذا الحاجة))؛ رواه البخاري، باب ما يجوز من الغضب والشدة لأمر الله.


عن أبي موسى، قال: سُئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أشياءَ كرِهها، فلما أُكثِرَ عليه غضِب، ثم قال للناس: ((سلوني عما شئتم))، قال رجل: مَن أبي؟ قال: ((أبوك حذاقة))، فقام آخر فقال: مَن أبي يا رسول الله؟ فقال: ((أبوك سالم مولى شيبة))، فلما رأى عمرُ ما في وجهه، قال: يا رسول الله، إنا نتوب إلى الله عز وجل؛ رواه البخاري، باب الغضب في الموعظة والتعليم إذا رأى ما يكره.


الشرح: (كرِهها) كره السؤال عنها؛ لِما قد يكون في الجواب عنها ما يسوء السائلَ، أو يكون السؤال سببًا في تحريم أو وجوب وزيادة تكليف مما لا ضرورة فيه ولا حاجة إليه، (رجل) هو عبدالله بن حذاقة السهمي، (آخر) هو سعد بن سالم، (ما في وجهه) مِن أثر الغضب، (نتوب إلى الله عز وجل) مما حصَل منا وأغضَبك].



عن أنس: أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم رأى نُخامة في القِبلة، فشقَّ ذلك عليه حتى رُئِيَ في وجهه، فقام فحكَّه بيده، فقال: ((إن أحدَكم إذا قام في صلاته، فإنه يناجي ربَّه، أو إن ربَّه بينه وبين القِبلة؛ فلا يبزُقَنَّ أحدكم قِبَل قِبلته، ولكن عن يساره، أو تحت قدميه))، ثم أخذ طرَف ردائه فبصق فيه، ثم رد بعضه على بعض، فقال: ((أو يفعَلُ هكذا))؛ رواه البخاري، باب حكِّ البُزاق باليد من المسجد.


عن عبدالله بن الزبير رضي الله عنهما أنه حدثه: أن رجلًا من الأنصار خاصَم الزبيرَ عند النبي صلى الله عليه وسلم في شِراج الحَرَّة التي يسقون بها النخل، فقال الأنصاري: سرِّحِ الماء يمر، فأبى عليه، فاختصما عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للزبير: ((اسقِ يا زبيرُ، ثم أرسل الماء إلى جارك))، فغضب الأنصاري، فقال: أَنْ كان ابنَ عمَّتِك؟ فتلوَّن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: ((اسقِ يا زبيرُ، ثم احبس الماء حتى يرجع إلى الجدر))، فقال الزبير: والله إني لأحسب هذه الآية نزلت في ذلك: ﴿ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ﴾ [النساء: 65]؛ رواه البخاري، باب سَكْر الأنهار.


الشرح: (شراج) جمع شرج، وهو مسيل الماء من المرتفع إلى السهل، (الحَرَّة) الأرض الصُّلبة الغليظة، ذات الحجارة السوداء، وفي المدينة حَرَّتان، (سرِّح) أرسله وسيِّبْه، (أنْ كان ابنَ عمَّتِك) لأنه كان ابن عمتك، حكمتَ له بذلك، قال ذلك عند الغضب، وكان زلَّة منه رضي الله عنه، (يرجع) يصِل، (الجدر) الحواجز التي تحبس الماء، (لا يؤمنون) لا يتم إيمانهم، (شجَر) حصل بينهم من خلاف، واختلَط عليهم أمرُه، والتبَس عليهم حكمُه.


عن خبَّاب بن الأرتِّ قال: أتيتُ النبي صلى الله عليه وسلم وهو متوسِّد بردة وهو في ظل الكعبة، وقد لقينا من المشركين شدة، فقلتُ: يا رسول الله، ألا تدعو الله؟! فقعد وهو محمرٌّ وجهُه، فقال: ((لقد كان مَن قبلكم ليمشط بمِشاط الحديد ما دون عظامه من لحم أو عصب، ما يصرِفه ذلك عن دِينه، ويوضع المنشار على مفرق رأسه، فيشق باثنين، ما يصرفه ذلك عن دِينه، وليُتمَّنَّ الله هذا الأمر، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت ما يخاف إلا الله))؛ رواه البخاري، باب ما لقي النبيُّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه من المشركين بمكة.


(وفي رواية لابن حبان) عن خباب بن الأرتِّ، قال: أتينا النبي صلى الله عليه وسلم وهو متوسدٌ بردةً في ظل الكعبة، وقد لقينا من المشركين شدةً، فقلت: يا رسول الله، ألا تدعو الله لنا؟! فجلس مغضبًا محمرًّا وجهُه، فقال: ((إن مَن كان قبلكم ليُسأَل الكلمة فما يعطيها، فيوضع عليه المنشار، فيُشَق باثنين، ما يصرفه ذاك عن دِينه، وإن كان أحدهم ليمشط ما دون عظامه من لحمٍ أو عصبٍ بأمشاط الحديد، وما يصرفه ذاك عن دِينه، ولكنكم تعجَلون، وليُتمَّنَّ الله هذا الأمر، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا اللهَ والذئبَ على غنَمه)).

قال الألباني: صحيح.


عن عِمرانَ بن حصين رضي الله عنهما، قال: جاء نفرٌ من بني تميم إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ((يا بني تميم، أبشِروا))، قالوا: بشَّرْتَنا فأعطِنا، فتغيَّر وجهُه، فجاءه أهل اليمن، فقال: ((يا أهل اليمن، اقبَلوا البُشرى إذ لم يقبَلْها بنو تميم))، قالوا: قبلنا، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم يحدِّث بَدْءَ الخَلْق والعرش، فجاء رجل فقال: يا عمران، راحلتُك تفلَّتَتْ، ليتني لم أقُمْ؛ رواه البخاري، باب ما جاء في قول الله تعالى: ﴿ وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ ﴾ [الروم: 27].


ش (أبشِروا) من البِشارة، وأراد بها ما يجازى به المسلمون، وما تصير إليه عاقبتهم من الفوز بالجنَّة، قال لهم ذلك بعد أن عرَفوا أصول العقائد، وما يجب عليهم فعله، وما يلزمهم تركه، (قالوا) مِن القائلين الأقرعُ بن حابس، (فأعطِنا)؛ أي: مِن المال، (أهل اليمن) وهم الأشعريُّون، قوم أبي موسى رضي الله عنهم، (تفلَّتَتْ) تشرَّدت، (لم أقم) مِن مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ فاتني سماعُ ما تحدَّث به عن بَدْءِ الخَلقْ والعرش.


عن عليٍّ رضي الله عنه، قال: أهدى إليَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم حلَّة سِيَراء فلبسُتها، فرأيت الغضب في وجهه، فشققتُها بين نسائي؛ رواه البخاري، باب هدية ما يُكرَه لُبسُه.

الشرح: (حلة) ثوبان من جنس واحد، (سِيَراء) ذات خطوط، يخالطها شيءٌ من الحرير، (نسائي) زوجته وأمه وبنت عمه حمزة وزوجة أخيه عَقيل رضي الله عنهم أجمعين.


(في رواية عند مسلم) عن علي قال: أُهدِيَتْ لرسول الله صلى الله عليه وسلم حلة سِيَراء، فبعث بها إليَّ، فلبستُها، فعرفت الغضب في وجهه، فقال: ((إني لم أبعث بها إليك لتلبَسَها، إنما بعثت بها إليك لتشققها خُمُرًا بين النساء))؛ رواه مسلم، باب تحريم استعمال إناء الذهب والفضة على الرجال والنساء.


عن عقبة بن عامرٍ أنه قال: أُهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فَرُّوجُ حريرٍ، فلبِسه، ثم صلى فيه، ثم انصرف فنزعه نزعًا شديدًا كالكاره له، ثم قال: ((لا ينبغي هذا للمتقين))؛ رواه مسلم، باب تحريم استعمال إناء الذهب والفضة على الرجال والنساء.


عن الأعمش قال: سمعت أبا وائل قال: سمعتُ عبدالله رضي الله عنه، قال: قسم النبي صلى الله عليه وسلم قسمًا، فقال رجل: إن هذه لقسمةٌ ما أريد بها وجهُ الله، فأتيت النبيَّ صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فغضب حتى رأيت الغضب في وجهه، ثم قال: ((يرحم اللهُ موسى؛ قد أوذي بأكثرَ مِن هذا فصبر))؛ رواه البخاري، باب حديث الخضر مع موسى عليهما السلام.



(وفي رواية عند مسلم) عن أبي وائلٍ عن عبدالله قال: لما كان يوم حنينٍ، آثَر رسول الله صلى الله عليه وسلم ناسًا في القسمة، فأعطى الأقرع بن حابسٍ مائةً من الإبل، وأعطى عُيَينة مِثل ذلك، وأعطى أناسًا من أشراف العرب وآثرهم يومئذٍ في القسمة، فقال رجلٌ: والله إن هذه لقسمةٌ ما عُدِل فيها، وما أريد فيها وجه الله، قال: فقلت: والله لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فأتيتُه فأخبرته بما قال، قال: فتغيَّر وجهه حتى كان كالصرف، ثم قال: ((فمَن يعدِلُ إن لم يعدِلِ اللهُ ورسوله؟!))، قال: ثم قال: ((يرحم الله موسى؛ قد أوذي بأكثرَ مِن هذا فصبر))؛ رواه مسلم، باب إعطاء المؤلَّفة قلوبُهم على الإسلام، وتصبُّر مَن قوي إيمانه.


عن عائشة رضي الله عنها، قالت: دخل عليَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم وفي البيت قِرام فيه صور، فتلوَّن وجهُه، ثم تناول السِّتر فهتَكه، وقالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((مِن أشدِّ الناس عذابًا يوم القيامة: الذين يصوِّرون هذه الصورَ))؛ رواه البخاري، باب ما يجوز مِن الغضب والشِّدة لأمر الله.


عن زيد بن ثابت رضي الله عنه، قال: احتجر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حُجَيرة مخصفة أو حصيرًا، فخرج رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يصلي فيها، فتتبع إليه رجال، وجاؤوا يصلون بصلاته، ثم جاؤوا ليلة فحضروا وأبطأ رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم، فلم يخرج إليهم، فرفعوا أصواتهم، وحصبوا الباب، فخرج إليهم مغضبًا، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما زال بكم صنيعكم حتى ظننت أنه سيكتب عليكم؛ فعليكم بالصلاة في بيوتكم؛ فإن خيرَ صلاة المرء في بيته، إلا الصلاةَ المكتوبة))؛ رواه البخاري، باب ما يجوز من الغضب والشدة لأمر الله.


عن زهدم قال: كنا عند أبي موسى الأشعري، قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفر من الأشعريين، فوافقتُه وهو غضبان، فاستحملناه، فحلف ألا يحملَنا، ثم قال: ((والله إن شاء الله لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيرًا منها، إلا أتيتُ الذي هو خير، وتحلَّلْتُها))؛ رواه البخاري، باب اليمين فيما لا يملِك، وفي المعصية، وفي الغضب.


عن بُسر بن عبدالله قال: حدثني أبو إدريس الخولاني، قال: سمعت أبا الدرداء يقول: كانت بين أبي بكر وعمر محاورة، فأغضب أبو بكرٍ عمرَ، فانصرف عنه عمر مغضبًا، فاتبعه أبو بكر يسأله أن يستغفر له، فلم يفعل حتى أغلق بابه في وجهه، فأقبَل أبو بكر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أبو الدرداء ونحن عنده: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أما صاحبكم هذا فقد غامَر))، قال: وندم عمرُ على ما كان منه، فأقبل حتى سلَّم، وجلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقص على رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر، قال أبو الدرداء: وغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجعل أبو بكر يقول: والله يا رسول الله لأنا كنتُ أظلمَ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هل أنتم تاركون لي صاحبي؟ هل أنتم تاركون لي صاحبي؟ إني قلت: يا أيها الناس، إني رسول الله إليكم جميعًا، فقلتم: كذبتَ، وقال أبو بكر: صدقتَ))؛ رواه البخاري، باب: ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ [الأعراف: 158].


ش (محاورة) مجادلة ومجاوبة، (غامَر) سبَق بالخير، وزاحَم فيه، وخاصَم مِن أجله.


عن مسروقٍ قال: قالت عائشة: دخَل عليَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وعندي رجلٌ قاعدٌ، فاشتدَّ ذلك عليه، ورأيت الغضب في وجهه، قالت: فقلت: يا رسول الله، إنه أخي مِن الرضاعة، قالت: فقال: ((انظُرْنَ إخوتَكن من الرضاعة؛ فإنما الرضاعة مِن المجاعة))؛ رواه مسلم، باب إنما الرضاعة من المجاعة.


عن سماكٍ أبي زميلٍ، حدثني عبدالله بن عباسٍ، حدثني عمر بن الخطاب قال: لما اعتزل نبي الله صلى الله عليه وسلم نساءه - قال - دخلت المسجد فإذا الناس ينكتون بالحصى، ويقولون: طلَّق رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءَه، وذلك قبل أن يؤمَرْنَ بالحجاب، فقال عمر: فقلت: لأعلمنَّ ذلك اليوم، قال: فدخلت على عائشة، فقلت: يا بنت أبى بكرٍ، أقد بلغ من شأنك أن تؤذي رسولَ الله صلى الله عليه وسلم؟! فقالت: ما لي وما لك يا بن الخطاب؟! عليك بعَيْبتك، قال: فدخلتُ على حفصة بنت عمر، فقلت لها: يا حفصة، أقد بلغ من شأنك أن تؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! والله لقد علمت أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم لا يحبك، ولولا أنا لطلقكِ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فبكت أشد البكاء، فقلت لها: أين رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! قالت: هو في خزانته في المشربة، فدخلت فإذا أنا برباحٍ غلام رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعدًا على أسكفة المشربة، مدلٍّ رِجليه على نقيرٍ من خشبٍ، وهو جذعٌ يرقَى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وينحدر، فناديتُ: يا رباح، استأذن لي عندك على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنظر رباحٌ إلى الغرفة، ثم نظر إليَّ فلم يقل شيئًا، ثم قلت: يا رباح، استأذن لي عندك على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنظر رباحٌ إلى الغرفة، ثم نظر إليَّ فلم يقل شيئًا، ثم رفعت صوتي فقلت: يا رباح، استأذن لي عندك على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فإني أظن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ظنَّ أني جئت من أجل حفصة، والله لئن أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بضرب عنقها، لأضربنَّ عنقها، ورفعت صوتي، فأومأ إليَّ: أنِ ارْقَهْ، فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجعٌ على حصيرٍ، فجلست، فأدنى عليه إزاره، وليس عليه غيره، وإذا الحصير قد أثر في جنبه، فنظرتُ ببصرى في خزانة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا أنا بقبضةٍ من شعيرٍ نحو الصاع، ومثلها قرظًا في ناحية الغرفة، وإذا أفيقٌ معلقٌ - قال - فابتدرت عيناي، قال: ((ما يبكيك يا بنَ الخطاب؟!))، قلت: يا نبي الله، وما لي لا أبكي وهذا الحصير قد أثر في جنبك، وهذه خزانتك لا أرى فيها إلا ما أرى، وذاك قيصر وكسرى في الثمار والأنهار، وأنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وصفوتُه وهذه خزانتك.



فقال: ((يا بن الخطاب، ألا ترضى أن تكون لنا الآخرة ولهم الدنيا؟!))، قلت: بلى - قال - ودخلت عليه حين دخلت وأنا أرى في وجهه الغضبَ، فقلت: يا رسول الله، ما يشُقُّ عليك من شأن النساء، فإن كنت طلقتهن، فإن الله معك وملائكته وجبريل وميكائيل، وأنا وأبو بكرٍ والمؤمنون معك، وقلما تكلمتُ - وأحمد اللهَ - بكلامٍ إلا رجوتُ أن يكون الله يصدق قولي الذي أقول، ونزلت هذه الآية آية التخيير: ﴿ عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ ﴾ [التحريم: 5]، ﴿ وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ ﴾ [التحريم: 4]، وكانت عائشةُ بنت أبي بكرٍ وحفصة تظاهران على سائر نساء النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، أطلقتهن؟! قال: ((لا))، قلت: يا رسول الله، إني دخلت المسجد والمسلمون ينكتون بالحصى، يقولون: طلَّق رسولُ الله صلى الله عليه وسلم نساءه، أفأنزل فأخبرهم أنك لم تطلقهن، قال: ((نعم، إن شئت))، فلم أزَلْ أُحدِّثه حتى تحسَّر الغضب عن وجهه، وحتى كشَّر فضحك، وكان من أحسن الناس ثغرًا، ثم نزل نبي الله صلى الله عليه وسلم ونزلت، فنزلت أتشبَّث بالجذع، ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنما يمشي على الأرض، ما يمسه بيده، فقلت: يا رسول الله، إنما كنت في الغرفة تسعةً وعشرين، قال: ((إن الشهر يكون تسعًا وعشرين))، فقمتُ على باب المسجد فناديتُ بأعلى صوتي: لم يطلِّقْ رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه، ونزلت هذه الآية: ﴿ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ﴾ [النساء: 83]، فكنت أنا استنبطتُ ذلك الأمر، وأنزل الله عز وجل آية التخيير؛ رواه مسلم، باب في الإيلاء واعتزال النساء وتخييرهن، وقوله تعالى: ﴿ وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ ﴾ [التحريم: 4].


عن إبراهيم التيمي عن أبيه، قال: قال أبو مسعودٍ البدري: كنتُ أضرب غلامًا لي بالسوط، فسمعت صوتًا من خلفي: ((اعلم أبا مسعودٍ))، فلم أفهم الصوت من الغضب - قال - فلما دنا مني، إذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا هو يقول: ((اعلم أبا مسعودٍ، اعلم أبا مسعودٍ))، قال: فألقيتُ السوط من يدي، فقال: ((اعلم أبا مسعودٍ أن الله أقدرُ عليك منك على هذا الغلام))، قال: فقلت: لا أضرب مملوكًا بعده أبدًا؛ رواه مسلم، باب صحبةِ المماليك وكفارة مَن لطَم عبده.


عن أبي هريرة، قال: بينما يهودي يعرض سلعةً له، أُعطِيَ بها شيئًا كرهه، أو لم يرضَه - شك عبدالعزيز - قال: لا والذي اصطفى موسى عليه السلام على البشر، قال: فسمعه رجلٌ من الأنصار فلطم وجهه - قال - تقول: والذي اصطفى موسى عليه السلام على البشر ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم بين أظهُرِنا، قال: فذهب اليهودي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا أبا القاسم، إن لي ذمةً وعهدًا، وقال: فلانٌ لطم وجهى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لِمَ لطمتَ وجهه؟!))، قال:قال: يا رسول الله، والذي اصطفى موسى عليه السلام على البشر وأنت بين أظهُرِنا، قال: فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى عُرف الغضب في وجهه، ثم قال: ((لا تفضِّلوا بين أنبياء الله؛ فإنه يُنفَخ في الصور، فيصعق من في السموات ومن في الأرض، إلا من شاء الله - قال - ثم ينفخ فيه أخرى، فأكون أولَ من بُعث، أو في أول من بعث، فإذا موسى عليه السلام آخذٌ بالعرش، فلا أدري أحوسب بصعقته يوم الطور، أو بعث قبلي، ولا أقول: إن أحدًا أفضلُ مِن يونس بن متى عليه السلام))؛ رواه مسلم، باب من فضائل موسى صلى الله عليه وسلم.


عن أبي عمران الجوني، قال: كتب إليَّ عبدالله بن رباحٍ الأنصاري: أن عبدالله بن عمرٍو قال: هجَّرْتُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا - قال - فسمع أصوات رجلين اختلفا في آيةٍ، فخرَج علينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُعرَف في وجهه الغضب، فقال: ((إنما هلك مَن كان قبلكم باختلافهم في الكتاب))؛ رواه مسلم، باب النهي عن اتباع متشابه القرآن، والتحذير مِن متَّبِعيه.


عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: خرج رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه وهم يختصمون في القدَر، فكأنما يُفقَأ في وجهه حبُّ الرُّمَّان من الغضب، فقال: ((بهذا أمرتم أو لهذا خُلقتم؟ تضربون القرآن بعضه ببعض؛ بهذا هلكتِ الأممُ قبلكم)): قال: فقال عبدالله بن عمرو: ما غبطتُ نفسي بمجلس تخلفت فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما غبطتُ نفسي بذلك المجلس وتخلُّفي عنه؛ رواه الترمذي، باب في القدر، قال الشيخ الألباني: حسن صحيح.

ورواه أحمد، وقال شعيب الأرنؤوط: صحيح، وهذا إسناد حسن.


عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب، قال: خرج علينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فأحرمنا بالحج، فلما قدمنا مكة، قال: ((اجعلوا حجتَكم عمرةً))، فقال الناس: يا رسول الله، قد أحرمنا بالحج، فكيف نجعلها عمرة؟! قال: ((انظروا ما آمُرُكم به فافعَلوا))، فردوا عليه القول، فغضب، فانطلق، ثم دخل على عائشة غضبان، فرأتِ الغضب في وجهه، فقالت: مَن أغضبك أغضبه الله، قال: ((وما لي لا أغضب وأنا آمُرُ أمرًا فلا أتَّبَعُ؟))؛ رواه ابن ماجه، باب فسخ الحج، قال الشيخ الألباني: ضعيف.


عن أنس بن مالك: أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم خرج فرأى قبة مشرفة (أي عالية)، فقال: ((ما هذه؟))، قال له أصحابه: هذه لفلان، رجل من الأنصار، قال: فسكت وحملها في نفسه، حتى إذا جاء صاحبُها رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يسلم عليه في الناس، أعرض عنه، صنع ذلك مرارًا، حتى عرف الرجل الغضبَ فيه والإعراض عنه، فشكا ذلك إلى أصحابه، فقال: والله إني لأنكرُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: خرج، فرأى قبَّتَك، قال: فرجع الرجل إلى قبته فهدمها حتى سواها بالأرض، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فلم يرها، قال: ((ما فعلتِ القبَّة؟))، قالوا: شكا إلينا صاحبها إعراضَك عنه فأخبرناه، فهدمها، فقال: ((أمَا إن كل بناء وبالٌ على صاحبه، إلا ما لا، إلا ما لا))؛ يعني ما لا بدَّ منه؛ رواه أبو داود، باب [ما جاء] في البناء، قال الشيخ الألباني: ضعيف.


عن عبدالله، قال: سمعتُ رجلًا يقرأ آيةً على غيرِ ما أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذت بيده، فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ((كلاكما قد أحسن))، قال: وغضب حتى عُرف الغضب في وجهه، قال شعبة: أكبر ظني أنه قال: ((لا تختلفوا؛ فإن مَن قبلكم اختلفوا فيه فهلَكوا))؛ رواه أحمد في مسنده، وقال الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط البخاري.


عن أبي قتادة: رجلٌ أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: كيف تصوم؟! فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رأى عمر - رضي الله عنه - غضبه، قال: رضينا بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمدٍ نبيًّا، نعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله، فجعل عمر - رضي الله عنه - يردد هذا الكلام حتى سكن غضبه، فقال عمر: يا رسول الله، كيف بمن يصوم الدهر كله؟! قال: ((لا صام ولا أفطر - أو قال - لم يصم ولم يفطر))، قال: كيف من يصوم يومين ويفطر يومًا؟! قال: ((ويطيق ذلك أحدٌ))، قال: كيف من يصوم يومًا ويفطر يومًا؟! قال: ((ذاك صوم داود عليه السلام))، قال: كيف من يصوم يومًا ويفطر يومين؟! قال: ((وددتُ أني طُوِّقْتُ ذلك))، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ثلاثٌ من كل شهرٍ، ورمضان إلى رمضان، فهذا صيام الدهر كله، صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنةَ التي قبله والسنة التي بعده، وصيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفِّرَ السنة التي قبله))؛ رواه مسلم، باب استحباب صيام ثلاثة أيامٍ من كل شهرٍ، وصوم يوم عرفة وعاشوراء، والاثنين والخميس.


عن الحسن، عن عِمران بن حصين: أن رجلًا أعتق ستة مملوكين له عند موته، ولم يكن له مال غيرهم، فبلغ ذلك النبيَّ صلى الله عليه وسلم فغضِب من ذلك، وقال: لقد هممتُ ألا أصليَ عليه، ثم دعا مملوكيه، فجزَّأهم ثلاثة أجزاء، ثم أقرع بينهم، فأعتَق اثنينِ، وأرَقَّ أربعةً؛ رواه النسائي، باب الصلاة على من يحيف في وصيته، قال الشيخ الألباني: صحيح.


عن ابن طاوس، عن أبيه، عن عبدالله بن عمرو: أنه أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم وعليه ثوبان مُعَصفران، فغضب النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: ((اذهب فاطرحهما عنك))، قال: أين يا رسول الله؟ قال: ((في النار))؛ رواه النسائي، ذِكر النهي عن لبس المعصفر، قال الشيخ الألباني: صحيح.


عن علي بن أبي طالب، قال: خرج عبدانِ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعني يوم الحديبية، قبل الصلح، فكتب إليه مواليهم، فقالوا: يا محمد، والله ما خرجوا إليك رغبةً في دِينك، وإنما خرَجوا هربًا من الرق، فقال ناس: صدقوا يا رسول الله؛ رُدَّهم إليهم، فغضِب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: ((ما أراكم تنتهون يا معشر قريش حتى يبعث الله عز وجل عليكم مَن يضرب رقابكم على هذا!))، وأبى أن يردهم، وقال: ((هم عتقاء الله عز وجل))؛ رواه أبو داود، باب في عبيد المشركين يلحقون بالمسلمين فيسلمون، قال الشيخ الألباني: صحيح.


عن عبدالله بن مسعودٍ، قال: أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم سورةً من الثلاثين، من آل حم، قال: يعني الأحقاف، قال: وكانت السورة إذا كانت أكثر من ثلاثين آيةً، سُمِّيت الثلاثين، قال: فرُحْتُ إلى المسجد، فإذا رجلٌ يقرؤها على غير ما أقرأني، فقلت: من أقرأك؟ فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فقلت لآخر: اقرأها، فقرأها على غير قراءتي وقراءة صاحبي، فانطلقت بهما إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، إن هذينِ يخالفاني في القراءة؟ قال: فغضب، وتمعَّر وجهه، وقال: ((إنما أهلك مَن كان قبلكم الاختلافُ)) - قال: قال زِرٌّ: وعنده رجلٌ - قال: فقال الرجل: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم أن يقرأ كل رجلٍ منكم كما أقرئ؛ فإنما أهلك مَن كان قبلكم الاختلافُ، قال: قال: عبدالله: فلا أدري أشيئًا أسَرَّه إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو علم ما في نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم؟، قال: والرجلُ هو علي بن أبي طالبٍ، صلوات الله عليه؛ رواه أحمد، تعليق الأرنؤوط: إسناده حسن.


عن مقسمٍ أبي القاسم، مولى عبدالله بن الحارث بن نوفلٍ، قال: خرجت أنا وتليد بن كلابٍ الليثي، حتى أتينا عبدالله بن عمرو بن العاص، وهو يطوف بالبيت، معلقًا نعليه بيده، فقلنا له: هل حضرتَ رسول الله صلى الله عليه وسلم حين يكلمه التميمي يوم حنينٍ؟ قال: نعم، أقبل رجلٌ من بني تميمٍ، يقال له: ذو الخويصرة، فوقف على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يعطي الناس، قال: يا محمد، قد رأيت ما صنعتَ في هذا اليوم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أجل، فكيف رأيتَ؟))، قال: لم أرَك عدلتَ، قال: فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: ((ويحك، إن لم يكن العدل عندي، فعند مَن يكون؟))، فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله، ألا نقتله؟ قال: ((لا، دعوه، فإنه سيكون له شيعةٌ يتعمَّقون في الدِّين، حتى يخرجوا منه، كما يخرج السهم من الرميَّة، ينظر في النصل، فلا يوجد شيءٌ، ثم في القدح، فلا يوجد شيءٌ، ثم في الفوق فلا يوجد شيءٌ، سبق الفرث والدم))؛ رواه أحمد، تعليق الأرنؤوط: صحيح، إسناده حسن.


عن أبي هريرة، قال: جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد، فرآهم عِزِينَ متفرقين، قال: فغضب غضبًا شديدًا، ما رأيناه غضب غضبًا أشد منه، قال: ((والله، لقد هممت أن آمُرَ رجلًا يؤم الناس، ثم أتتبع هؤلاء الذين يتخلفون عن الصلاة في دورهم، فأحرقها عليهم))، وربما قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة العشاء؛ رواه أحمد، تعليق الأرنؤوط: حديث صحيح، وهذا إسناد حسن.


(في رواية أخرى عند أحمد) عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخَّر العشاء الآخرة ذات ليلةٍ حتى كاد يذهب ثلث الليل، أو قُرابُه، قال: ثم جاء وفي الناس رقةٌ، وهم عِزون، فغضب غضبًا شديدًا، ثم قال: ((لو أن رجلًا ندب الناس إلى عَرْقٍ أو مِرماتين، لأجابوا له، وهم يتخلفون عن هذه الصلاة، لقد هممت أن آمر رجلًا، فيتخلف على أهل هذه الدور الذين يتخلفون عن هذه الصلاة، فأحرقها عليهم بالنيران))؛ رواه أحمد، تعليق الأرنؤوط: حديث صحيح، وهذا إسناد حسن.


عن أبي هريرة: أن رجلًا شتم أبا بكرٍ والنبيُّ صلى الله عليه وسلم جالسٌ، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يعجب ويتبسم، فلما أكثر، ردَّ عليه بعض قوله، فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقام، فلحقه أبو بكرٍ، فقال: يا رسول الله، كان يشتمني وأنت جالسٌ، فلما رددتُ عليه بعض قوله، غضبتَ وقمت، قال: ((إنه كان معك ملَكٌ يرد عنك، فلما رددتَ عليه بعض قوله، وقع الشيطان، فلم أكن لأقعد مع الشيطان))، ثم قال: ((يا أبا بكرٍ، ثلاثٌ كلهن حق: ما مِن عبدٍ ظُلم بمظلمةٍ فيغضي عنها لله عز وجل، إلا أعزَّ الله بها نصره، وما فتح رجلٌ باب عطيةٍ، يريد بها صلةً، إلا زاده الله بها كثرةً، وما فتح رجلٌ باب مسألةٍ، يريد بها كثرةً، إلا زاده الله عز وجل بها قلة))؛ رواه أحمد، تعليق الأرنؤوط: حسن لغيره.


عن ابن مسعود رضي الله عنه، قال: قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم قسمة، فقال رجل من الأنصار: والله ما أراد محمد بهذا وجه الله، فأتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فتمعَّر وجهه، وقال: ((رحم الله موسى؛ لقد أوذي بأكثرَ مِن هذا فصبر))؛ رواه البخاري، باب مَن أخبر صاحبه بما يقال فيه.


ش (فتمعَّر وجهه): تغيَّر لونُه من الغضب.


عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم: أن قريشًا أهمهم شأنُ المرأة التي سرقت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة الفتح، فقالوا: مَن يكلم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالوا: ومَن يجترئ عليه إلا أسامة بن زيدٍ حِب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!فأتى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكلمه فيها أسامة بن زيدٍ، فتلوَّن وجهُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ((أتشفعُ في حدٍّ مِن حدود الله؟!))، فقال له أسامة: استغفر لي يا رسول الله، فلما كان العشيُّ قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فاختطب، فأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال: ((أما بعد، فإنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريفُ تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وإني والذي نفسى بيده، لو أن فاطمة بنت محمدٍ سرقت، لقطعتُ يدها))، ثم أمر بتلك المرأة التي سرَقت، فقُطعت يدها، قال يونس: قال ابن شهابٍ: قال عروة: قالت عائشة: فحسُنَتْ توبتها بعدُ، وتزوَّجت، وكانت تأتيني بعد ذلك فأرفع حاجتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم))؛ رواه مسلم، باب قطع السارق الشريف وغيره، والنهي عن الشفاعة في الحدود.


عن عبدالله بن الحارث، حدثني عبدالمطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبدالمطلب: أن العباس بن عبدالمطلب دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم مغضَبًا وأنا عنده، فقال: ما أغضَبك؟ قال: يا رسول الله، ما لنا ولقريش إذا تلاقوا بينهم تلاقوا بوجوه مبشرة وإذا لقُونا بغير ذلك؟! قال: فغضب رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حتى احمرَّ وجهه، ثم قال: ((والذي نفسي بيده، لا يدخل قلبَ رجلٍ الإيمانُ حتى يحبكم لله ورسوله))، ثم قال: ((يا أيها الناس، مَن آذى عمِّي، فقد أذاني؛ فإنما عمُّ الرجل صِنوُ أبيه))؛ رواه الترمذي، باب مناقب العباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه، قال: هذا حديث حسن صحيح، قال الشيخ الألباني: ضعيف، إلا قوله: ((عم الرجل)) فصحيحٌ.



 توقيع : حكاية ناي ♔

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
قديم 12-23-2023, 11:42 AM   #2



 
 عضويتي » 33
 جيت فيذا » Nov 2022
 آخر حضور » يوم أمس (05:24 PM)
آبدآعاتي » 283,343
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 التقييم » اعشق ملامحك has a reputation beyond reputeاعشق ملامحك has a reputation beyond reputeاعشق ملامحك has a reputation beyond reputeاعشق ملامحك has a reputation beyond reputeاعشق ملامحك has a reputation beyond reputeاعشق ملامحك has a reputation beyond reputeاعشق ملامحك has a reputation beyond reputeاعشق ملامحك has a reputation beyond reputeاعشق ملامحك has a reputation beyond reputeاعشق ملامحك has a reputation beyond reputeاعشق ملامحك has a reputation beyond repute
الاعجابات المتلقاة » 98
الاعجابات المُرسلة » 192
مَزآجِي   :
 آوسِمتي »

اعشق ملامحك متواجد حالياً

افتراضي



جزاك الله خير
وأحسن إليك فيما قدمت
دمت برضى الله وإحسانه وفضله


 توقيع : اعشق ملامحك

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
غزوات رسول الله صلى الله عليه وسلم/غزوة دومة الجندل ناطق العبيدي › ~•₪• نبـي الرحمه وصحابته~•₪• 2 01-15-2024 09:42 AM
حاجة العالم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الماضي والحاضر حكاية ناي ♔ › ~•₪• نبـي الرحمه وصحابته~•₪• 1 12-25-2023 11:24 AM
وعن أبي موسى رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أُحِلَّ الذهب والحرير حكاية ناي ♔ › ~•₪• نبـي الرحمه وصحابته~•₪• 1 11-27-2023 03:26 PM
حديث: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى صلاة إلا لميقاتها حكاية ناي ♔ › ~•₪• نبـي الرحمه وصحابته~•₪• 1 10-17-2023 05:27 PM
من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم: ثناء الله تعالى عليه في التوراة بحسن الخلق حكاية ناي ♔ › ~•₪• نبـي الرحمه وصحابته~•₪• 3 12-23-2022 09:16 AM


الساعة الآن 01:31 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
User Alert System provided by Advanced User Tagging v3.1.0 (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.