السوق النفطية تهتم بحفاظ السعودية على طاقتها القصوى المستدامة ومحللون: خطوة مرنة ومف
اهتمت السوق النفطية بتوجيه وزارة الطاقة السعودية لشركة النفط العملاقة "أرامكو" بالحفاظ على طاقتها القصوى المستدامة من النفط الخام عند 12 مليون برميل يوميا وعدم الاستمرار في زيادتها إلى 13 مليون برميل يوميا.
وكانت أرامكو السعودية أوضحت في بيان أن مستوى الطاقة الإنتاجية القصوى المستدامة يحدد من قبل الدولة وفقا لنظام المواد الهيدروكربونية الصادر بمرسوم ملكي في 20 ديسمبر 2017. وستعمل الشركة على تحديث التوجيه الاسترشادي للإنفاق الرأسمالي عندما تعلن نتائج الشركة لعام 2023 في مارس.
وقال لـ"الاقتصادية" محللون نفطيون إن الخطوة السعودية كانت مرنة ومفاجئة للسوق، موضحين أن السعودية تنتج حاليا نحو 9 ملايين برميل يوميا بعد أن قلصت الإنتاج جزءا من جهود "أوبك+" لإنعاش سوق النفط العالمية ومنع حدوث الفائض في الأسواق.
وكانت الرياض ذكرت في نوفمبر أنها تتقدم "بشكل جيد للغاية" في مشروع بمليارات الدولارات لتعزيز القدرة الإنتاجية إلى 13 مليون برميل يوميا بحلول عام 2027 مع استمرار نمو الطلب في الصين والهند.
من جانبه، قال لـ"الاقتصادية" ماركوس كروج كبير محللي شركة "أيه كنترول" لأبحاث النفط والغاز، إن أرامكو السعودية نجحت في إرسال إشارات إيجابية للسوق النفطية بحرصها على توازن السوق النفطية، إضافة إلى أن المخاطر الجيوسياسية يمكن التحكم فيها على ناقلاتها التي تبحر في البحر الأحمر.
على صعيد آخر، أكد سيفين شيميل مدير شركة "في جي أندستري" الألمانية، أن آفاق الطلب قوية خاصة بعد أن انخفضت مخزونات النفط الخام الأمريكية إلى أدنى مستوى لها في هذا الوقت من العام منذ أكثر من عقد، لافتا إلى أنه يمكن أن يؤدي استنزاف المخزونات في كوشينغ إلى ارتفاع الأسعار على المدى القريب.
وأضاف أنه في الأسابيع الثلاثة حتى 19 يناير الماضي انخفضت المخزونات في كوشينغ بأكثر من 5 ملايين برميل، لافتا إلى ارتفاع العقود الآجلة للنفط الخام حيث يظل المستثمرون يراقبون احتمال قيام الولايات المتحدة بضربات جديدة وسط تصاعد التوترات في الشرق الأوسط إلى جانب توقعات انخفاض مخزونات النفط الخام الأمريكية.
من جانبه، ذكر روبين نوبل مدير شركة "أوكسيرا" الدولية للاستشارات، أن مخزونات النفط البرية في الصين انخفضت أيضا ما يشير إلى زيادة محتملة في مشتريات السوق الدولية، مبينا أن استهلاك النفط ومستويات الاحتياطي في بكين يعد أمرا أساسيا لمسارات الأسعار العالمية مع توقع إعادة تخزين معتدلة بسبب الصراعات الاقتصادية.
وأوضح أنه في حين وصلت واردات الصين من النفط الخام إلى مستوى قياسي في 2023، فمن المتوقع أن يكون تجديد احتياطيها الاستراتيجي في 2024 حذرا ويركز على استخدام المصافي.
وكانت العقود الآجلة لخام برنت ارتفعت خلال تعاملات أمس 25 سنتا بما يعادل 0.3 في المائة إلى 82.65 دولار للبرميل خلال التعاملات. وصعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 31 سنتا أو 0.4 في المائة إلى 77.09 دولار للبرميل.
وانخفض كلا العقدين أكثر من دولار يوم الإثنين، إذ غذت أزمة العقارات المتفاقمة مخاوف الطلب الصيني، بعد أن أمرت محكمة في هونج كونج بتصفية مجموعة تشاينا إيفرجراند العقارية العملاقة.
ومن المتوقع أن يبقي صناع السياسة أسعار الفائدة ثابتة، لكن بعض المستثمرين يرون أن البنك المركزي قد يتخلى عن انحيازه لرفع الفائدة.