أكثر من مليار ريال تكلفة إزالة مخلفات البناء من منطقة شمال طريق الملك سلمان
من المسؤول عن مخلفات البناء الملقاة على الرصيف والطريق وفي الأراضي الفضاء وغيرها؟ من المسؤول عن مخلفات البناء الملقاة شمال مدينة الرياض؟ قد يكون في كل مكان في حي النرجس والعارض وهذا السؤال الذي قادنا للاستقصاء الميداني في منطقة شمال طريق الملك سلمان على مساحة، استعلمنا في الاستقصاء الميداني خرائط قوقل وخرائط يو ماب (هنا الرابط) المعتمدة من وزارة الشؤون البلدية والقروية والمسح الميداني على مدى أسبوعين متواصلين تم خلالهما قطع مسافة ألف كيلو متر طولي في طرق رئيسة وفرعية، مثل طريق أبو بكر وطريق الملك عبدالعزيز وطريق عثمان بن عفان، والطرق الفرعية المتصلة بهذه الطرق الثلاث.
تمت ملاحظة أن مخلفات البناء في الأسبوع الأول تبدأ صغيرة الحجم، وقد تكون وحيدة في المكان، وتبدأ في الأيام اللاحقة تكبر بإلقاء المزيد من الشاحنات مخلفات بناء إضافية عليها، وكذلك تمت ملاحظة أن مخلفات البناء وبشكل عجيب تجذب كذلك نفايات من جميع الأنواع، عبوات بلاستيك و مخلفات غذاء، نفايات منازل ومحلات تجارية ثقيلة مثل أثاث منزلي ومكتبي.
تم كذلك التواصل مع شركات الترحيل في الحي بشكل تلقائي، في البداية تخوفوا من إيقاف سياراتهم وسؤالهم عن بعض الأسئلة؛ ولكن اكتشفنا أنه لا يوجد مردم مناسب قريب من المنطقة وكذلك مسافة النقل تشكل لهم عائقا زمنيا وأما العائق المالي فهو ما بين 1000 و5000 ريال سعودي. والأسعار غير ثابتة ومتذبذبة حسب توافر الشاحنة أو سائق الشاحنة وكذلك وجدنا أن المالك لا يهتم أين تذهب مخلفات البناء، وتنتهي مسؤولية المالك عند تحميل هذه المخلفات في الشاحنة، بعد ذلك تصبح ملك وتحت تصرف الناقل وهو يتصرف في نقل هذه المخلفات حسب ما يراه مناسبا في أي مكان قريب من أرض مالك المشروع؛ ليأخذ ردا آخر بنفس التكلفة وهكذا. لم نكن نعلم لماذا تخوف منا سائق الشاحن؟! ولاحظنا أنه قد يكون سائقًا أجنبيًا متسترًا.
التكلفة التي عمل عليها الفريق وهي أن تكلفة الرد الواحد تصل إلى 5 آلاف ريال في حال شح السيارة ورغبه صاحب الأرض في إلقاء النفايات بسرعة وحالًا لإكمال أعمال البناء، الحي يتطلب 10 آلاف رد في السنة بمعدل 20 أسبوعا في السنة وتتزايد التكلفة بشكل طردي في حال لم يتم وضع حد صارم لهذا التصرف. هذا ويتم حساب التكاليف التشغيلية والحكومية والرواتب التي تقدر بأكثر من 5 ملايبن في السنة. فقد لاحظ فريق العمل زيادة ملحوظة من أسبوع إلى آخر في حجم النفايات بنسبة 20% في الأسبوع أي أن خلال سنة ستكون النفايات قد زادت 1000 مرة.
من المسؤول؟
من المسؤول عن هذا التراكم المخيف في النفايات المتزايدة؟ هل هي هيئة المقاولين التي لم تضع التشريع المناسب للمقاولين، أم المركز الوطني للنفايات الذي يهتم بالنفايات ويدعي أنها ستصل إلى صفر نفايات في عام 2030م نريد ردًا واضحًا من هاتين الجهتين؟ وكيف سيتم إيقاف النزيف في مدننا الحبيبة؟!