الحجر الاسود من الأشياء المقدسة في الإسلام، وهو أشرف الأحجار على سطح الأرض، لأنه حجر شريف نزل به جبريل من الجنة وكان لونه أبيض ولكن سودته خطايا بني آدم، ولكن يروى أن محمد بن نافع الخزاعي قد رآه في القرن الرابع الهجرى ورأى أن السواد في رأسه فقط وسائر الحجر أبيض على طوله، فيبلغ ارتفاع الحجر مترًا واحدًا وتصف وهو موجود في الجهة الشرقية من الركن اليماني الثاني في للجنوب الشرقي.
قد شرع الله لنا كمسلمين تقبيله واستلامه ووضع الخد والجبهة عليه أيضًا وذلك لعظم مكانته فهو حجر شريف من أحجار الجنة، ولكن ما يظهر منه الآن جزء صغير فقط عبارة عن ثماني قطع صغيرة مختلفة في الحجم ويقال أن عدد هذه القطع خمس عشرة قطعة ولكن تم تغطية جزء منها بالمعجون لذلك لا يرى الناس إلا جزء صغير فقط، وهذا المعجون عبارة عن خليط من الشمع والمسك والعنبر ويتم وضعه على رأس الحجر فقط.
مكانة الحجر الأسود ليست في قلوب المسلمين فقط بل كانت له مكانة عظيمة في قلوب الناس في الجاهلية، كما مر عليه الكثير من الأحداث وواحد من هذه الأحداث عندما تم إخراج قبيلة جرهم من مكة فقام عمرو بن الحارث الجرهمي على أخذ الحجر ودفنه في زمزم ومضى، ولكن امرأة من خزاعة رأت العملية وأخرجوا الحجر وأعادوه إلى مكانه بجوار الكعبة.
الحجر الأسود والكعبة على مكانتهم فقد مر عليهم أحداثًا عظيمة وخطيرة، وكان واحدًا منهم ما حدث في عهد عبدالله بن الزبير، فكانت هناك حرب بين عبدالله بن الزبير ويزيد بن معاوية في سنة 64 ه وكانت هذه الحرب على الخلافة وطرق الحكم وكيف كان يرتكب يزيد ومعاونيه الكثير من الظلم، وتسببوا في الكثير من المخاطر والظلم، فبسبب هذه الحرب وتحصن عبدالله بن الزبير فيها، احترقت أجزاء من الكعبة وتصدع الكثير من الجدران فيها حيث رمى الحصين بن النمير الكعبة بالمنجنيق فمالت جدرانها، وتصدع الحجر الأسود من هذه الحرائق.
قرر عبدالله بن الزبير هدم هذه الجدران وبناءها وإدخال الحجر في البناء على الصفة التي ذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث عائشة، وقام بربط الحجر الأسود بالفضة حتى يبقى على حاله، فكان عبدالله بن الزبير بن العوام أول من استلم الحجر الأسود من الأئمة، ثم توالت الأحداث والتجديدات على الكعبة والحجر