توقع بنك مورجان ستانلي أن تتلقى أسعار خام برنت دعما لتستقر بالقرب من 80 دولارا للبرميل، إذ من المرجح أن تظل سوق النفط تعاني عجزا في النصف الثاني من 2023 قبل أن تعود لتحقيق فائض صغير في العام المقبل.
وقال محللون في البنك في مذكرة بتاريخ "أسواق المنتجات المكررة القوية وتخفيضات أوبك الكبيرة تدعم أسعار الخام".
ورفع مورجان ستانلي توقعاته لأسعار خام برنت للربع الثالث من العام إلى 85 دولارا للبرميل من 75 دولارا، كما رفعها للربع الأخير إلى 82.50 دولار من 70 دولارا. وجرى تداول خام برنت عند نحو 84 دولارا للبرميل.
وقال البنك إنه على الرغم من أن تخفيضات الإنتاج التي تطبقها "أوبك" سيكون لها تأثير إيجابي على أسعار النفط في المستقبل القريب، فإن الطاقة الفائضة عند أعلى مستوياتها منذ 20 عاما، وقد يؤثر انخفاض الحصة السوقية للمجموعة سلبا على الأسعار في المدى الأطول.
ورفع مورجان ستانلي توقعاته للطلب على النفط في 2023 إلى 2.1 مليون برميل يوميا من 1.8 مليون برميل.
إلى ذلك، ارتفعت أسعار النفط أكثر من 1 في المائة خلال تعاملات أمس.
وبحلول الساعة 08:52 بتوقيت جرينتش، زاد خام برنت 97 سنتا، أو 1.2 في المائة، إلى 84.33 دولار للبرميل، كما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 93 سنتا، أو 1.2 في المائة، إلى 79.98 دولار للبرميل.
ووفقا لـ"رويترز"، ارتفع الدولار الذي يعد ملاذا آمنا إلى أعلى مستوى في عشرة أسابيع، في أكبر مكاسب له خلال شهر، وسط ترقب الأسواق أي مؤشرات حول المدة التي ستبقى فيها أسعار الفائدة مرتفعة.
ويزيد ارتفاع الدولار تكلفة النفط بالنسبة لحائزي العملات الأخرى، ما يؤثر سلبا على الطلب.
وقال جون إيفانز من شركة بي.في.إم للسمسرة في النفط إن احتمال حدوث عجز في المعروض ليس حتميا.
ومن المتوقع استمرار المحادثات بين تركيا وحكومة إقليم كردستان العراق بشأن صادرات النفط الخام من شمال العراق بعد فشل المسؤولين في التوصل إلى اتفاق لاستئناف صادرات النفط في وقت سابق من هذا الأسبوع.
ورجح جيوفاني ستونوفو، المحلل في بنك (يو.بي.إس)، أن يكون انخفاض مخزونات المنتجات المكررة في أوروبا وتراجع عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عامين السبب في ارتفاع أسعار النفط، مشيرا إلى احتمال أن تستمر التقلبات لحين استيضاح المستثمرين التحركات المقبلة للمركزي الأمريكي بخصوص الفائدة.
وقالت مجموعة سيتي جروب المصرفية الأمريكية إن الدول الرئيسة في منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" قد تحتاج إلى التفكير مجددا في خفض إنتاج النفط، نظرا لأن بعض الدول الأعضاء الأشد اضطرابا حققت نموا غير متوقع في الإنتاج.
ونقلت وكالة "بلومبيرج" للأنباء عن تقرير البنك القول إن الدول الخمس في المنظمة - إيران والعراق وليبيا ونيجيريا وفنزويلا - والتي عانت في مواجهة تراجع إنتاجها النفطي والاضطرابات خلال الأعوام الماضية زادت إنتاجها بنحو 900 ألف برميل يوميا خلال العام الحالي، وهو ما يكفي لتلبية النمو القادم في الطلب على النفط.
وقال إيد مورس، رئيس إدارة أبحاث السلع في سيتي جروب في مقابلة مع "بلومبيرج" "فجأة أصبحت هذه الدول مصادر للنمو وستكون مصادر للنمو لمدة خمسة أو أربعة أعوام مقبلة، وربما لفترة أطول من ذلك في حالة فنزويلا والعراق".
كما يمكن أن يستعيد العراق قوة إمداداته بعد أن توصل إلى اتفاق لاستئناف تشغيل خط تصدير النفط العراقي عبر ميناء جيهان التركي. وزادت الطاقة الإنتاجية لقطاع النفط العراقي.
وتجري فنزويلا محادثات مع واشنطن لتخفيف العقوبات الأمريكية ضدها، وهناك احتمالات قوية لتحسن إنتاج ليبيا من النفط.
وفي وقت سابق من الشهر الحالي أعلن تحالف "أوبك +" أنه سيبقى على مساره، في الوقت الذي أعلنت السعودية التي تقود التحالف، تمديد خفضها الطوعي لإنتاج النفط الذي يهدف إلى دعم استقرار أسواق النفط العالمية، حسبما أفادت وكالة "بلومبيرج" للأنباء أمس.
ونقلت "بلومبيرج" عن أحد المندوبين، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، قوله إن لجنة مراقبة تضم المملكة وغيرها من دول تحالف "أوبك+"، أوصت بعدم إجراء تغييرات على سياسة إمدادات التحالف في اجتماع افتراضي عبر شبكة الفيديو كونفراس أمس.
وأعلنت الرياض مطلع الشهر، اعتزامها تمديد الخفض الطوعي البالغ مليون برميل يوميا، الذي بدأ تطبيقه في يوليو الماضي لشهر آخر، ليشمل سبتمبر، مع إمكانية تمديد الخفض أو تمديده وزيادته، ليبلغ إنتاج المملكة الشهر المقبل تسعة ملايين برميل يوميا، وذلك لدعم السوق الهشة.
وتتداول أسعار النفط الخام قرب أعلى مستوى لها منذ ثلاثة أشهر فوق 85 دولارا للبرميل الواحد في لندن، ورغم ذلك تسود مخاوف من تأثير انتعاش الاقتصاد الصيني على توقعات الطلب على النفط.
وانخفض مخزون الخام الأمريكي 6.1 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 18 أغسطس إلى 433.5 مليون برميل.
من جانب آخر، تراجعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 85.84 دولار للبرميل الأربعاء مقابل 86.51 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وذكر التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أمس الأول أن سعر السلة، التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق ثاني انخفاض عقب ارتفاعات سابقة، وأن السلة خسرت نحو دولار واحد، مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي، الذي سجلت فيه 86.97 دولار للبرميل.