منذ ما يتعدى المائة وخمسين عامًا، بدأ المخترعون والعلماء في العمل على فكرة رائعة، والتي كان لها تأثيرات كبيرة على طريقة استخدامنا للطاقة والضوء في المنازل والمكاتب، ويُمكن القول أنه بالفعل قد غير ذلك الاختراع الوسيلة التي يتم بها تصميم المباني، وزادت من متوسط دوام العمل، إلى جانب إطلاق أعمال جديدة، كما أدى إلى حدوث اختراقات جديدة في تخصصات الطاقة، بدايةً من محطات الطاقة، خطوط نقل الكهرباء إلى الأجهزة المنزلية والمحركات الكهربائية.
ومثل كافة الاختراعات الهامة والعظيمة، لا يمكن أن يُنسب اختراع المصباح الكهربائي إلى مخترع واحد فقط، فقد كان اختراعه نتيجة سلسلة من التطويرات الصغيرة إلى جانب أفكار المخترعين ممن سبقوه، والتي أدت إلى اختراع المصباح الكهربائي الذي يتم استخدامه اليوم في كل شيء.
وقبل وقت طويل من حصول توماس إديسون على براءة اختراع كان قد بدأ في عمليات تسويق مصباحه المتوهج، كان المخترعون البريطانيون يثبتون أن الضوء الكهربائي يكون ممكنًا من خلال استخدام المصباح القوسي، وفي عام 1835 تم عرض أول ضوء كهربائي ثابت، وفي خلال الأربعين عامًا التالية، قام العلماء في كافة أنحاء العالم بالعمل على المصباح المتوهج، مع ترقيع الخيوط الموجود داخله، وهو جزء المصباح الذي يقوم بإنتاج الضوء عندما يتم تسخينه من خلال التيار الكهربائي، وكذلك ترقيع الغلاف الجوي للمصباح (سواء أتم تفريغ الهواء من المصباح أو تعبأته بغاز خامل من أجل منع تأكسد الفتيل واحتراقه)، وقد كان عمر تلك المصابيح المبكرة قصير جدًا، كما أنها كانت مكلفة للغاية عند إنتاجها، وكذلك كانت تستخدم كمية هائلة من الطاقة، ومن الجدير بالذكر أن أول براءة اختراع كانت في عام 1879 ثم بعد ذلك بعام في عام 1880.
وحينما جاء إديسون ومن معه من باحثين في مينلو بارك إلى مشهد إضاءة المصباح، ركزوا على تطوير الخيوط أولاً فقاموا بتجربة الكربون، ومن ثم البلاتين، ثم عادوا أخيرًا إلى خيوط الكربون، ومع حلول أكتوبر عام 1879، كان فريق إديسون قد ابتكر مصباحًا كهربائيًا يحتوي على خيوط مكربنة من خيوط قطنية غير مصقولة، والتي يمكنها أن تستمر حوالي 14.5 ساعة، ثم استمروا في تجربة الخيوط إلى أن استقروا على خيط مصنوع من الخيزران، وهي ما أعطت مصابيح توماس عمرًا يصل إلى 1200 ساعة