وتتطور معظم الاضطرابات العضلية الهيكلية المرتبطة بالعمل بمرور الوقت، وتحدث نتيجة للعمل نفسه أو بسبب البيئة التي يعمل فيها الموظف. كذلك، قد تحدث الاضطرابات العضلية الهيكلية في حياة المرضى خارج العمل إما أثناء ممارسة الرياضة، ولا سيما التنس (مرفق لاعب التنس)، أو أثناء عزف الموسيقى وخاصة العزف على الجيتار، أو أثناء ممارسة الهوايات مثل تتبع شجرة العائلة على الإنترنت. وقد تتفاقم هذه الحالات البعيدة عن العمل بسبب الأعمال اليومية. كما أنه من الممكن أن تحدث هذه الاضطرابات نتيجة للتعرض لكسر في حادثة ما. وتصيب الاضطرابات العضلية الهيكلية على وجه العموم الظهر والرقبة والكتفين والأطراف العلوية، وتصيب الأطراف السفلية في أحيان نادرة.
وتمثل المشكلات الصحية التي تتراوح من الشعور بالإرهاق والأوجاع والآلام الطفيفة إلى الحالات الطبية الأكثر خطورة التي تتطلب وقتًا للإصابة بالاضطرابات العضلية الهيكلية أولوية لدى الاتحاد الأوروبي في إستراتيجيته المجتمعية. كما يعد تقليل الحمل العضلي الهيكلي في العمل جزءًا من معاهدة «أهداف لشبونة» التي تهدف إلي خلق «وظائف الجودة» من خلال:
تمكين العمال من البقاء في الخدمة،
والتأكد من أن العمل ومكان العمل مناسبان لمجموعة متنوعة من السكان.
الأسباب
يمكن أن تنشأ الاضطرابات العضلية الهيكلية من تداخل العوامل المادية مع عوامل ملائَمة بيئة العمل للهندسة البشرية بالإضافة إلى العوامل النفسية والاجتماعية والمهنية.
ميكانيكية حيوية
يتسبب الحمل الميكانيكي الحيوي (البيومكيانيكي) في الاضطرابات العضلية الهيكلية، يُعبِّر هذا الحمل عن مقدار القوة التي يجب تطبيقها للقيام بالمهام، ومدة القوة المطبَّقة، وتكرار تنفيذ المهام. يمكن أن تؤدي الأنشطة التي تتضمن أحمالًا ثقيلة إلى إصابة حادة، ولكن معظم حالات الإصابة بالاضطرابات العضلية الهيكلية المرتبطة بالعمل الوظيفي تنجم عن الحركات المتكررة أو تكون بسبب الحفاظ على وضع سكوني ثابت. حتى الأنشطة التي لا تتطلب الكثير من القوة يمكن أن تؤدي إلى تلف العضلات إذا تكررت الحركة بما فيه الكفاية على فترات قصيرة. تتضمن عوامل خطر الاضطراب العضلي الهيكلي القيام بمهام تحتاج إلى القوة الشديدة أو التكرار أو الحفاظ على وضعية جسدية تستند بشكل أكثر على جزءٍ محددٍ من الجسد. ما يثير القلق بشكل خاص هو الجمع بين الحمل الثقيل مع التكرار. على الرغم من أن الوضعية الجسدية المربكة الناتجة عن ضعف تناسق النشاط العضلي غالباً تكون سببًا في آلام أسفل الظهر، لكن المراجعة العامة للأبحاث فشلت في إيجاد علاقة ثابتة.