زيلينسكي يلغي فجأة مشاركته في جلسة «الشيوخ الأمريكي»
أعلنت القوات الجوية الأوكرانية أمس أنَّ روسيا شنَّت هجمات باستخدام 48 طائرة مسيَّرة هجومية خلال الليل على أوكرانيا، وأنَّ أنظمة الدفاع الجوي دمَّرت41 منها قبل أن تصل إلى أهدافها.
وأضافت القوات الجوية إنَّ جميع الطائرات المسيَّرة الهجومية إيرانية الصنع من طراز شاهد.
ولم تذكر ما حدث للطائرات المسيَّرة التي لم يتم إسقاطها، أو ما إذا كانت هناك أي أضرار ناجمة عن الهجوم.
بدوره، ألغى الرئيس الأوكراني يلغي بشكل مفاجئ مشاركته عبر الفيديو في جلسة مجلس الشيوخ الأمريكي.
وقال زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر، إنَّ الرئيس فولوديمير زيلينسكي ألغى بصورة مفاجئة مشاركته المقررة عبر الفيديو في جلسة مع أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، حيث تجري مفاوضات شاقة حول حزمة مساعدات جديدة تكتسي أهمية كُبْرى لكييف.
ومن المقرر أنْ يجري الكونجرس تصويتًا إجرائيًّا على حزمة مساعدات عسكرية وإنسانية واقتصادية لكييف، مع توقع فشل الإجراء ما لم تحدث مفاجأة كُبْرى.
وقال زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر، في تصريح لصحافيين: «لا يمكن لزيلينسكي المشاركة في الإيجاز معنا، طرأ أمر ما في اللحظة الأخيرة».
وواشنطن هي أكثر الدول التي قدمت مساعدات عسكرية لكييف، بلغت عشرات المليارات من الدولارات منذ الغزو الروسي في فبراير 2022.
لكن تعهُّد الرئيس الديمقراطي جو بايدن بمواصلة دعم أوكرانيا ماليُّا أصبح مهددًا، وهذا ما تخشاه كييف، التي لم يحقق هجومها المضاد المكاسب المنشودة.
والكونجرس الأمريكي الذي صادق -حتى الآن- على منح كييف مساعدات عسكرية وإنسانية واقتصادية ضخمة، يتكوَّن من مجلسين.
ففي مجلس النواب الذي يهيمن عليه المحافظون، يطالب عدد من النواب اليمينيين بوقف فوري للمساعدات المقدمة إلى كييف. وفي مجلس الشيوخ حيث يحظى الديمقراطيون بالأغلبية، تؤيد المعارضة الجمهورية في المقابل دعم أوكرانيا.
ويؤكد المسؤولون الأوكرانيون حاجتهم إلى المزيد من الأسلحة، لمنع الضربات الروسية من حرمان ملايين الأشخاص من التيار الكهربائي هذا الشتاء، كما حدث في العام الماضي.
وحذَّر البيت الأبيض الاثنين من أنَّ المساعدات العسكرية التي تقدمها الولايات المتحدة لأوكرانيا قد تنخفض بشكل حاد في الأسابيع المقبلة، في ظل عدم التوصل إلى اتفاق يتعلق بالتمويل مع المعارضة الجمهورية.
وقالت مديرة مكتب البيت الأبيض للإدارة والموازنة شالاندا يانج: «إذا لم يتحرك الكونغرس بحلول نهاية العام ستنفد لدينا الموارد اللازمة لتسليم المزيد من الأسلحة والمعدات إلى أوكرانيا».
وإدراكًا منه لتلاشي الشعور بالإلحاح في واشنطن منذ بدء الحرب، سعى الرئيس جو بايدن لربط الحزمة المخصصة لأوكرانيا، البالغة قيمتها 61 مليار دولار، بمبلغ مخصص لإسرائيل قدره 14 مليار دولار ضمن حزمة المساعدات التي طالب بها في أكتوبر.
لكن زعيم النواب المحافظين يطالب بتشديد سياسة الهجرة، لمواجهة وصول المهاجرين إلى الحدود مع المكسيك، وهو ما يرفضه الديمقراطيون في الوقت الحالي.
وأكد رئيس مجلس النواب مايك جونسون على موقفه الثلاثاء، مشيرًا في رسالة إلى البيت الأبيض إلى أنَّه لن يتم اعتماد أي مساعدات جديدة لأوكرانيا دون «تغيير جذري» في سياسة الهجرة الأمريكية.
وتحسبًا لكلل الحليف الأمريكي، توجه زيلينسكي في سبتمبر إلى واشنطن، حيث التقى بايدن ونوابًا من الكونغرس أجرى معهم مناقشات مطولة.
لكن زيارته لم تحقق الغاية المنشودة، إذ عانى الكونجرس من خلافات داخلية أدَّت إلى إقالة رئيس مجلس النواب، ولم يوافق الكونغرس في نهاية المطاف على أموال إضافية لمساعدته في هجومه المضاد.
وحول ما إذا كانت المفاوضات الحالية ستؤدِّي إلى نتائج أفضل، قال مصدر أوروبي الاثنين: «إني واثق -إلى حدٍّ ما- من أنَّه على الرغم من التهويل الآن، فإننا في وضع جيد نوعًا ما لعام 2024»، لكنه لم يستبعد حدوث «مأزق»؛ نظرًا للخلافات الشديدة داخل برلمان أكبر قوة اقتصادية في العالم.