قصص عن إماطة الأذى عن الطريق
ورد ت عن النبي صلى الله عليه وسلم والتي تحمل حكمة وأدب من آداب الطريق، وهي أن رجل دخل الجنة وغفر الله له بسبب غصن ازاحه عن الطريق كان يؤذي المارة، ويقال أن هذا الرجل قد قطع شجرة من ظهر الطريق كانت تؤذي الناس، وذلك لما ورد في حديث النبي روى الشيخان عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِطَرِيقٍ، وَجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ عَلَى الطَّرِيقِ، فَأَخَذَهُ، فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ، فَغَفَرَ لَهُ) (متفق عليه)، وفى رواية عند مسلم: (مَرَّ رَجُلٌ بِغُصْنِ شَجَرَةٍ عَلَى ظَهْرِ طَرِيقٍ فَقَالَ وَاللَّهِ لَأُنَحِّيَنَّ هَذَا عَنْ الْمُسْلِمِينَ لَا يُؤْذِيهِمْ فَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ)، وفى رواية أخرى عنده: (لَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلًا يَتَقَلَّبُ فِي الْجَنَّةِ فِي شَجَرَةٍ قَطَعَهَا مِنْ ظَهْرِ الطَّرِيقِ كَانَتْ تُؤْذِي النَّاسَ).
علينا أن نعلم جيدًا أن الطريق مكان عام لجميع الناس، بالتالي لا يستطيع أي شخص أن يحتكره لنفسه بأي صورة من الصور كأن يبيع في الطرقات أو يجلس فيها فعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ فِي الطُّرُقَاتِ) قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ مَا لَنَا بُدٌّ مِنْ مَجَالِسِنَا نَتَحَدَّثُ فِيهَا، قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (فَإِذَا أَبَيْتُمْ إِلَّا الْمَجْلِسَ فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهُ) قَالُوا: وَمَا حَقُّهُ؟، قَالَ: (غَضُّ الْبَصَرِ، وَكَفُّ الْأَذَى، وَرَدُّ السَّلَامِ وَالْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ) (متفق عليه). [2]
هناك قصة أخرى عن أهمية كف الأذى عن الطريق تحكي أن طفلًا يدعى طارق لديه عادة سيئة وهي إلقاء أي نفايات في الشارع وكان والده ينصحه بألا يفعل هذا كثيرًا لكنه كان يتحجج بكونه ينسى ويقوم بإلقائها، وفي يوم من الأيام خرج طارق ليشتري بعض الأغراض للمنزل وكان يتناول موزة في يده ثم قام بإلقاء قشرتها أمام منزله، وعند عودته إلى المنزل وجد ضجة كبيرة عند بيته والناس يقولون أن طفلًا سقط هنا وشجت رأسه ونزفت كثيرًا وعندما اقترب من مدخل المنزل وجد أن هذا الطفل لم يكن إلا أخيه الصغير، فتذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِطَرِيقٍ، وَجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ عَلَى الطَّرِيقِ، فَأَخَذَهُ، فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ، فَغَفَرَ لَهُ) فشعر طارق بالندم الشديد وقرر ألا يفعل هذا ثانيةً وأن يحاول أن يكف الأذى عن طريق المسلمين.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|