استراتيجية التقنية الحيوية صحة الإنسان مستهدفها وقوة الاقتصاد مرتكزها
صحة الإنسان السعودي ركيزة أساسية وأولوية وطنية تركز عليها السعودية في رؤيتها ومبادراتها وأهدافها الاستراتيجية المستقبلية للوصول إلى حياة صحية أفضل وأطول وتسخير التقنية في القطاع الصحي للرفع من مستوى جودة الحياة.
وانطلاقا من هذا المبدأ، جاء قرار إطلاق الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء، الاستراتيجية الوطنية للتقنية الحيوية لتكون السعودية رائدة بالابتكار العلمي والتقنية الحيوية على مستوى المنطقة والعالم من خلال استثمار مقومات النجاح، وتحويل التحديات إلى فرص واعدة لتعزيز الابتكار وتحقيق الأولويات الوطنية.
واستناداً إلى ما تمتلكه السعودية من بنية تحتية متقدمة للبحث الطبي العلمي وتوفير أعلى معايير الرعاية الصحية لأفراد المجتمع عبر تقديم رعاية صحية رقمية متميزة، وإمداد العالم بأحدث التقنيات الدوائية القائمة على التقنية الحيوية ومواصلة الطموحات والجهود في تنويع الاقتصاد، من خلال الابتكارات لتحقيق رؤية السعودية 2030 وتشكيل آفاق واعدة للمواطن السعودي، تسهم فيها التقنية الحيوية بنمو اقتصادي كبير.
وتُكرِّس الاستراتيجية الوطنية للتقنية الحيوية جهودها لتنمية قطاع التقنية الحيوية في السعودية، وتوحيد الجهود لانتهاز الفرص الاقتصادية الواعدة، وتعزيز صحة وجودة حياة السكان في السعودية، وتحقيق الاكتفاء الذاتي وازدهار الوطن على المدى الطويل.
وتستهدف الاستراتيجية تحفيز نمو قطاع التقنية الحيوية والوصول للريادة العالمية في هذا المجال، وفقا لأربع توجهات استراتيجية جوهرية: اللقاحات، التصنيع الحيوي والتوطين، الجينوم، وتحسين زراعة النباتات.
وذلك إضافة إلى استغلال مقومات النجاح وتحويل التحديات إلى فرص واعدة، وستقود السعودية قطاع التقنية الحيوية العالمي لكونها مستثمر مهم في هذا القطاع، وتتمتع بأنظمة مرنة وتلتزم من خلالها بالابتكار والبحث والتطوير، إضافة إلى ارتكازها على قوة اقتصادها وهمم شبابها المُتمكن.
وتركز الاستراتيجية على تنمية قطاع التقنيات الحيوية، وتسهم في أولويات البحث والتطوير والابتكار، وجذب الشراكات العالمية، وبناء القدرات والمهارات المحلية، كما تسهم في تنويع الاقتصاد، ما يجعلها متسقة بشكل كبير مع رؤية المملكة 2030.
ومن المتوقع أن يسهم القطاع بنسبة 3 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي بحلول 2040، وأن يضيف أكثر من 30 مليار ريال (ثمانية مليارات دولار)، في وقت تمتلك السعودية أكبر سوق للأدوية الحيوية في المنطقة بقيمة تتجاوز 1.3 مليار دولار.
وستوفر الاستراتيجية الوطنية للتقنية الحيوية فرصا استثمارية فريدة للقطاع الخاص، وتعمل على تطوير المواهب المحلية واستقطاب الخبرات الأجنبية لتعزيز النمو والابتكار.
ووفقا للاستراتيجية، ستوجد نحو 11 ألف وظيفة بحلول 2030 وأكثر في المستقبل، وتمكّن الاستراتيجية الاكتفاء الذاتي وازدهار المملكة في الصحة والاقتصاد والاستدامة على المدى الطويل لتحقيق ازدهار مستدام للأجيال المقبلة.
وستمكن الاستراتيجية من تصنيع ما لا يقل عن 70 في المائة من اللقاحات المطلوبة في المملكة، وأكثر من 45 في المائة من احتياجات المملكة من المستلزمات الطبية الأساسية، لتصبح المملكة واحدة من أبرز ثلاث دول مصدرة للقاحات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بحلول 2040.