سوق النفط في طور تشكل جديد خلال 2024 بفعل انتخابات 70 دولة
يتوقع أن تشكل المتغيرات الجيوسياسية خلال العام الجاري، سوق النفط أكثر من أي وقت مضى، إذ يواجه 4.2 مليار شخص تغييرا سياسيا من خلال الانتخابات العامة التي ستجرى في أكثر من 70 دولة.
وأوضح لـ"الاقتصادية" أندريه جروسي، مدير شركة "إم إم إيه سي" الألمانية، أنه سيكون للتطورات الجيوسياسية تأثيرات واسعة على أسواق النفط.
ولفت إلى أن مستقبل دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا وطموحات سياسة المناخ للاتحاد الأوروبي والتوترات في بحر الصين الجنوبي والاحتكاكات التجارية بين الصين والغرب والصراعات المستمرة في الشرق الأوسط تهدد بإزعاج السوق بشكل كبير.
وفي جانب آخر، يرجح خبراء لـ"الاقتصادية" أن ينتعش الطلب العالمي من النفط، بدعم الهند ويتوقع ارتفاع طاقة التكرير فيها بنسبة 22 في المائة خلال خمسة أعوام، متوقعين أن تحل الهند محل الصين باعتبارها المحرك الأكبر لنمو الطلب العالمي على النفط على المدى الطويل، وهو ما ينبغي أن يحدث قبل 2030.
وقال هيرويوكي كينوشيتا، المحلل الياباني ومختص شؤون المصارف والطاقة، إن النفط ارتفع بعد انخفاض المخزونات الأمريكية أكثر من المتوقع، وجاءت هذه المكاسب بعد أن أظهر تقرير حكومي أن المخزونات الأمريكية انخفضت بمقدار 9.23 مليون برميل الأسبوع الماضي.
وأوضح أنه ما زاد من المعنويات الإيجابية للنفط هو أن الحكومة الصينية خططت لاتخاذ تدابير لإطلاق مزيد من الأموال لتعزيز النمو، مشيرا إلى أن انخفاض الدولار دعم أيضا أسعار النفط.
أما أندرو موريس، مدير شركة "بويري" الدولية للاستشارات، فذكر أن النفط ظل محصورا في نطاق ضيق هذا الشهر مع مواجهة المخاطر الجيوسياسية في الشرق الأوسط بتوقعات زيادة الإمدادات من المنتجين خارج تحالف "أوبك +".
ونقل عن بيانات شركة "جنفور جروب" توقعاتها أن النصف الأول من العام سيهيمن عليه نمو الإنتاج من خارج "أوبك" الذي سيستقر في نهاية المطاف، مشيرا إلى أن التجار يقومون بتقييم الضربات الأخيرة التي قادتها الولايات المتحدة، التي تهدف إلى وقف هجمات الحوثيين في اليمن على السفن.
بدورها، ذكرت ويني أكيللو، المحللة الأمريكية في شركة "أفريكان إنجنيرينج" الدولية، أن توجيه ضربات بطائرات دون طيار من جانب أوكرانيا لضرب منشآت تصدير الوقود والطاقة في عمق الأراضي الروسية ستضيف الكثير إلى عوامل غياب الاستقرار في السوق النفطية، كما أنها تهدد بحدوث قطاعات واسعة ومفاجئة في الإمدادات النفطية.
وأضافت، أنه يبدو أن البنية التحتية لبحر البلطيق أصبحت بشكل متزايد هدفا للهجمات العسكرية، معدة أنه من شأن الهجمات المستمرة على البنية التحتية لبحر البلطيق أن تهدد أحد شرايين روسيا الأكثر موثوقية لإمدادات الطاقة ومصادر الدخل، وذلك إلى جانب معاناة تدفقات البحر الأسود من اضطرابات الطقس في الأسابيع الأخيرة.