(أسباب النزول ودفع المشكل في القرآن) - منتديات احساس ناي

 ننتظر تسجيلك هـنـا

{ فَعِاليَآت احساس ناي ) ~
                             


عدد مرات النقر : 351
عدد  مرات الظهور : 10,188,425
عدد مرات النقر : 332
عدد  مرات الظهور : 10,188,422
عدد مرات النقر : 227
عدد  مرات الظهور : 10,188,461
عدد مرات النقر : 177
عدد  مرات الظهور : 10,188,461
عدد مرات النقر : 328
عدد  مرات الظهور : 10,188,461

عدد مرات النقر : 26
عدد  مرات الظهور : 3,706,580

عدد مرات النقر : 55
عدد  مرات الظهور : 3,701,169

عدد مرات النقر : 22
عدد  مرات الظهور : 3,701,693


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 02-18-2024, 05:49 AM
نور متواجد حالياً
Awards Showcase
 
 عضويتي » 75
 جيت فيذا » Dec 2022
 آخر حضور » 10-10-2024 (01:23 AM)
آبدآعاتي » 1,579
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 التقييم » نور is a jewel in the roughنور is a jewel in the roughنور is a jewel in the roughنور is a jewel in the rough
الاعجابات المتلقاة : 21
الاعجابات المُرسلة » 13
مَزآجِي   :
 آوسِمتي »
 
افتراضي ملحقات بأسباب النزول

Facebook Twitter



(بحث مستخرج من الإتقان للسيوطي، والبرهان للزركشي، مع زيادات)


يلحق بأسباب النزول عدد من الأمور المتعلقة بنزول القرآن، نعرضها في هذا المبحث.

الأول: فيما أنزل من القرآن على لسان بعض الصحابة:
هو في الحقيقة نوعٌ من أسباب النزول، والأصل فيه موافقات عمر، وقد أفردها بالتصنيف جماعةٌ من العلماء، ومن ذلك:
1 - أخرج الترمذي عن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه)، قال ابن عمر: وما نزل بالناس أمر قط، فقالوا وقال، إلا نزل القرآن على نحو ما قال عمر.

2 - أخرج البخاري وغيره عن أنس قال: قال عمر: وافقتُ ربي في ثلاث، قلت: يا رسول الله، لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى، فنزلت: ﴿ وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى ﴾ [البقرة: 125]، وقلت: يا رسول الله، إن نساءك يدخُلُ عليهن البَرُّ والفاجر، فلو أمرتهن أن يحتجبن؟ فنزلت آية الحجاب، واجتمع على رسول الله صلى الله عليه وسلم نساؤه في الغَيرة، فقلت لهن: ﴿ عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ ﴾ [التحريم: 5]، فنزلت كذلك.

3 - أخرج مسلم عن ابن عمر عن عمر، قال: وافقتُ ربي في ثلاث؛ في الحجاب، وفي أُسارى بدر، وفي مقام إبراهيم.

4 - أخرج ابن أبي حاتم عن أنس قال: قال عمر: وافقتُ ربي - أو وافقني ربي - في أربع، نزلت هذه الآية: ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ ﴾ [المؤمنون: 12] الآية، فلما نزلَتْ، قلتُ أنا: "فتبارك اللهُ أحسن الخالقين"، فنزلت: ﴿ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ﴾ [المؤمنون: 14].

5 - وأخرج عن عبدالرحمن بن أبي ليلى: أن يهوديًّا لقي عمر بن الخطاب فقال: إن جبريل الذي يذكر صاحبُكم - عدوٌّ لنا، فقال عمر: ﴿ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 98]، قال: فنزلت على لسان عمر.

6 - عن سعيد بن جبير: أن سعد بن معاذ لما سمع ما قيل في أمر عائشة، قال: ﴿ سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ ﴾ [النور: 16]، فنزلت كذلك.

7 - عن سعيد بن المسيب قال: كان رجلان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا سمعا شيئًا من ذلك، قالا: ﴿ سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ ﴾ [النور: 16]، زيد بن حارثة وأبو أيوب، فنزلت كذلك.

8 - عن عكرمة قال: لما أبطأ على النساء الخبرُ في أُحُدٍ، خرجن يستخبرن، فإذا رجلان مقبلان على بعير، فقالت امرأة: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: حي، قالت: فلا أبالي، يتخذ الله من عباده الشهداء، فنزل القرآن على ما قالت: ﴿ وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ ﴾ [آل عمران: 140].

9 - روى ابن سعد في الطبقات: حمل مصعب بن عمير اللواء يوم أُحُدٍ، فقطعت يده اليمنى، فأخذ اللواء بيده اليسرى وهو يقول: ﴿ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ ﴾ [آل عمران: 144]، ثم قطعت يده اليسرى، فحنا على اللواء وضمه بعضديه إلى صدره وهو يقول: ﴿ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ ﴾ [آل عمران: 144] الآية، ثم قتل، فسقط اللواء، قال محمد بن شرحبيل: وما نزلت هذه الآية: ﴿ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ ﴾ [آل عمران: 144] يومئذ، حتى نزلت بعد ذلك.

تنبيه:
يقرب من هذا ما ورد في القرآن على لسان غير الله، كالنبي صلى الله عليه وسلم وجبريل والملائكة، غير مصرح بإضافته إليهم، ولا محكي بالقول، مثل ما يلي:
1 - قوله تعالى: ﴿ قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ ﴾ [الأنعام: 104] الآية؛ فإن هذا ورد على لسانه صلى الله عليه وسلم؛ لقوله آخرها: ﴿ وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ ﴾ [الأنعام: 104].

2 - قوله تعالى: ﴿ أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا ﴾ [الأنعام: 114] الآية، فإنه أوردها أيضًا على لسانه.

3 - قوله تعالى: ﴿ وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ ﴾ [مريم: 64] الآية، واردٌ على لسان جبريل.

4 - قوله تعالى: ﴿ وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ * وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ * وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ ﴾ [الصافات: 164 - 166]، وارد على لسان الملائكة.

الثاني: ما تكرر نزوله:
صرح جماعة من المتقدمين والمتأخرين بأن من القرآن ما تكرر نزوله.

قال ابن الحصار: قد يتكرر نزول الآية؛ تذكيرًا وموعظة، وذكر من ذلك خواتيم سورة النحل، وأول سورة الروم.

وذكر ابن كثير منه: آية الروح.

وذكر قوم منه الفاتحة.

وذكر بعضهم منه قوله تعالى: ﴿ مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا ﴾ [التوبة: 113] الآية.

وقال الزركشي: قد ينزل الشيء مرتين؛ تعظيمًا لشأنه، وتذكيرًا عند حدوث سببه خوف نسيانه، ثم ذكر منه: آية الروح، وقوله: ﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ ﴾ [هود: 114] الآية.

قال: فإن سورة الإسراء وهود مكيتان، وسبب نزولهما يدل على أنهما نزلتا بالمدينة؛ ولهذا أشكل ذلك على بعضهم.

ولا إشكال؛ لأنها نزلت مرة بعد مرة.

قال: وكذلك ما ورد في سورة الإخلاص من أنها جواب للمشركين بمكة، وجواب لأهل الكتاب بالمدينة.

وكذلك قوله تعالى: ﴿ مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا ﴾ [التوبة: 113] الآية.

قال: والحكمة في هذا كله أنه قد يحدث سبب من سؤال أو حادثة تقتضي نزول آية، وقد نزل قبل ذلك ما يتضمنها، فيوحي إلى النبي صلى الله عليه وسلم تلك الآية بعينها؛ تذكيرًا لهم بها، وبأنها تتضمن هذه.

تنبيهات:
1 - قد يكون من ذلك الأحرف التي تقرأ على وجهين فأكثر، ويدل له ما أخرجه مسلم من حديث أُبَيٍّ: (إن ربي أرسل إليَّ أن أقرأ القرآن على حرف، فرددت إليه: أنْ هَوِّنْ على أمتي، فأرسل إلي أن اقرأه على حرفين، فرددت إليه: أنْ هَوِّنْ على أمتي، فأرسل إلي أن اقرأه على سبعة أحرف).

فهذا الحديث يدل على أن القرآن لم ينزل من أول وهلة، بل مرة بعد أخرى.

وقال السخاوي بعد أن حكى القول بنزول الفاتحة مرتين:
إن قيل: فما فائدة نزولها مرة ثانية؟
قلت: يجوز أن يكون نزلت أول مرة على حرف واحد، ونزلت في الثانية ببقية وجوهها؛ نحو: ملك ومالك، والسراط والصراط، ونحو ذلك.

2 - أنكر بعضهم كونَ شيءٍ من القرآن يتكرر نزوله، وعلَّله بأن تحصيل ما هو حاصل لا فائدة فيه.

وهو مردود بما تقدم من فوائده، وبأنه يلزم منه أن يكون كل ما نزل بمكة نزل بالمدينة مرة أخرى؛ فإن جبريل كان يعارضه القرآن كل سنة.

وأجيب على ذلك:
بمنع الملازمة، وبأنه لا معنى للإنزال إلا أن جبريل كان ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم بقرآن لم يكن نزل به من قبل، فيُقرئه إياه.

ورُدَّ على ذلك بمنع اشتراط قوله: "لم يكن نزل به من قبل".

ولعلهم يعنون بنزول الفاتحة مرتين: أن جبريل نزل حين حُوِّلت القبلة فأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن الفاتحة ركن في الصلاة كما كانت بمكة، فظن ذلك نزولًا لها مرة أخرى، أو أقرأه فيها قراءة أخرى لم يقرئها له بمكة، فظن ذلك إنزالًا.

الثالث: ما تأخر حكمه عن نزوله، وما تأخر نزوله عن حكمه:

قد يكون النزول سابقًا على الحكم، ولذلك أمثلة؛ منها:
1 - قوله تعالى: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى ﴾ [الأعلى: 14، 15].

قد روى البيهقي وغيره عن ابن عمر: أنها نزلت في زكاة الفطر، وأخرج البزار نحوه مرفوعًا.

وقال بعضهم: لا أدري ما وجه هذا التأويل؛ لأن السورة مكية، ولم يكن بمكة عيد ولا زكاة ولا صوم!

وأجاب البغوي بأنه يجوز أن يكون النزول سابقًا على الحكم، كما قال: ﴿ لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ * وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ ﴾ [البلد: 1، 2]؛ فالسورة مكية، وقد ظهر أثر الحل يوم فتح مكة، حتى قال عليه السلام: (أُحِلَّت لي ساعة من نهار).

2 - نزل بمكة قوله تعالى: ﴿ سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ ﴾ [القمر: 45].

قال عمر بن الخطاب: فقلت: أي جمع؟ فلما كان يوم بدر وانهزمت قريش، نظرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في آثارهم مصلتًا بالسيف ويقول: ﴿ سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ ﴾ [القمر: 45]، فكانت ليوم بدرٍ؛ أخرجه الطبراني في الأوسط.

3 - قوله تعالى: ﴿ جُنْدٌ مَا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزَابِ ﴾ [ص: 11].

قال قتادة: وعده الله وهو يومئذ بمكة أنه سيهزم جندًا من المشركين، فجاء تأويلها يوم بدر؛ أخرجه ابن أبي حاتم.

4 - قوله تعالى: ﴿ قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ ﴾ [سبأ: 49].

عن ابن مسعود في قوله: ﴿ قُلْ جَاءَ الْحَقُّ ﴾ [سبأ: 49] قال: السيف، والآية مكية متقدمة على فرض القتال، ويؤيد تفسيرَ ابن مسعود ما أخرجه الشيخان من حديثه أيضًا قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة يوم الفتح وحول الكعبة ثلاثمائة وستون نصبًا، فجعل يطعُنُها بعودٍ كان في يده، ويقول: ﴿ وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا ﴾ [الإسراء: 81]، ﴿ قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ ﴾ [سبأ: 49].

5 - ذكَر الله الزكاة في السور المكيات كثيرًا، تصريحًا وتعريضًا، بأن الله سينجز وعده لرسوله صلى الله عليه وسلم، ويقيم دينه ويظهره، حتى تفرض الصلاة والزكاة وسائر الشرائع، ولم تؤخذ الزكاة إلا بالمدينة بلا خلاف، وأورد من ذلك قوله تعالى: ﴿ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ ﴾ [الأنعام: 141].

6 - قوله تعالى في سورة المزمل: ﴿ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ﴾ [المزمل: 20]، ومن ذلك قوله فيها: ﴿ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ﴾ [المزمل: 20].

7 - قوله تعالى: ﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا ﴾ [فصلت: 33]، فقد قالت عائشة وابن عمر وعكرمة وجماعة: إنها نزلت في المؤذنين، والآية مكية، ولم يشرع الأذان إلا بالمدينة.

8 - آية الوضوء؛ ففي صحيح البخاري عن عائشة قالت: "سقطت قلادة لي بالبيداء ونحن داخلون المدينة، فأناخ رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل، فثنى رأسه في حجري راقدًا، وأقبل أبو بكر فلكزني لكزة شديدة، وقال: حبَسْتِ الناس في قلادة؟! ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم استيقظ، وحضرت الصبح، فالتمس الماء فلم يوجد، فنزلت: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ ﴾ [المائدة: 6] إلى قوله: ﴿ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [المائدة: 6]، فالآية مدنية إجماعًا، وفرض الوضوء كان بمكة مع فرض الصلاة.

قال ابن عبدالبر: معلوم عند جميع أهل المغازي أنه لم يصلِّ منذ فرضت عليه الصلاة إلا بوضوء، ولا يدفع ذلك إلا جاهل أو معاند، قال: والحكمة في نزول آية الوضوء مع تقدم العمل به؛ ليكون فرضه متلوًّا بالتنزيل.

وقال غيره: يحتمل أن يكون أول الآية نزل مقدمًا مع فرض الوضوء، ثم نزل بقيتها، وهو ذكر التيمم، في هذه القصة.

قال السيوطي: يردُّه الإجماع على أن الآية مدنية.

9 - آية الجمعة؛ فإنها مدنية، والجمعة فرضت بمكة.
وقول بعضهم: إن إقامة الجمعة لم تكن بمكة قط، يردُّه ما أخرجه ابن ماجه عن عبدالرحمن بن كعب بن مالك قال: كنت قائد أبي حين ذهب بصره، فكنت إذا خرجت به إلى الجمعة فسمع الأذان يستغفر لأبي أمامة أسعد بن زرارة، فقلت: يا أبتاه، أرأيت صلاتَك على أسعد بن زرارة كلما سمعت النداء بالجمعة، لِمَ هذا؟ قال: أي بني، كان أول مَن صلى بنا الجمعة قبل مَقدَم رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة.

10 - قوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ ﴾ [التوبة: 60] الآية، فإنها نزلت سنة تسع، وقد فُرِضت الزكاة قبلها في أوائل الهجرة.

قال ابن الحصار: فقد يكون مصرفها قبل ذلك معلومًا، ولم يكن فيه قرآنٌ متلوٌّ، كما كان الوضوء معلومًا قبل نزول الآية، ثم نزلت تلاوة القرآن تأكيدًا به.

الرابع: ما نزل مفرقًا، وما نزل جمعًا:
فما نزل مفرقًا غالبُ القرآن، ومن أمثلته في السور القصار:
1 - ﴿ اقْرَأْ ﴾ [العلق: 1] أول ما نزل منها إلى قوله: ﴿ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴾ [العلق: 5].

2 - والضحى أول ما نزل منها إلى قوله: ﴿ فَتَرْضَى ﴾ [الضحى: 5]؛ كما في حديث الطبراني.

ومن أمثلة ما نزل جمعًا:
في السور القصار:
1 - سورة الفاتحة.
2 - الإخلاص.
3 - الكوثر.
4 - المسد.
5 - ﴿ لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا ﴾ البينة.
6 - النصر.
7 - المعوذتان نزلتا معًا.

ومن أمثلته في السور الطوال:
1 - المرسلات:
عن ابن مسعود قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غار، فنزلت عليه: ﴿ وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا ﴾ [المرسلات: 1]، فأخذتها من فيه وإن فاه رطبٌ بها، فلا أدري بأيها ختم: ﴿ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ﴾ [المرسلات: 50]، أو: ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ ﴾ [المرسلات: 48]؛ رواه الحاكم في المستدرك.

2 - سورة الصف.
3 - سورة الأنعام.

فقد أخرج الطبراني عن ابن عباس قال: نزلت سورة الأنعام بمكة ليلًا جملةً، حولها سبعون ألف ملك.

وأخرج البيهقي في "شعب الإيمان" بسند فيه من لا يعرف عن علي قال: أنزل القرآن خمسًا خمسًا، إلا سورة الأنعام؛ فإنها نزلت جملةً في ألف، يشيعها من كل سماء سبعون ملَكًا، حتى أدَّوْها إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

وأخرج أبو الشيخ عن أبي بن كعب مرفوعًا: (أُنزلت عليَّ سورة الأنعام جملة واحدة، يشيعها سبعون ألف ملَك).

وأخرج عن مجاهد قال: "نزلت الأنعام كلها جملة واحدة، معها خمسمائة مَلَك".

وأخرج عن عطاء قال: "أنزلت الأنعام جميعًا ومعها سبعون ألف ملك".

فهذه شواهد يقوي بعضها بعضًا.

وقال ابن الصلاح: الحديث الوارد في أنها نزلت جملة رويناه من طريق أبي بن كعب، وفي إسناده ضعف، ولم نرَ له إسنادًا صحيحًا، وقد روي ما يخالفه؛ فرُوِيَ أنها لم تنزل جملة واحدة، بل نزلت آيات منها بالمدينة، اختلفوا في عددها، فقيل: ثلاث، وقيل غير ذلك، والله أعلم.

الخامس: ما نزل مشيَّعًا، وما نزل مفردًا:
مِن القرآن ما نزل مشيَّعًا، وهو سورة الأنعام، شيَّعها سبعون ألف ملك، وفاتحة الكتاب نزلت ومعها ثمانون ألف ملك، وآية الكرسي نزلت ومعها ثلاثون ألف ملك، وسورة يس نزلت ومعها ثلاثون ألف ملك، ﴿ وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا ﴾ [الزخرف: 45] نزلت ومعها عشرون ألف ملك، وسائر القرآن نزل به جبريل مفردًا بلا تشييع.

قال السيوطي: أما سورة الأنعام فقد تقدم حديثها بطرقه، ومن طرقه أيضًا: ما أخرجه البيهقي في الشُّعَب والطبراني - بسند ضعيف - عن أنس مرفوعًا: (نزلت سورة الأنعام ومعها موكب من الملائكة يسد ما بين الخافقين، لهم زَجَلٌ بالتقديس والتسبيح، والأرض ترتَجُّ).

وأخرج الحاكم والبيهقي من حديث جابر قال: لما نزلت سورة الأنعام، سبَّح رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: (شيَّع هذه السورةَ من الملائكة ما سدَّ الأفق).

قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، لكن قال الذهبي: فيه انقطاع، وأظنه موضوعًا.

قال السيوطي:
أما الفاتحة وسورة يس، و: ﴿ وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا ﴾ [الزخرف: 45]، فلم أقف على حديث فيها بذلك ولا أثر.

وأما آية الكرسي، فقد ورد فيها وفي جميع آيات البقرة حديث أخرجه أحمد في مسنده عن معقل بن يسار: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (البقرة سنام القرآن وذروته، نزل مع كل آية منها ثمانون ملَكًا، واستخرجت: ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴾ [البقرة: 255] من تحت العرش فوُصِلَت بها).

وأخرج سعيد بن منصور في سننه عن الضحاك بن مزاحم قال: خواتيم سورة البقرة جاء بها جبريل ومعه من الملائكة ما شاء الله، وبقي سور أخرى، منها سورة الكهف.

قال ابن الضريس في فضائله: أخبرنا يزيد بن عبدالعزيز الطيالسي، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن إسماعيل بن رافع قال: بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ألا أخبركم بسورة ملء عظمتها ما بين السماء والأرض، شيَّعها سبعون ألف ملَك، سورة الكهف).

فوائد:
1 - أخرج ابن أبي حاتم - بسند صحيح - عن سعيد بن جبير قال: ما جاء جبريل بالقرآن إلى النبي صلى الله عليه وسلم إلا ومعه أربعة من الملائكة حفَظة.

وأخرج ابن جرير عن الضحاك قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا بعث إليه الملك، بعث ملائكة يحرسونه من بين يديه ومن خلفه؛ مخافة أن يتشبه الشيطان على صورة الملك.

2 - عن القاسم، عن أبي أمامة قال: أربع آيات نزلت من كنز العرش، لم ينزل منه شيء غيرهن؛ أم الكتاب، وآية الكرسي، وخاتمة سورة البقرة، والكوثر.

قال السيوطي:
أما الفاتحة، فأخرج البيهقي في الشُّعَب من حديث أنس مرفوعًا: (إن الله أعطاني فيما منَّ به عليَّ: إني أعطيتك فاتحة الكتاب، وهي من كنوز عرشي).

وأخرج الحاكم عن مَعقِل بن يسار مرفوعًا: (أُعطِيت فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة من تحت العرش).

وأخرج ابن راهَوَيه في مسنده عن علي: أنه سُئِل عن فاتحة الكتاب، فقال: حدثنا نبي الله أنها نزلت من كنزٍ تحت العرش.

وأما آخر البقرة، فأخرج الدارمي في مسنده عن أيفع الكلاعي، قال: قال رجل: يا رسول الله، أي آية تحب أن تصيبك وأمتك؟ قال: (آخر سورة البقرة؛ فإنها من كنز الرحمة من تحت عرش الله).

وأخرج أحمد وغيره من حديث عقبة بن عامر مرفوعًا: (اقرؤوا هاتين الآيتين؛ فإن ربي أعطانيهما من تحت العرش).

وأخرج من حديث حذيفة: (أُعطِيت هذه الآيات من آخر سورة البقرة من كنز تحت العرش، لم يُعْطَها نبي قبلي).

وأخرج من حديث أبي ذر: (أُعطِيت خواتيم سورة البقرة من كنز تحت العرش، لم يُعطَهن نبي قبلي).

وله طرق كثيرة عن عمرَ وعلي وابن مسعود وغيرهم.

وأما آية الكرسي، فقد أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأ آية الكرسي ضحِك، وقال: (إنها من كنز الرحمن تحت العرش).

وعن علي قال: "آية الكرسي أعطيها نبيكم من كنز تحت العرش، ولم يُعطَها أحد قبل نبيكم).

وأما سورة الكوثر، فلم أقف فيها على حديث، وقول أبي أمامة في ذلك يجري مجرى المرفوع، وقد أخرجه أبو الشيخ بن حيان والديلمي وغيرهما من طريق محمد بن عبدالملك الدقيقي، عن يزيد بن هارون، بإسناده السابق عن أبي أمامة مرفوعًا.

السادس: ما أنزل منه على بعض الأنبياء:
من أمثلته:
1 - سورة الأعلى.
أخرج الحاكم عن ابن عباس قال: لما نزلت: ﴿ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ﴾ [الأعلى: 1]، قال صلى الله عليه وسلم: (كلها في صُحُف إبراهيم وموسى).

2 -﴿ وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى ﴾ [النجم: 1].

أخرج سعيد بن منصور عن ابن عباس قال: هذه السورة في صحف إبراهيم وموسى.

وأخرجه ابن أبي حاتم بلفظ: "نسخ من صحف إبراهيم وموسى".

وأخرج عن السدي قال: إن هذه السورة في صحف إبراهيم وموسى مثل ما نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم.

3 - أخرج الحاكم من طريق القاسم عن أبي أمامة قال: أنزل الله على إبراهيم مما أنزل على محمد: ﴿ التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ ﴾ [التوبة: 112] إلى قوله: ﴿ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [التوبة: 112].

4 - و ﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ [المؤمنون: 1] إلى قوله: ﴿ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [المؤمنون: 11].

5 - و﴿ إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ ﴾ [الأحزاب: 35] الآية.

6 - والتي في سأل: ﴿ الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ ﴾ [المعارج: 23] إلى قوله: ﴿ قَائِمُونَ ﴾ [المعارج: 33]، فلم يفِ بهذه السهام إلا إبراهيمُ ومحمدٌ صلى الله عليه وسلم.

7 - وأخرج البخاري عن عبدالله بن عمرو بن العاص قال: إنه - يعني النبي صلى الله عليه وسلم - لموصوفٌ في التوراة ببعض صفته في القرآن: ﴿ يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ﴾ [الأحزاب: 45]، وحِرْزًا للأميين... الحديث.

8 - أول ما أنزل الله في التوراة عشر آيات من سورة الأنعام: بسم الله الرحمن الرحيم: ﴿ قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ ﴾ [الأنعام: 151] الآيات، قال بعضهم: يعني أن هذه الآيات اشتملت على الآيات العشر التي كتبها الله لموسى في التوراة أول ما كتب، وهي توحيد الله، والنهي عن الشرك، واليمين الكاذبة، والعقوق، والقتل، والزنا، والسرقة، والزور، ومد العين إلى ما في يد الغير، والأمر بتعظيم السبت.

9 - وأخرج الدارقطني من حديث بريدة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لأعلمنك آية لم تنزل على نبي بعد سليمان غيري ﴿ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ [الفاتحة: 1].

وروى البيهقي عن ابن عباس قال: أغفل الناس آية من كتاب الله لم تنزل على أحد قبل النبي صلى الله عليه وسلم، إلا أن يكون سليمان بن داود: ﴿ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ [الفاتحة: 1].

10 - وأخرج الحاكم عن ميسرة: أن هذه الآية مكتوبة في التوراة بسبعمائة آية: ﴿ يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ﴾ [الجمعة: 1] أول سورة الجمعة.

السابع: ما لم ينزل منه على أحد قبل النبي صلى الله عليه وسلم:
1 - سورة الفاتحة.
2 - آية الكرسي.
3 - خاتمة البقرة.

روى مسلم عن ابن عباس: أتى النبي صلى الله عليه وسلم مَلَك، فقال: (أبشر بنورين قد أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة).

وأخرج الطبراني عن عقبة بن عامر قال: ترددوا في الآيتين من آخر سورة البقرة: ﴿ آمَنَ الرَّسُولُ ﴾ [البقرة: 285] إلى خاتمتها؛ فإن الله اصطفى بها محمدًا.

وأخرج البيهقي في الشُّعَب عن ابن عباس قال: السبع الطوال لم يعطهن أحدٌ إلا النبي صلى الله عليه وسلم، وأعطي موسى منها اثنتين.

وأخرج الطبراني عن ابن عباس مرفوعًا: أعطيت أمتي شيئًا لم يُعطَه أحد من الأمم عند المصيبة: ﴿ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ﴾ [البقرة: .

والله الموفق للصواب.







 توقيع : نور

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
(أسباب النزول ودفع المشكل في القرآن) نور › ~•₪• نبضآت إسلآمِيـہ ~•₪• 1 02-18-2024 05:43 AM
مرسيدس amg gt الجيل الجديد.. محرك v8 بقوة 577 حصان ودفع رباعي حكاية ناي ♔ › القِـيَـآدهُ وَ الـسُـرَعـةِ! 1 11-20-2023 07:44 PM
الجيش: ندفع ثمنًا باهظًا لتشكيل البشير «قوات الدعم السريع» حكاية ناي ♔ › ~•₪• الاخبـار العربيـه والعـالميه ~•ـ₪• 2 05-03-2023 09:05 AM
وزير الخارجية: المملكة تقف إلى جنب العراق لصون استقراره وحفظ سيادته حكاية ناي ♔ › ~•₪• الاخبـار العربيـه والعـالميه ~•ـ₪• 2 12-21-2022 09:14 PM
من فضائل النبي: نبع الماء من بين أصابعه الشريفة، وحفظ يده الشريفة من الضرب في غير الج حكاية ناي ♔ › ~•₪• نبـي الرحمه وصحابته~•₪• 7 12-11-2022 09:36 PM


الساعة الآن 08:54 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
User Alert System provided by Advanced User Tagging v3.1.0 (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.