أكدت مصادر مجتمعية سودانية، أمس، أن الجوع وسوء التغذية تسببا بتسجيل وفيات نازحين ولاجئين سودانيين، الهاربين من الحرب المستعرة، الدائرة رحاها منذ منتصف أبريل 2023.
وقالت رئيس «رابطة المرأة النازحة» في جنوب إقليم دارفور، عواطف عبدالرحمن يوسف، إن الجوع وسوء التغذية أديا إلى وفاة 32 شخصاً، منهم أطفال، في معسكر «بليل» للاجئين الجنوبيين في السودان.
ونقلت «سبوتنيك»، تصريحات رئيس «رابطة المرأة النازحة» لـ«أخبار السودان»، أنهم زاروا معسكر اللاجئين، في الأيام الماضية، حيث عاينوا مأساة كبيرة، بسبب انعدام الغذاء لدى اللاجئين، وأوضحت عواطف، أن اللاجئين أبلغوهم خلال الزيارة بأن لديهم 13 طفلاً توفوا، بسبب سوء التغذية، إضافة إلى 19 آخرين من الرجال والنساء، بحسب قولها.
وأضافت رئيس «رابطة المرأة النازحة»، إن «النازحين بمعسكر «سكلي»، جنوبي مدينة نيالا، يعانون بشدة من نقص الغذاء، وانعدام فرص العمل بالمعسكر، وتوقف الخدمات الأساسية من مياه وصحة».
ودقت عواطف ناقوس الخطر كون «النازحين مهددون بالموت جوعاً، إلى جانب توقف الخدمات الأساسية من مياه وصحة، منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل الماضي»، محذرة من «كارثة إنسانية محتملة في المعسكر، في غضون الأسبوعين المقبلين، في حال لم تصل المساعدات الغذائية والأدوية لإنقاذ النازحين».
في الغضون حذر مسؤول تشادي من تفاقم الأزمة الغذائية في البلاد، إثر تدفق مئات الآلاف من اللاجئين السودانيين إلى البلاد.
وصرح مفوض لجنة حقوق الإنسان في تشاد، العابد مصطفى البشير، لـ«سبوتنيك»، إن الأعداد وصلت حسب تقديرات الحكومة الرسمية إلى نحو مليون لاجئ.
وأكد أن الأعداد التي وصلت إلى تشاد تفوق التقديرات الرسمية، نظراً لأن المناطق الحدودية تتداخل فيها القبائل، وكل قبيلة تحتوي أفرادها دون أن يمروا بإجراءات اللجوء ومنافذ الاستقبال، ما يعني عدم إحصاء هؤلاء رسمياً، كما أن هناك بعض الأسر المقتدرة توجهت مباشرة إلى المدن الكبرى.
وأوضح المسؤول التشادي أن المناطق المعدة لاستقبال اللاجئين تعاني ضعف البنية التحتية، وشح مياه الشرب، بالإضافة للمشكلات الأمنية، إذ يغيب الأمن هناك بدرجة كبيرة، حيث انتقلت العداءات خارج الحدود إلى داخل الحدود، بين بعض القبائل مثال ذلك: (العرب والمساليت)، وفق تأكيده.
ولفت إلى أن مناطق اللجوء تشهد تشنجاً غير مسبوق، بسبب الخلافات القائمة، بالإضافة إلي وجود منظمات تستغل كل هذا الضعف، لتنخر في النسيج المجتمعي بحجة المساعدات الإنسانية، في ظل ارتفاع كبير للأسعار نتيجة الوضع.
ووفقاً للبشير بشأن إعلان الطوارئ في الحالة الغذائية فإن إعلاناً سابقاً مماثلاً جرى في 2021، في حين أن الإعلان الحالي يأتي عقب إعلان برنامج الأغذية العالمي أنه قد يعلق جزءاً من مساعداته إلى لاجئي تشاد، بسبب نقص التمويل من قبل الداعمين.