عالم مسلم ومفسِّر من كبار علماء الصومال، يُعتبر الأب الروحي للصحوة الإسلامية في الصومال والحركات الإسلامية التي تبنت مبدأ الصحوة .
حياته المبكرة
ولد الشيخ محمد معلم حسن في بادية قرب مدينة بورهكبه في إقليم باي عام 1934م، وتعلم القرآن في الخلوة كعادة الصوماليين وحفظ القرآن وعمره تسع سنوات، مات أبوه وهو صغير ونشأ في بيت أخواله ، ونبع وتعلم الفقه والعربية، ثم سافر إلى الصومال الغربي خاصة في جغجغا وقرأ على مشائخها الفقه والتفسير، وبعدما أنهى الشيخ دراسته للعلوم الشرعية في الحلقات التقليدية ذهب إلى هرجيسا وعاشها مدة من الزمن، ثم زاره الشيخ شريف عبد النور من علماء الصومال الكبار ونصحه أن يذهب
إلى مصر للزيادة من العلم الشرعى.
رحل الشيخ من هرجيسا متَّجها إلى مصر، وبعد رحلة شاقة وطويله عبر السودان وصل إلى مصر عام 1958م،
وفور وصوله التحق بالأزهر الشريف، بعد أن اجتاز جميع الاختبارات؛ حيث لم يكن لديه شهادة تؤهله للجامعة. واستغرب الأساتذة والعلماء مكانة الشيخ العلمية في مختلف العلوم والمعارف، وحيوه تحية إجلال واحترام. التحق بجامعة الأزهر وخاصة كلية أصول الدين، ونال منها الإجازة العالية من الأزهر الشريف كما حصل على الدبلوم في التربية من جامعة عين شمس.في خلال وجوده مصر نهاية الخمسينات وأوائل الستينات عاصر الشيخ محمد معلم بيئة نشطة للصراعات الأيدولوجية وخاصة صراع الأفكار والسياسة حيث تصادمت أفكار حركات كثيرة منها جماعة الإخوان المسلمين التى تأسست عام 1928م على يد الشيخ حسن البنا، وتأثر الشيخ محمد معلم بتلك الدعوة، وخاصة كتب روَّادها أمثال الإمام حسن البنا وسيد قطب وحسن الهضيبى وغيرهم من علماء الإخوان، وكان أغلب علماء الإخوان في السجن وكانت تنظمهم وكتبهم محظورة.
يقول عن حادثة إعدام سيد قطب حسب رواية تلاميذه:
كنت قريبا في مكان وقوع هذه الحادثة ـ أي إعدام سيد قطب ـ حيث كان سكني قريبا من هذا المكان فقد أصابتني صدمة وحيرة ففزعت من هذا الخبر وحزنت منه
شرع الشيخ في تحضير درجة الدكتوراة وكان موضوع رسالته ( الإيمان وأثره في حياة الفرد والمجتمع) وأشرف عليها الشيخ عبد الحليم محمود شيخ الأزهر حيث كان أستاذا له في قسم العقيدة والفلسفة من قبل، إلا أن الشيخ محمد معلم لم يتمكن من إكمال الرسالة.
نشاطه الدعوي
عاد الشيخ محمد إلى بلاد الصومال وخاصة العاصمة مقديشو في شهر فبراير عام 1968م؛ لتنطلق منها دعوة الشيخ ونشاطه الإسلامي. وصاحَبَ رجوع الشيخ إلى الوطن ظهورُ بعض الجمعيات والمنظمات الإسلامية والاجتماعية ذات الصبغة الدينية والدعوية، وأول هذه المنظمات الرابطة الإسلامية في الصومال بقيادة الشريف محمود شريف عبد الرحمن المشهور بشريف مريا عدي، وتلتها جمعية النهضة الإسلامية، التي شارك في تأسيسها، وكان أغلب الأعضاء رجعوا من الحجاز والقاهرة؛ مثل الشيخ عبد الغني بن الشيخ أحمد، والشيخ إبراهيم صولي، والشيخ محمد أحمد غريري، والشيخ شريف علوي، والشيخ علي بن عبد الرحمن الصوفي وغيرهم.
بدأ نشاط الشيخ الدعوي في مسجد الشيخ عبد القادر المشهور بـ”مقام”؛ حيث عقد حلقة علمية كان يدرس فيها كل يوم تفسير القرآن الكريم، وكان يركز على الجانب التربوي، كما اشتغل بالوعظ والإرشاد وإلقاء المحاضرات المنتظمة في المراكز والنوادي العامة، وفيما بعد انضم إلى وزارة العدل والشئون الدينية، وعين رئيسًا بقسم الشئون الدينية.
وقد كان رجوع الشيخ حين كان عُمر جمهورية الصومال قصيرًا لم يتجاوز ثمانية أعوام بعد استقلالها من الاستعمار، وفي أواخر الحكومة المدنية. وكانت البلاد في ظل فوضى سياسية أدت بعد سنة إلى اغتيال رئيس جمهورية السيد عبد الرشيد علي شرماركي، وتولي العسكر على مقاليد الحكم في 21 أكتوبر عام 1969م، بقيادة اللواء محمد سياد بري
وحاولت الحكومة العسكرية الضغط على الشيخ محمد معلم حسن لإيقاف دروسه في التفسير إلا أنه رفض ذلك بشدة