إيرادات مليارية لبضائع ترويجية لعلامات تجارية تفوق أعمالها الأصلية
دائما ما تستخدم البضائع الترويجية سواء كانت مجسمات صغيرة أو ملابس تطبع عليها صور أو غيرها للترويج لمنتج ما من أفلام سينمائية أو ألعاب الفيديو أو أعمال كرتونية، لتعزيز الإيرادات.
لكن هناك بضائع ترويجية استطاعت جلب إيرادات ضخمة متفوقة على العمل الرسمي لها.
وكمثال على ذلك حققت لعبة بوكيمون من بيع البضائع الترويجية 80 مليار دولار، الأمر الذي ساعد علامتها التجارية لتكون أعلى تحقيقا للإيرادات بمجموع 88 مليار دولار، في حين إيرادات اللعبة التي أطلقت في 1996 على جهاز "جيم بوي" من نينتندو بعد إطلاق عدد من الأجزاء ما يقارب ستة مليارات دولار فقط و1.1 مليار دولار من خلال فيلم سينمائي.
أما ميكي ماوس الشهير وأصدقاؤه، فحقق مجموع إيرادات عبر المسلسل الكرتوني الذي أنتجته ديزني في 1928 أكثر من 52.2 مليار دولار، منها 51.6 مليار دولار جاءت من مبيعات البضائع الترويجية للسلسلة الكرتونية فقط.
وتدرك الشركات الترفيهية الكبرى أن بيع المنتجات المتعلقة بالأفلام أو ألعاب الفيديو لا يمكن أن يحقق إيرادات كبيرة فحسب، بل يمكن استخدامها بشكل فعال، وعادة، يتم بيع 40 % من سلع المنتجات الترفيهية قبل إصدار العمل، بحسب مقالة للمحامي مارك ليتواك المتخصص في القوانين الترفيهية في أمريكا.
"ويني ذا بوه"، من قصص موجهة للأطفال ثم فيلم كرتوني من إنتاج ديزني في 1966، ثم تحول إلى مسلسل كرتوني مع منتصف الثمانينيات، جمع فقط من شباك التذاكر ما يقارب 214 مليون دولار، ومن مبيعات دي في دي حقق 40 مليون دولار، لكن بفضل البضائع الترويجية حققت ديزني 48.2 مليار دولار.
بعد النجاح الكبير لأفلام حرب النجوم منذ سبعينيات القرن الماضي الميلادي، محققة عشرة مليارات دولار من شباك التذاكر، وأربعة مليارات دولار من ألعاب الفيديو، استطاعت هذه السلسلة جلب إيرادات قدرت بـ29 مليار دولار من بيع البضائع الترويجية، وهذا يوضح مدى أهمية البضائع للمنتجين، لأنها يمكن أن تكسب في النهاية أموالا أكثر من شباك التذاكر نفسه إذا كان الامتياز شائعا بدرجة كافية.
ومع كل هذه الأرقام، لا يمكن للبضائع الترويجية أن تساعد على بيع كل عمل ترفيهي، لأن في العادة يجب أن تكون البضائع مرتبطة بامتياز كبير مع قاعدة جماهيرية نشطة موجودة مسبقا حتى تكون ناجحة. إذا كان شخص ما لا يهتم بامتياز الفيلم، فلن يهتم بالبضائع المرتبطة به. وبالتالي، قد لا تكون البضائع شيئا مهما للمنتجين لأنها ليست أداة تسويقية وتجارية عالمية.
أحد الأمثلة على ذلك هو استقبال الجمهور فيلمي "الشواطئ" في 1988 و"كلاب الخزان" في 1992، يظهر أن الجمهور النموذجي يعتقد أن "مشكلة الأفلام الحديثة هي أنه تم التخطيط لها فقط بحيث يمكن صنع الألعاب".
عيب آخر للبضائع هو حقيقة أنها ليست بيعا أكيدا حتى بالنسبة إلى الامتيازات الشهيرة الموجودة مسبقا، أحد الأمثلة على ذلك كان فيلم "حرب النجوم الجزء الأول: تهديد الشبح" في 1999، حيث طبع ناشر كتاب الفيلم دورلينج كيندرسلي أكثر من 13 مليون كتاب تحسبا للإصدار، لكنه تمكن من بيع ثلاثة ملايين فقط، ما عرضه لخسارة قدرت بـ3.8 مليون دولار.
وهذا المثال يوضح كيف أن شيئا ما يحظى بشعبية كبيرة مثل فيلم "حرب النجوم" يستطيع ضمان نجاح البضائع الخاصة بالعمل الترفيهي، ما يعني أنه لا يمكن للمنتجين الاعتماد على البضائع فقط.