فيما أفاد الدفاع المدني الفلسطيني بأنه أخرج في الأيام الثلاثة الأخيرة نحو 200 جثة لأشخاص قتلتهم القوات الإسرائيلية ودفنتهم في مقابر جماعية في مجمع مستشفى ناصر الطبي في مدينة خان يونس بقطاع غزة.
قال مفوض حقوق الإنسان إنه يخشى المزيد من الجرائم البشعة حال اجتياح رفح.
وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، أمس، إنه «يشعر بالذعر» من تدمير مستشفيي ناصر والشفاء في قطاع غزة والتقارير عن وجود مقابر جماعية هناك.
كما ندد تورك، في كلمة أمام الأمم المتحدة ألقاها متحدث بالنيابة عنه، بالضربات الإسرائيلية على غزة في الأيام القليلة الماضية، التي قال إن معظم قتلاها من النساء والأطفال، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.
و أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، أمس، ارتفاع حصيلة القصف الإسرائيلي إلى 34 ألفاً و183 قتيلاً و77 ألفاً و143 مصاباً منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وقالت الوزارة، في منشور على حسابها بموقع «فيسبوك» اليوم، إن «الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 3 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 32 شهيداً و59 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية».
وأضافت أنه في «اليوم الـ200 للعدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم».
إلى ذلك، قالت وكالة الأنباء الفلسطينية أمس إن شخصاً قتل متأثراً بجروح أصيب بها خلال اقتحام القوات الإسرائيلية مدينة أريحا بالضفة الغربية.
وأضافت أن الرجل القتيل يدعى شادي عيسى جلايطة (44 عاماً) وهو أب لثلاثة أبناء.
كما أصيب شخصان برصاص القوات الإسرائيلية خلال اقتحامها مخيمي عقبة جبر، وعين السلطان جنوب وشمال مدينة أريحا، وقرية الديوك الفوقا، وعدة أحياء في المدينة.
واقتحمت القوات الإسرائيلية المخيمين في نفس التوقيت، وداهمت عدة منازل، بينما اندلعت مواجهات بينها وبين مواطنين.
وعلى صعيد متصل، تصاعدت التوترات في جامعات أمريكية بين الطلاب المتضامنين مع الفلسطينيين على خلفية الحرب الإسرائيلية على غزة، وإدارات المؤسسات الأكاديمية، مع توقيف محتجين ودعوات لحضور الدروس عبر الإنترنت.
والاثنين، نشرت شرطة نيويورك العشرات من عناصرها في حرم جامعة نيويورك لتفريق محتجين مؤيدين للفلسطينيين، وفق ما أفاد مصور لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وتحدثت تقارير صحافية أمريكية عن توقيف عدد من أساتذة الجامعة وطلابها.
وبدأت الاحتجاجات الأسبوع الماضي مع إقامة «مخيم تضامن مع غزة» في حرم جامعة كولومبيا بمدينة نيويورك، قبل أن تتسع لتشمل جامعات أخرى مثل جامعة نيويورك (nyu) ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (mit) ويال وغيرها.
ويطالب المشاركون في الاحتجاجات في جامعة كولومبيا، بقطع الصلات بين المؤسسة المرموقة وإسرائيل على خلفية الحرب المستمرة منذ أكثر من ستة أشهر في قطاع غزة، والأزمة الإنسانية الكارثية التي تسببت بها.
وشكّلت الجامعات ميداناً رئيسياً للنقاش والتحركات على خلفية الحرب، خصوصاً في ظل الدعم السياسي والعسكري من الولايات المتحدة لإسرائيل، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وقوبلت النشاطات الداعمة للفلسطينيين في جامعات عدة، خصوصاً المرموقة منها مثل هارفارد وكولومبيا، بتحذيرات من تنامي التحركات التي تصف نفسها بأنها معادية للسامية، لا سيما وأن العديد من الجامعات الكبرى في البلاد تعتمد بشكل رئيسي على دعم مالي من منظمات ومتمّولين من اليهود.
وأمرت رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق الاثنين بأن تعطى الدروس عبر الإنترنت، بعد اضطرابات شهدها حرم الجامعة، بينما امتدت الاحتجاجات إلى غيرها في الولايات المتحدة.
وفي رسالة مفتوحة إلى أسرة جامعة كولومبيا، أشارت نعمت شفيق إلى ضرورة إعادة إطلاق الدروس.
وقالت: «على مدى الأيام الأخيرة، كانت هناك العديد من الأمثلة على الترهيب والسلوكيات القائمة على المضايقات «في حرمنا».
وأضافت: «اللغة المعادية للسامية، حالها حال أي لغة أخرى تستخدم لإيذاء وتخويف الناس، غير مقبولة وسيتم اتّخاذ إجراءات مناسبة. من أجل خفض التصعيد في مشاعر الضغينة ومنحنا جميعاً فرصة التفكير في الخطوات المقبلة، أعلن أن جميع الدروس ستعطى عبر الإنترنت الاثنين».
وبدأ المتظاهرون حراكهم الاحتجاجي الأسبوع الماضي، داعين الجامعة لفض علاقتها بالشركات المرتبطة بإسرائيل، وإلغاء نشاطات مرتبطة بإسرائيل ومؤسسات أكاديمية إسرائيلية.
وتم توقيف أكثر من مائة منهم بعدما دعت سلطات الجامعة الشرطة للحضور إلى الحرم الجامعي الخاص الخميس، في خطوة يبدو أنها أدت إلى تصعيد التوتر ودفعت عدداً أكبر من الأشخاص للمشاركة في التحرك نهاية الأسبوع.
وقالت ميمي إلياس، وهي طالبة في العمل الاجتماعي تمّ توقيفها سابقاً، لوكالة الصحافة الفرنسية الاثنين «سنبقى في مكاننا إلى أن يتحدثوا إلينا ويستمعوا لمطالبنا».
وتابعت: «لا نريد معاداة السامية أو الإسلاموفوبيا (رهاب الإسلام). نحن هنا من أجل أن يكون الجميع أحراراً».
ورأى أستاذ الدراسات الكلاسيكية في الجامعة جوزيف هاولي أن كولومبيا استخدمت «الوسيلة الخاطئة» من خلال استدعاء الشرطة إلى حرمها، وهو ما ساهم في «جذب عناصر أكثر تطرفاً ليسوا جزءاً من احتجاجات الطلاب».
وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن الاحتجاجات امتدت إلى معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة ميشيغن فيما تم توقيف 47 شخصاً على الأقل خلال تظاهرة في جامعة يال الاثنين.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن أدان الأحد ما وصفه بـ«معاداة السامية»، مؤكداً أنه «لا مكان لها على الإطلاق في حرم الجامعات، ولا في أي مكان آخر في بلادنا».