محمد بن الحسن الوزاني (17 يناير 1910 – 9 سبتمبر 1978) سياسي وصحفي مغربي، أحد رموز الحركة الوطنية المغربية، مؤسس حزب الشورى والاستقلال وجريدة عمل الشعب والحركة القومية المغربية وحزب الدستور الديمقراطي. يعتبر أحد أبرز الزعماء السياسيين في تاريخ المغرب المعاصر.
كان يمثل نقيض الزعيم علال الفاسي من حيث التكوين الثقافي والرؤية السياسية، فالأخير أحد خريجي جامع القرويين، بينما كان الوزاني، ذا خلفية قانونية مشبعة بقيم الثقافة الغربية الفرانكفونية، حيث درس في الجامعات الفرنسية، وأتقن لغة أهلها، وصار يكتب بها في الصحافة. كان الصراع بين الزعيمين حادا ومؤثرا على مسار الحركة الوطنية.
يؤكد المحجوبي أحرضان، الذي عرفه عن كثب خلال سنوات الرصاص، أن محمد بن الحسن الوزاني عانى خلال سنوات الاستقلال أكثر من سنوات الحماية.
وذكر علي يعتة، زعيم ومؤسس الحزب الشيوعي المغربي السابق أن الوزاني هو بلا شك أحد الآباء المؤسسين للنضال الوطني من أجل الاستقلال.
فيما أكد عبد الرحيم بوعبيد، زعيم الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، على أنه يُعتبر زعيم حزب الاستقلال الديمقراطي وأنه كان مرجعا ومعلما ومثالا لزملائه المقاتلين. وأن نزاهته وصلاحه ومواقفه الجريئة وحكمته الراسخة وكذا شخصيته الكاريزمية وفصاحة خطابه جعلت منه تراثًا مشتركًا لجميع المغاربة من جميع الشرائح الاجتماعية، وواحدًا من أبرز القادة في تاريخ المغرب المعاصر.
نشأته
ولد محمد بن الحسن الوزاني يوم 17 يناير عام 1910 في فاس بالمغرب، بعائلة الشرفة الوزاني، من نسل النبي الذي امتد إلى شمال أفريقيا، وخاصة إلى المغرب وغرب الجزائر. كان منذ صغره يواظب على الذهاب إلى المسيد (المدرسة القرآنية) سيدي غيار سقياط الدمناتي بفاس؛ حيث تعلم أساسيات اللغة العربية وحفِظ النصوص الدينية (القرآن والحديث) وكذا أساسيات التاريخ والشعر.
تطور فكره منذ سن مبكرة وأثارته الأحداث التي كان يعرفها المغرب؛ وجود القوات الأجنبية في المغرب التي ما لبثت تتوسع والتي كانت وراء نظام الحماية الذي أنشئ في عام 1912؛ إضافة لفضوله لتعلم اللغة الفرنسية، هذه كلها أسباب دفعته للتسجيل في مدرسة الممطين حيث سيستفيد من تكوين حديث ومتنوع. لم يمنعه هذا من تطوير تدريبه القرآني من خلال الدروس الخصوصية التي يتلقاها من أساتذة بارزين. واتباعه للمسار التعليمي بمتابعة دراسته الابتدائية والثانوية في مدرسة درب الميتر البليدة وكلية مولاي إدريس في فاس عندما كان في سن المراهقة، تمتع محمد بن الحسن الوزاني بتدريس ثنائي اللغة سيكون ثقافة مزدوجة في منزله، كما أنه مرتبط بالتقاليد التي تحولت إلى الحداثة. خلال طفولته، محمد بن الحسن الوزاني هو عاطفي من قراءة الصحف، وقال أنه يشتريها من الملاح (الحي اليهودي) في فاس، والتي تفتح الأبواب أمام الإعلام الدولي، وهذه المرة شهدت أحداثا في الريف والنضال من الأتراك لتحرير بلادهم من النفوذ الأجنبي: هو عاطفي عن أولئك الذين ينظر إليهم على أنهم أبطال: عبد الكريم الخطابي ومصطفى كمال أتاتورك تسمح الصحف له للتأكد من حالة العالم وتغذي فيه العاطفة التي لم تترك له القضايا السياسية والوطنية والدولية. من خلال أساتذه، تعرّف إلى تفكير الإصلاحيين المسلمين الذين انتشرت أفكارهم بشكل خاص في مصر وسوريا.
بعد الانتهاء من دراسته في فاس، التحق بمدرسة جورو الثانوية في الرباط حيث مكث لمدة عامين. الداخلية الفرنسيسكان، الرفاق من الشباب في المقام الأول الأوروبيين من أصول مختلفة، لأن عددا قليلا على مواطنيه لحضور المدرسة الثانوية. وغالبا ما تذهب إلى مكتبة عامة (تأسست في 1924) وعلى اتصال مع المثقفين الشباب الآخرين من الرباط الذين شكلوا أول مجموعة من الشباب الداعمين للعمل مقاومة السيطرة الأجنبية وتجديد المجتمع المغربي. وسيجتمع بعضهم في وقت لاحق لتشكيل المجموعات التي ستشكل لجنة العمل المغربية.
مساره الدراسي
قبل أن ينهي دراسته الثانوية، غادر محمد بن الحسن الوزاني إلى باريس حيث حضر شهادة البكالوريا في ثانوية شارلمانغ. في عام 1927، على الرغم من النصيحة التي قدمها المارشال ليوطي الذي شجع المغاربة الشباب على التدريب الإداري والتقني والأدبي، التحق محمد لمدرسة العلوم السياسية الحرة، التي سيكون أول خريج مغربي يتخرج منها، في كلية فرنسا ومدرسة الصحافة. ومن خلال حضور دورات مدرسة اللغات الشرقية، تتاح له الفرصة للتعرف على طلاب وطالبات شمال أفريقيا من العالم العربي. وعمل على تعميق معرفته بالسياسة الدولية من خلال المشاركة في دورات التاريخ الدبلوماسي والقانون الدولي التي نظمتها مؤسسة كارنيغي للسلام. شارك مع طلاب من شمال أفريقيا، في إنشاء رابطة الطلاب المسلمين في شمال أفريقيا في 27 ديسمبر 1927، حيث كان من أهم المهيمنين مع رفيق له من تونس. وحيث أنه ضمن هذه الجمعية التي يتولى فيها منصب الأمين العام نشأت فكرة المغرب العربي. كان أيضا عضوا في جمعية «نجم شمال إفريقيا» التي أسسها مصالي الحاج بدعم من الحزب الشيوعي الفرنسي. وفي الوقت نفسه، شارك بنشاط في تأسيس جمعية الوحدة العربية، وكان أول رئيس لها هو محمد صلاح الدين، الذي أصبح فيما بعد وزيراً للخارجية في حكومة النحاس في مصر. ضمن هذه الجمعية، كانت القضية الفلسطينية مطروحة للتساؤل باقتراح من الأمير شكيب أرسلان، لتعزيز عقيدة مجددة للشعوب الإسلامية وأيضا لتضامن عربي وأفريقي-آسيوي.
تلقى محمد بن الحسن الوزاني تعليمه الفكري والسياسي، وتمتع بالعديد من العلاقات في الدوائر السياسية والفكرية والصحافة العربية والفرنسية، وعاد إلى المغرب عام 1930. على عكس العديد من الخريجين المغاربة في الجامعات الفرنسية، لم يقم بأي نشاط داخل إدارة الحماية بين الدول، وانخرط دون توقف في العمل العسكري وكذا الصحافة.
مسيرته
محمد بن الحسن الوزاني يحيي جماهيره.
ولد بفاس ودرس بها إلى غاية حلول سنة 1927م، عندما ارتحل إلى فرنسا، حيث سيحصل على شهادة الباكالوريا، ويلتحق بالمدرسة الحرة للعلوم السياسية، ويصبح أول مغربي يحصل على الإجازة في هذه العلوم. كما درس الصحافة والتاريخ. في ثلاثينيات القرن العشرين وتوجه إلى جنيف عند شكيب أرسلان، حيث أصبح عضوا في هيئة تحرير مجلة «الأمة العربية» وأسس بعدها جريدة عمل الشعب في أغسطس 1933م، وكانت صحيفة مغربية ناطقة بالفرنسية. بعد إنهائه الدراسة العليا بباريس، عاد إلى المغرب