الثول فى دين الله
الثول فى دين الله
الكلمة ليست مذكورة فى كتاب الله وقد اختلف اللغويون فى معناها فالبعض قال أنه مرض يشبه الجنون والبعض الأخر قال أنه جنون الحيوان
كما اختلفوا فيما يصيب الحيوان فبعضهم قال :
استرخاء عضلات الحيوان وهو الشاة
والبعض الأخر قال :
التواء العنق
السقوط نتيجة شىء يظهر فى الظهر والرأس
وبعضهم تكلم عما يفعله الحيوان المصاب حيث قال :
مخالفة بقية الحيوان فى السير حيث تترك القطيع وتسير وحدها
ففى القاموس المحيط للفيروز آبادى ج3ص344قال الكاتب :
"الثّول اسْترْخاءٌ في أعْضاء الشّاء خاصّةً، أوْ كالْجنون يصيبها فلا تتْبع الْغنم وتسْتدير في مرْتعها."
وقال ابن منظور فى لسان العرب ج ١١ص ٩٥:
"هو داءٌ يأْخذ الْغنم كالْجنون يلْتوي معه عنقها، وقيل هو داءٌ يأْخذ في ظهورها ورءوسها فتخرّ منْه"
وهذا الاختلاف يبين لنا أن اللغويين لا يعلمون شيئا حقيقة عن المرض وقد أخذ أهل الفقه عنهم المعنى حيث عرفها الفقيه الرملى كما حكى كتاب الجمل على شرح المنهج 5 / 253حيث قال :
" الثّوْلاء هي الْمجْنونة الّتي تسْتدْبر الرّعْي ولا ترْعى إلاّ الْقليل، وذلك يورث الْهزال"
وقد حكوا عن مرض يصيب الإبل يشبه الثول وهو :
الهيام
وقد اختلفوا فيه كما ذكر كتاب نهاية المحتاج 8 / 128
"أنّه داءٌ يصيب الإْبل منْ ماءٍ تشْربه مسْتنْقعًا، أوْ هو عطشٌ شديدٌ لا ترْتوي معه بالْماء، فتهيم في الأْرْض ولا ترْعى. والْواحد هيْمان، والأْنْثى هيْمى
والصّلة بيْن الْهيْماء والثّوْلاء أنّ كلًّا منْهما مصابةٌ بآفةٍ تمْنعها من السّوْم والرّعْي "
وهذه الأمراض التى تصيب الحيوان كالشياه والإبل تذكر بالمرض الذى أسموه:
جنون البقر وذكروا فى تعريفه فى الموسوعة الحرة:
"هو مرض اعتلال دماغي قاتل يُصيب البقر، ويؤدي إلى انكماش الدماغ والنخاع الشوكي. ويتميز المرض بطول فترة الحضانة، والتي تصل بين 2.5 سنة إلى 8 سنوات، وتؤثر عادةً على الأبقار البالغة التي وصل عُمرها بين 4-5 سنوات، وجميع سلالات البقر مُعرضة للمرض دون استثناء. يتسبب بمرض جنون البقر تجمع بروتين البريون. وهو يدمر أجزاء من المخ حتى يصير مليئاً بالفراغات كالإسفنج أو كالغربال."
بالطبع لا يمكن إطلاق اسم الجنون على الحيوانات فالجنون هو :
مرض نفسى أو بتعبيرهم :
مرض عقلى وهو تعبير خاطىء لأن المجنون ليس لديه عقل يقيد بها نفسه كما يقيد كل عاقل نفسه بالقوانين
وهذه الأمراض التى تدفع الحيوان إلى سلوكيات شاذة هى :
أمراض جسدية مؤلمة لها أعراض مختلفة بعضها يدفعها للارتجاف أو يدفعها إلى النطخ أو يدفعها إلى عدم الشرب أو عدم الأكل
ويتم تفسير مخالفة القطيع بالسير فى اتجاه مخالف بتفسير معقول مثل :
اصابة الحيوان بالعمى أو ضعف النظر ومن ثم هو لا يرى الطريق كما لا يرى العشب
وأما عدم الشرب فيعزى لنفس السبب وهو اصابة النظر بخلل لا يرى معه الحيوان الماء
ونعود إلى ما قاله أهل الفقه فى هذا الموضوع وهو :
أن الشاة أو الناقة أو الجمل المصاب بالمرض لا يجزى فى الأضحية عندهم بعضهم وعند البعض يجزى حيث قالت الموسوعة الفقهية فى مادة ثول :
"3 - يرى الشّافعيّة والْمالكيّة على الْمذْهب عدم إجْزاء الثّوْلاء في الأْضْحيّة، إلاّ أنّ الْمالكيّة خصّوا عدم الإْجْزاء بالشّاة دائمة الْجنون الّتي فقدت التّمْييز بحيْث لا تهْتدي لما ينْفعها ولا تجانب ما يضرّها، أمّا الْجنون غيْر الدّائم فلا يضرّ عنْدهمْ
وذهب الْحنفيّة وابْن عبْد الْبرّ من الْمالكيّة إلى جواز التّضْحية بالثّوْلاء، إلاّ أنّ الْحنفيّة قيّدوا جواز التّضْحية بها بما إذا كانتْ تعْتلف، أمّا إذا كان الثّول يمْنعها من الرّعْي والاعْتلاف فلا تجوز؛ لأنّه يفْضي إلى هلاكها فكان عيْبًا فاحشًا.
كما قيّد ابْن عبْد الْبرّ جواز التّضْحية بالثّوْلاء بكوْنها سمينةً ولمْ نر نصًّا في ذلك للْحنابلة."
بالطبع الحيوان المصاب ليس مجنونا بالفعل وإنما هو مصاب بمرض يدفعه إلى سلوكيات تبدو غريبة لنا ولكنها سلوكيات ناتجة من إصابات فى النظر أو فى غيره من الأعضاء
ومن ثم على أهل الطب البيطرى البحث عن علاجات لتلك الأمراض وطبيا فى أيام جنون البقر تم تحريم الأكل من لحوم الأبقار المصابة حيث أصيب بالمرض حوالى عشرة أشخاص بالمرض الذى أسموه مرض:
كروتز فيلد جاكوب
وقد أصيبوا بارتجافات وتشنجات أدت إلى وفاتهم نتيجة تدمر الجهاز العصبى
وبالبحث الطبى وجد أن من أصيبوا أصيبوا إما من تناول لحوم البقر المصاب وإما من العمل فى مزارع مصابة أبقارها بالمرض
ومن ثم يجب عدم التضحية أو عدم تناول لحوم أى حيوانات مريضة بأمراض غير معروفة
ومن كلام اللغويين والفقهاء يبدو الثول مشابه لما أسموه بالغلط :
جنون البقر
والتشابه هو فى التشنجات واسترخاء العضلات
بالاضافة لما أسموه غرائب فعل الحيوانات حيث يتم تدمير حواس النظر والسمع
ومن ثم يجب منع ذبح أى أنعام مريضة واتخاذ أسباب الوقاية ممن يعملون فى مكان فيه حيوان مصاب فيجب التالى :
عزل الحيوان المصاب وحده
الكشف الطبى على المتعاملين مع الحيوان
ويحرم تقديم تلك الحيوانات كأضاحى أو ذبائح عادية
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|