أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن موسكو مستعدة للاتفاق مع جميع مشاركي النزاع في أوكرانيا على الحلول المقبولة، لكنهم يرفضون ذلك.
وأكد بوتين خلال مقابلة خاصة لبرنامج «موسكو الكرملين بوتين» على قناة «روسيا 1» على أن بلاده تتصرف بشكل صحيح ولمصلحة شعبها، واعتبر بوتين أن موسكو تحمي مصالحها الوطنية ومصالح الشعب ولا يوجد خيار آخر لديها.
إلى ذلك وجه الرئيس بوتين بتنفيذ طلبات الجيش الروسي للعام المقبل، مشددًا على ضرورة تسليم وتوريد الأسلحة والمعدات العسكرية الخاصة بالكامل، كما هو معمول به في السنوات السابقة.
وقال الرئيس الروسي أمس: إنه متأكد «100%» من أن الجيش الروسي «سيدمر» نظام الدفاع الجوي باتريوت الذي ستزود الولايات المتحدة أوكرانيا به، فيما ردت الرئاسة الأوكرانية على تصريح بوتين قائلة: إن روسيا لا تريد المفاوضات وتتنصل من مسؤولياتها.
وردًا على سؤال لصحافي من قناة روسيا-1 التلفزيونية خلال مقابلة تم بث مقطع قصير منها على التلفزيون العام، أجاب بوتين: بالطبع، سندمرها بالتأكيد 100%!.
وكانت واشنطن قد أعلنت خلال زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأسبوع الماضي رزمة جديدة من المساعدة العسكرية تشمل خصوصًا منظومة باتريوت للدفاع الجوي.
في المقابل قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في رسالة تحدٍّ: إن الأوكرانيين سيصنعون بأنفسهم معجزة عيد الميلاد هذا العام بإظهار عدم خضوعهم، على الرغم من الهجمات الروسية التي أغرقت الملايين في الظلام.
وأضاف زيلينسكي في حديث جاء مع مرور عشرة أشهر على بدء الروس حرباً أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد الملايين: إنه في حين تأتي الحرية بثمن باهظ، فإن العبودية تكلف أكثر، وأضاف: «لقد تحملنا في بداية الحرب، صمدنا أمام الهجمات والتهديدات والابتزاز النووي والترهيب والضربات الصاروخية.. سوف نتحمل هذا الشتاء لأننا نعرف ما الذي نقاتل من أجله»، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.
وألحقت هجمات روسية بالصواريخ والطائرات المسيرة منذ أكتوبر، أضراراً جسيمة بنظام توليد الطاقة، ما يتسبب من وقت لآخر في ترك مدن رئيسية من دون مياه أو تدفئة، وأدلى زيلينسكي بتصريحاته في خطاب مصور وجهه إلى الأوكرانيين الذين يحتفلون بعيد الميلاد في ديسمبر، ومعظم الأوكرانيين مسيحيون أرثوذكس ويحتفلون بهذه المناسبة في أوائل يناير.
وقال زيلينسكي: «حتى في الظلام الدامس، سيجد بعضنا بعضاً ويعانق بعضنا بعضاً بقوة.. وإذا لم تكن هناك تدفئة، فسوف نحتضن بعضنا لفترة طويلة»، وتابع: «سنبتسم ونكون سعداء، كما هو الحال دائماً.. هناك فرق واحد هو أننا لن ننتظر حدوث معجزة، لأننا سنصنعها بأنفسنا».
من جانبه قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف: إن الجيش الروسي أحرز تقدمًا في مسألة نزع السلاح من نظام كييف، مضيفًا: إن هناك تقدمًا كبيرًا على طريق نزع سلاح أوكرانيا، ويمكن اعتبار الحد من الإمكانات العسكرية لأوكرانيا قد تحقق.
تقارير روسية: زيلينسكي يعود خالي الوفاض إلى أوكرانيا
تري موسكو أن الرئيس الأوكراني عاد من واشنطن دون تحقيق أدنى توقعاته من أول زيارة له منذ بدء العملية العسكرية الروسية، حيث رفضت الإدارة الأمريكية تحقيق مطالبه في دعم عسكري كبير لقواته.
وتقول التقارير الروسية: إن زيلينسكي واجه تحفظات أمريكية حول طلباته من السلاح، رغبة منه في زيادة التصعيد، لكنه تفاجأ برغبة البيت الأبيض في الحديث عن الدبلوماسية والحلول السياسية، كما أفادت وسائل إعلام أمريكية.
وذكرت مصادر أن إدارة بايدن تباحثت حول إستراتيجيات الخروج من المأزق في أوكرانيا عبر عدة مسارات، جميعها تتلخص في الجلوس على طاولة المفاوضات مع روسيا، وطرح رؤيتهم على موسكو.
تأهب أوكراني لغارات روسية متوقعة
تم إعلان حالة تأهب جوي في جميع أنحاء أوكرانيا تحسباً لغارات روسية، فيما أفادت وزارة الدفاع الروسية بإحباط محاولات هجومية أوكرانية على عدة محاور واستهداف وحدات عسكرية، أسفرت عن تصفية أكثر من 220 بين قتيل وجريح من مرتزقة وجنود أوكرانيين، بحسب ما نقل الإعلام الروسي عن الوزارة.
وفيما أعلنت سلطات لوغانسك الموالية لروسيا أن أوكرانيا نقلت المزيد من القوات لمحور سفاتوفو الإستراتيجي، أعلنت سلطات زابوريجيا الموالية لروسيا إنشاء خط دفاعي جديد لمواجهة أي تقدم أوكراني، مؤكدة أن بناء الهياكل الدفاعية بالخطوط الأمامية على وشك الانتهاء.