بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد (2)
قال إن لإبليس شيطانًا يقال له المتقاضي، يتقاضى من ابن آدم بعد عشرين سنة ليخبر بعملٍ قد عمله سرًّا ليظهره، فيربح عليه ما بين السر والعلانية.
قال له رجل: إني صليت صلاةً، فوجدت لها لذة، فقال: أي شيء لذَّ لك منها؟ قلت: لم يرني أحد، قال: أنت ضعيف حين خطر الناس على قلبك في الخلاء.
فائدة:
قال الكرابيسي: مثل الذين يذكرون أحمد بن حنبل مثل قومٍ يجيئون إلى أبي قبيس يريدون أن يهدموه بنعالهم.
وقال يحيى بن الجلا: رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- يعني في المنام - وأشار إلى ابن أبي دؤاد، فقال: ﴿ فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْماً لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ ﴾ [الأنعام: 89]، وأشار إلى أحمد بن حنبل؛ ا .هـ[1].
فائدة:
قال عبدالرحمن بن مهدي لفتى يتكلم في صفات الرب - تبارك وتعالى - ويشبه، رويدك حتى نتكلم أولاً في صفة المخلوق، فإن عجزنا عن صفة المخلوف، فنحن عن صفة الخالق أعجز، ثم ساق الحديث عن ابن عباس في قوله تعالى: ﴿ لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى ﴾ [لنجم: 18]، قال: رأى جبريل له ست مائة جناح، فبقي الغلام ينظر، فقال عبدالرحمن بن مهدي: يا بني، إني أهون عليك المسألة، وأضع عنك خمس مائة وسبع وتسعين جناح، صف لي خلقًا بثلاثة أجنحة، ركب الجناح الثالث منه موضعًا غير الموضعين الذين ركَّبهما الله - عز وجل - حتى أعلم، فقال: يا أبا سعيد، قد عجزنا والله عن صفة المخلوق، ونحن عن صفة الخالق أعجز، فأشهدك أني قد رجعت عن ذلك، وأستغفر الله تعالى؛ ا. هـ[2].
قيل لعبدالرحمن بن مهدي: إن فلانًا صنَّف كتابًا في السنة ردًّا على فلان، فقال عبدالرحمن ردًّا بكتاب الله وسنة نبيِّه - صلى الله عليه وسلم؟ قيل بكلام، قال: ردَّ باطلاً بباطل.
وقال عبدالرحمن بن مهدي: كنت أجلس يوم الجمعة في مسجد الجامع، فيجلس إليّ الناس، فإذا كانوا كثيرًا فرِحت، وإذا قلوا حزِنت، فسألت بشر بن منصور، فقال: هذا مجلس سوء لا تَعُد إليه، قال: فما عدتُ إليه؛ ا.هـ[3].
وكان يقول وذكر عنده المحدثون: لهذا الأمر قوم، العلم كثير، والعلماء قليل.
ويقول: ما يغبط اليوم إلا مؤمن في قبره.
ويقول في موت الفجأة: تخفيف على المؤمن، وأسف على الكافر، وساق السند إلى عبدالله.
وعن أبي عمار - مولى بني هاشم - قال: سألت أبا هريرة عن القدر؟ فقال: اكتفِ منه بآخر سورة الفتح: ﴿ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ.. ﴾ [الفتح: 29]، إلى آخر السورة، قال عبدالرحمن بن مهدي: يعني نَعتهم قبل أن يخلقهم؛ ا. هـ[4].
وحدث بالسند عن الحسن عن قيس بن عبادة، قال: كان أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- يكرهون الصوت عند ثلاث: عند القتال، وعند الجنائز، وعند الذكر.
وحدث بالسند إلى عثمان أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: من قال إذا أصبح: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات، لم يفجأه بلاءٌ حتى يمسي، وإذا قالها حين يمسي، فمثل ذلك.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|