بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد (7)
فائدة:
كان الجنيد يقول: الورع في الكلام أشد منه في الاكتساب. وكان يقول: لا تسكن إلى نفسك وإن دامت طاعتها لك في طاعة ربك.
وسئل عن الدنيا ماهي؟ قال ما دنى من القلب وشغل عن الله. اهـ[1].
فائدة:
أبو جعفر بن الفرجي:
رأى رجلاً يضرب ثم رد إلى السجن، والناس يتعجبون من صبره على الجلد؛ فجئت إليه. فقلت: مسالة؟ قال: ما مسألتك؟ قلت: أسهل ما يكون الضرب عليكم أي وقتٍ؟ قال: إذا كان من ضُربنا له يرانا. قال: فصحت ولم أملك السكوت.
فائدة:
أبو عبدالله البخاري:
قال محمد البلخي: سمعت أبي يقول: ذهبت عينا محمد بن إسماعيل في صغره؛ فرأت والدته في المنام إبراهيم الخليل عليه السلام فقال: يا هذه! قد رد الله على ابنك بصره؛ لكثرة بكائكِ أو لكثرة دعائك؛ فأصبحنا وقد رد الله عليه بصره.
فائدة:
سعيد بن حامد:
قلت لأبي عبد الله كيف كان بدء أمرك؟ قال: ألهمت حفظ الحديث وأنا في الكتاب. قلت كم كان سنك؟ قال: عشر سنين أو أقل.
وقال قبل موته بشهر: كتبت عن ألف وثمانين رجلاً ليس فيهم إلا صاحب حديث، كانوا يقولون: الإيمان قول وعمل يزيد وينقص.
وقال حججت ورجع أخي بأمي وتخلفت في طلب الحديث، فلما طعنت في ثماني عشرة؛ جعلت أصنف قضايا الصحابة والتابعين وأقاويلهم.
وقال رحمه الله: ما وضعت في كتابي - الصحيح - حديثًا إلا اغتسلت قبل ذلك وصليت ركعتين.
فائدة:
محمد بن يوسف:
سمعت النجم بن الفضيل يقول: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في النوم، كأنه يمشي، ومحمد بن إسماعيل يمشي خلفه، فكلما رفع النبي - صلى الله عليه وسلم - قدمه، وضع محمد بن إسماعيل قدمه في المكان الذي رفع النبي - صلى الله عليه وسلم - قدمه.
وسمعت إبراهيم الخواص يقول: رأيت أبا زرعة كالصبي بين يدي محمد بن إسماعيل يسأله عن علل الحديث.
وقال محمد بن أبي حاتم الوراق: سمعت حاشد بن إسماعيل وآخر يقولان: كان أبو عبد الله البخاري يختلف معنا إلى مشايخ البصرة وهو غلام، فلا يكتب، حتى أتى على ذلك أيام، فكنا نقول له: إنك تختلف معنا ولا تكتب، فما تصنع؟ فقال لنا يومًا بعد ستة عشر يوما: إنكما قد أكثرتما علي وألححتما، فاعرضا علي ما كتبتما.
فأخرجنا إليه ما كان عندنا، فزاد على خمسة عشر ألف حديث، فقرأها كلها عن ظهر قلب، حتى جعلنا نحكم كتبنا من حفظه.
ثم قال: أترون أني أختلف هدرًا، وأضيع أيامي؟! فعرفنا أنه لا يتقدمه أحد.
قال: وسمعتهما يقولان: كان أهل المعرفة من البصريين يعدون خلفه في طلب الحديث وهو شاب حتى يغلبوه على نفسه، ويجلسوه في بعض الطريق، فيجتمع عليه ألوف، أكثرهم ممن يكتب عنه.
وكان شابًا لم يخرج وجهه.
وقال أبو أحمد عبدالله بن عدي الحافظ: سمعت عدة مشايخ يحكون أن محمد بن إسماعيل البخاري قدم بغداد، فسمع به أصحاب الحديث، فاجتمعوا وعمدوا إلى مئة حديث، فقلبوا متونها وأسانيدها، وجعلوا متن هذا لإسناد هذا، وإسناد هذا لمتن هذا، ودفعوا إلى كل واحد عشرة أحاديث ليلقوها على البخاري في المجلس، فاجتمع الناس، وانتدب أحدهم، فسأل البخاري عن حديث من عشرته، فقال: لا أعرفه.
وسأله عن آخر، فقال: لا أعرفه. وكذلك حتى فرغ من عشرته.
فكان الفقهاء يلتفت بعضهم إلى بعض، ويقولون: الرجل فهم.
ومن كان لا يدري قضى على البخاري بالعجز، ثم انتدب آخر، ففعل كما فعل الأول. والبخاري يقول: لا أعرفه. ثم الثالث وإلى تمام العشرة أنفس، وهو لا يزيدهم على: لا أعرفه. فلما علم أنهم قد فرغوا، التفت إلى الأول منهم، فقال: أما حديثك الأول فكذا، والثاني كذا، والثالث كذا إلى العشرة، فرد كل متن إلى إسناده. وفعل بالآخرين مثل ذلك. فأقر له الناس بالحفظ.
وكان رحمه الله يقول: أحفظ مئة ألف حديث صحيح، ومئتي ألف غير صحيح.
وكان رحمه الله يختم في رمضان كل يومٍ ختمة، ويقوم بعد التراويح كل ثلاث ليال بختمة.
ويقول: أرجوا أن ألقى الله، ولا يحاسبني أني اغتبت أحدًا.
ويقول: ما اغتبت أحدًا قط منذ علمت أن الغيبة تضر أهلها.
وعن الفربري: قال رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في النوم فقال لي: أين تريد فقلت أريد محمد بن إسماعيل البخاري. فقال: أقرئه مني السلام[2].
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|