سالم الشيخي (ولد 1384 هـ / 1964 م) هو وزير الأوقاف الليبي السابق بالمكتب التنفيذي للمجلس الوطني الانتقالي وداعية وفقيه وخطيب مسجد ديدسبري سابقاً. ولد ونشأ في البيضاء لكنه لم يكمل دراسته الجامعية في ليبيا حيث أعتُقل بسبب انتمائه السياسي وامضى سنتان في السجن،
بعد خروجه من السجن ارتحل ودرس العلوم الدينية في عدة أقطار عربية وانتقل إلى إنجلترا في منتصف التسعينيات واحتل موقعًا متميزًا في النشاط الاجتماعي والسياسي للجالية العربية في مانشستر. عاد إلى ليبيا في فترة الحرب الأهلية الليبية وعُين وزيراً للأوقاف الإسلامية.
سيرة
هو سالم عبد السلام عبد الله حسن الشيخي، وينسب الشيخي نفسه إلى عبد السلام الأسمر الفيتوري، والذي يرجع نسبه إلى الحسن بن علي بن أبي طالب. ولد بمدينة البيضاء وأنهى فيها دراسته الابتداية والإعدادية والثانوية. في الأولى والثانية من مرحلته الإعدادية بدأ ينشغل بالانتماء إلى الطريقة الصوفية العروسية ثم وفي الصف الثالث الإعدادي كان يعتكف على كتاب من أمثال مصطفى محمود وغيرهم. في مرحلة الثانية انتمى لجماعة الدعوة والتبليغ في البيضاء.
ثم انتقل بعد ذلك إلى مدينة بنغازي للدراسة في كلية الهندسة الصناعية بجامعة قاريونس إلى أن اعتقل في عام 1986م ولم يبقَ من دراسته سوى فصل واحد وبحث التخرج. مع أنه لم يتخرج في الهندسة فإنه يقول أن دراسته لهذا العلم (و تحديدًا علم بحوث العمليات) قد أثرت في فكره ومنهجيته.
أمضى سنتين في سجن أبو سليم من عام 1986م إلى عام 1988م وكانت تُهمته هي الانتماء فكريًا وعقديًا إلى جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا.
خلال فترة اعتقاله حفظ القرآن وقرأ كتبًا في أصول الفقه واللغة العربية. كان دخول المصاحف مسموحًا به في السجن ولكن اضطر إلى تهريب بعض الكتب. كان لدى السجناء فرصة ليخرجوا من غرفهم لمدة ثلاث ساعات يوميًا ولكن الشيخي كان يفضل في بعض الأحيان البقاء داخلاً للمطالعة. في السجن قرأ عدة تفاسير منها تفسير ابن كثير والبيضاوي ولخّص كتبًا منها إحياء علوم الدين مع الاستفادة بتعليقات العراقي.ذهب بعدها إلى السعودية وتخرج من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة (الإجازة العالية) ومن شيوخه في المدينة علي آل سنان وعطية محمد سالم ومحمد المختار بن محمد الأمين الشنقيطي ومحمد عوض الدمشقي. تزوج الشيخي من المغرب خلال فترة بقائه بالمدينة، ولديه من الأبناء عائشة وعبد الله وآمنة ومحمد وميمونة. بعد المدينة بدأ الدراسة في جامعة أم القرى وأكمل بعض الدراسات مثل علم المنطق، فدرسته على الشيخ الكاندهلوي.
لكن بسبب بعض الاجراءات اضطر أن يترك السعودية وتوجه إلى السودان.
في السودان حصل على الدبلوم في الفقه المقارن من كلية الشريعة بجامعة ام درمان. بعد السودان رحل إلى المغرب وقضى فيها ثمانية أشهر ومن مشايخه في المغرب محمد الجردي الطنجي ومحمد الزناتي. عاد إلى السودان في أكتوبر 2011 بعد نجاح الثورة الليبية وناقش اطروحة لنيل درجة الماجستير ونالها بنجاح وكان عنوانها التفريق للشقاق بين الزوجين وتطبيقات مجالس الشريعة في بريطاني