سَادت بالآونه الأخيره وشَاعت في وسائط ومجالات عديدة ظاهرة ارتداء الأقنعة
واختباء الوجوه الحقيقيه خلفها،هذهِ الوُجوه التي تَتلون وتُصبَغ بِلّون ماتقتضيه
المصلحة وماتَتطلبه المَرحلة منها هي بالواقع أصبحت تُمثل ظاهرة تُشير إلى أبعاد
النُفوس المريضة ولاتقتصر على شخوص فحسب بل تشمل أحياناً دول وأنظمة
تتخبئ خلف أقنعه مُتعدده ،كُل قناع يؤدي دَوره بمَرحلةٍ ماوتختبئ من خلفه اوجه
ذَميمه وتتَستر عقول نّتنه وقُلوب مَريضة.
ما هي أسباب ظاهرة ارتداء الأقنعة؟
هذه الظاهره لها اسباب عديده من اهمها شعور الفرد منهم بالفشل مما يؤدي
الى فقدان الثقه بالنفس وبالتالي ينتهي بهِ الحال الى انتقاء وجهاً آخر يتَلبس
ويتخفى بهِ ويظهر بلِباسٍ جديد وبطريقه تفكير مُغايره وهيئه مختلفه تماماً عن
سابقتها.
واقعاً هذا الفرد وفي كل مرحله يقوم بالتستر خلف قناع و شخصيهً ما اشبه بعمليه
الانسلاخ والتَجدد الذي يحدث لبعض الكائنات ولكن الفرق هنا هي ليست بعمليه
انسلاخ طبيعيه وفطريه بل هي عمليه مصطنعه ذات اهداف وغايات شخصيه.
محاولهً منهُ لتَقديم نفسهِ بهَيئه اكثر قبوليه وبالتزامن مع ذلك يقوم بالتبرئ من
تَصرفاته السابقه بل يَصل بهِ الحَال الى إنكارها وهو بيومٍ ماكان مُقتنع بها تماماً
ويُدافع بِقوه عن آرائهِ ومُتبنياته التي كان يُروج لها بالامس القريب ،لكن اليوم
أَقتضت المصلحه ان يُغير من الخطاب واللهجه ويَستبدل افكاره ويتَخلى عن
مُتبنياته السَابقه وينسَلخ عن جلدتهِ ويتبرئ من ملتهِ.
تبدّل الأوجه
اذن هُنا لَعِبت المَصالح الفِئويه والفَرديه دوراً مهماً وشكلت سبباً رئيسياً في تَبدل
الاوجُه.أن مُعظم الخَراب الذي سَاد اوطاننا وتسلل الى مُجتمعاتنا هو من صَنيعه
ونِتاج هذه الظاهره ، حيث انها مَبنيه على دراسات وتحليلات عمييقه ولها ابعاد
واهداف كبيره ،ولا تقف عند حدود تلبيه المصلحه وقضائها فحسب بل ابعادها هي
” التدمير “
لان التدمير يبدأ بفرد وينتهي بمُجتمع بأكملهِ ،عبر تعّود أفرادهِ على تَغيير
قناعاتهم ومُسايرة الاهواء المُناقضة لافكارهم والسَير بطريق مُعاكس لاتجاه
مُتبنياتهم السابقه ،هذهِ الظاهره لو استمرت وتكررت بمواقع مختلفه سوف تؤدي
مستقبلاً الى نشوب صِراعاتلان الشخص الذي يَتبنى وجوهً عَديده ويُغير من افكاره
وأرائه في مراحل زمنيه قَصيره هو شخص مُهيئ ذهنياً ونفسياً للصِدامات على
مدى الازمان.
الصراعات التي يعيشها الشخص المتعدد الوجوه
لعدة اسباب اهمها هو ذاتهُ يعيش حاله من الصِراع الفكري وفوضى ذهنيه تَجعله
غير قادر على تَمييز الخطأ من الصواب والدليل عدم قدرته على السير بمنهاج
وخُطى ثابته وغير متذبذبه ، وتعثر وارتباك بأختيار الطريق والوجهه المُناسبه بل
الاخطر من ذلك نَراهُم ينُاقضون أنفسهم و مُقتنعين تماماً بطروحاتهم المتلونه
والغير مُستقره ،هذه الفئه يكون من السَهل التحكم بها وزرع اي فكره او مَشروعٍ
ما في عُقولهم ، وهنا تكمن الخطورة حيث من السهل إستغلالهم وزَجِهم في
صِراعاتً اكبر تحت مُسميات وتَوجهاتٍ مُختلفه