هل اقتصرت المدارس في الإسلام على العلوم الشرعية فقط
لا، لم تقتصر المدارس بالحضارة الإسلامية على العلوم الشرعية فقط وإنما تعددت المدارس لتُغطي جميع التنوعات والاهتمامات الفكرية لطالبي العلم.
وصنفت المدارس وفقًا للتخصصات المُتاحة حينها إلى مدارس:
الفقه.
القرءان.
الحديث.
الطب.
أولًا، مدارس الفقه: وهي مدارس اهتمت بتدريس العلم التشريعي، وانقسمت فيما بينها إلى مدارس:
أحادية، تُدرس مذهب واحد مثل مذهب الإمام أبي حنيفة مثلًا.
ثنائية، تُدرس مذهبين من الأئمة مثل تدارس المذهب الشافعي والمذهب الحنبلي بالمدرسة الشهابية بالمدينة
ثلاثية، ويُدرس بها مذاهب ثلاثة أئمة مثل تدارس المذهب المالكي والحنفي والحنبلي بالمدرسة الفخرية بدمشق والتي بُنيت عام 821 هجريًا.
رباعية، وبها تُدرس المذاهب الأربعة الفقهية المالكية والحنفية والشافعية والحنبلية مثل المدرسة المستنصرية ببغداد.
ثانيًا، مدارس القرءان: كان القرءان يُدرس في المساجد منذ بدأ الوحي، وتوافد المسلمون لتدارس القرءان وحفظه بالمساجد حتى القرن الرابع الهجري.
فمنذ القرن الرابع عشر بدأت الدولة في انشاء دُور علم منفصلة عن المساجد لتدارس القرءان مثل دار الرشائية التي أنشأها المقرئ رشأ بن نظيف الدمشقي بدمشق.
ثالثًا، مدارس الحديث: وتُعرف باسم دور الحديث، وكانت مدارس الحديث دارًا لدراسة علوم القرءان والحديث معًا، أو الحديث فقط، ولكنها على كل حال مُنفصلة تمامًا عن المدارس الفقهية.
رابعًا، مدارس الطب: كان الطب يُدرس بالمساجد مثله مثل العلوم الشرعية حتى تم نقلها إلى البيمارستانات بالعهد الأموي تحت حكم الوليد بن عبد الملك عام 88 هجريًا، واشتملت البيمارستانات على:
جميع الأطباء، حيث صارت البيماستانات مركز العلوم الطبية.
العقاقير والألات الطبية بدار الضيافة المُقامة بها.
مدرسة لتعليم الطب، وبها يمكن الانتقال بين التطبيق العلمي والنظري بسلاسة ويسر.
ومن المدارس الطبية المشهورة بالحضارة الإسلامية:
المدرسة المستنصرية ويدرس للطب والصيدلة.
البيمارستان المنصوري الكبير وجمعت بين العلوم الطبية والشرعية في آن واحد.
وقد ساعد التعداد المدرسي بالحضارة الإسلامية على:
تغطية جميع الفروع العلمية من الفقه والحديث والقرءان والطب.
تعمق طالب العلم بالعلم الذي يرغب به فلا يشغل باله بغيره فكما أوضحنا سابقًا، فإن المدارس في الحضارة الإسلامية صنفت وفقًا للتخصص المرغوب بدراسته.