صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة الخميس على قرار يدعو إلى سلام «عادل وائم» في أوكرانيا في نص تأمل كييف وحلفاؤها الحصول على أوسع دعم ممكن له، وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا في الجمعية العامة «إنني أناشدكم: هذه لحظة حاسمة لإظهار الدعم والوحدة والتضامن».
وفي اليوم الأول من المناقشات المكرسة لغزو أوكرانيا الذي بدأ في 24 فبراير «لم يكن الخط الفاصل بين الخير والشر واضحًا في التاريخ الحديث كما هو اليوم».
ويؤكد مشروع القرار غير الملزم «الحاجة إلى تحقيق سلام شامل وعادل ودائم في أسرع وقت ممكن في أوكرانيا وفقا لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة».
كما يؤكد من جديد «التمسك» بـ »وحدة وسلامة أراضي أوكرانيا» و »يطالب» بالانسحاب الفوري للقوات الروسية ويدعو إلى «وقف الأعمال العدائية».
وعبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن أمله في هذا السلام إذ انتقد الأربعاء «إهانة ضميرنا الجماعي» المتمثلة في غزو أوكرانيا، وقال: «إن العواقب المحتملة لتصعيد النزاع خطر واضح وقائم حاليًا»، في إشارة خاصة إلى المخاطر النووية.
وفي خطاب مناهض للغرب يذكر بالحرب الباردة، تعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال الأسبوع الجاري بمواصلة هجومه «بشكل منهجي» في أوكرانيا.
وهاجم السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا الأربعاء الغربيين في الجمعية العامة، وقال: «في إطار رغبتهم في إلحاق هزيمة بروسيا بأي طريقة ممكنة، يمكن أن يضحوا ليس بأوكرانيا فقط بل هم مستعدون لإغراق العالم كله في الحرب».
ورد وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل قائلاً: إن هذا النزاع ليس مسألة «الغرب ضد روسيا»، وأوضح أن «هذه الحرب غير الشرعية تهم الجميع: الشمال والجنوب والشرق والغرب».
وحظيت القرارات الثلاثة المتعلقة بالغزو الروسي التي صوتت عليها الجمعية العامة خلال عام على تأييد ما بين 140 و 143 صوتًا مقال خمس دول صوتت بشكل منهجي ضد النصوص (روسيا وبيلاروس وسوريا وكوريا الشمالية وإريتريا) وامتنع أقل من أربعين بلدا آخر عن التصويت.
لكن حجم التأييد للقرار الرابع جاء مختلفًا إلى حد ما (93 صوتًا مقابل 24 ضده و58 امتناعًا عن التصويت)، وينص هذا القرار على تعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان.
من جهتها، حاولت بكين التي امتنعت عن التصويت في الأمم المتحدة على أوكرانيا، الأربعاء أن تلعب دور وسيط بتقديم رؤيتها «لتسوية سياسية» للنزاع، إلى موسكو.
وفي موسكو بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع وزير خارجية الصين وانج يي، الذي يجري زيارة هي الأعلى مستوى لمسؤول صيني إلى موسكو منذ توقيع الجانبين شراكة «بلا حدود» قبل أسابيع من بدء الغزو لأوكرانيا، وبعد اللقاء قال بوتين: إن العلاقات بين البلدين وصلت إلى «آفاق جديدة»، وأعلن عن زيارة مرتقبة لنظيره الصيني شي جينبينج لروسيا.
وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن زيارة مرتقبة لنظيره الصيني شي جينبينج إلى روسيا، مضيفًا بعد استقباله وزير خارجية الصين وانغ يي بالكرملين: إن علاقات البلدين وصلت إلى «آفاق جديدة». ويأتي الإعلان وسط مخاوف أمريكية من أن تقدم بكين دعمًا ماديًا لموسكو في حربها على أوكرانيا، حيث قد يؤدي إرسال الصين أسلحة إلى روسيا لتصعيد محتمل للحرب بين موسكو وكييف لتصبح بين روسيا والصين من جهة وأوكرانيا وحلف شمال الأطلسي (الناتو) الذي تقوده الولايات المتحدة من جهة أخرى.
فرنسا: فاتورة اللاجئين الأوكرانيين تجاوزت 490 مليون يورو
أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية أن استقبال اللاجئين الأوكرانيين في فرنسا كلف نحو 500 مليون يورو لا سيما للإيواء وتقديم المساعدات لنحو مئة ألف منهم على أراضي البلاد، بعد عام على بدء النزاع في أوكرانيا.
ومنذ أن بدأت في 24 فبراير الحرب التي أدت إلى أكبر حركة للاجئين في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، أنفقت فرنسا أكثر من 490 مليون يورو من أجل «خطة استقبال غير مسبوقة»، على حد تعبير وزارة الداخلية.
وقالت الوزارة لوكالة فرانس برس: إن حوالى 220 مليون يورو أنفقت «في إطار المساعدات المخصصة للمستفيدين من الحماية المؤقتة» الممنوحة للأوكرانيين، ونحو 260 مليون يورو «للإيواء» و10,1 ملايين «للإقامة النهارية والنقل».
ويشمل «الإيواء» الذي خصص له نصف المبلغ استضافة النازحين من أوكرانيا في فنادق ومراكز عطلات محددة وأماكن الإقامة الطارئة التي تم تعبئتها -ثلاثون ألفًا في ذروة الأزمة في مارس وأبريل 2022- أو حتى «غرف ملحقة بمنازل» خصصت للاستقبال في كل مكان في فرنسا.
من جهة أخرى، تم إيواء حوالى ثلاثين ألف نازح أوكراني لدى مواطنين.