استمرت الاشتباكات بين المكونين العسكريين في السودان أمس، فيما أعلن محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي، قائد قوات الدعم السريع موافقته على «هدنة لمدة 24 ساعة لضمان المرور الآمن للمدنيين وإجلاء الجرحى» في السودان. وقال رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان، أمس، إن الجيش السوداني سيلتزم بوقف إطلاق النار المقترح من قوى دولية. ونقلت شبكة «سي إن إن» عن البرهان القول إن الجيش «سيلتزم بوقف إطلاق النار.». وأضاف «لم نتفق على وقت البدء، لكننا بالتأكيد سنلتزم بمقترح الآلية الثلاثية بأن تمتد (الهدنة) لمدة 24 ساعة». ونفت القيادة العامة للجيش السوداني في وقت سابق أمس وجود أي تنسيق مع وسطاء دوليين حول هدنة، وقالت في بيان إن إعلان الهدنة من جانب قوات الدعم السريع «يهدف للتغطية على الهزيمة الساحقة التي سيتلقاها خلال ساعات». وجاءت موافقة حميدتي على الهدنة في تغريدة نشرها على موقع تويتر صباح أمس، قال فيها، إن القوات شبه العسكرية تؤكد موافقتها على «هدنة لمدة 24 ساعة لضمان المرور الآمن للمدنيين وإجلاء الجرحى». وأضاف حميدتي أن القوات المسلحة السودانية لم تلتزم بوقف إطلاق النار وقصفت مناطق مكتظة بالسكان من الجو وعرضت أرواح المدنيين للخطر. وقال في سلسلة تغريدات: «ننتظر المزيد من المناقشات مع وزيرالخارجية الأمريكي حول سبل معالجة هذه الانتهاكات». من جهتها، قالت لجنة أطباء السودان المركزية، أمس، إن 144 مدنياً قتلوا منذ بداية الاشتباكات في البلاد. وحذرت في بيان من أنه مع استمرار الاقتتال بين طرفي النزاع «تتزايد معدلات القتلى والإصابات بوتيرة متفاقمة وتنذر بما لا تُحمد عقباه من خسائر فادحة في الأنفس... إضافةً لتعقيد الحياة العامة وصعوبة إجلاء وحصر قتلى ومصابين وعالقين ومحتجزين آخرين». وأضافت: «ما يزيد الأمر سوءاً خروج العديد من المستشفيات والمرافق الصحية عن الخدمة بسبب ضربها بالقذائف، وبسبب انقطاع التيار الكهربائي وشح الإمدادات والمعينات، عطفا على استخدام بعضها كارتكازات». وقالت إن عدد المصابين منذ بدء الاشتباكات المسلحة بلغ 1409 مصابين من المدنيين والعسكريين. إلى ذلك، أعلنت قوات «الدعم السريع»، أمس، سيطرتها الكاملة على مطار الخرطوم ونشرت عبر صفحتها على «فيسبوك» تسجيلاً مصوراً قصيراً يظهر احتراق إحدى الطائرات المدنية، وسط صوت لإطلاق قذائف ونيران. وقالت إنها تخوض معركة لاسترداد «حقوق شعبنا»، مضيفةً: «لقد انطلقت منذ السبت الماضي ثورة جديدة حققت انتصارات متوالية وما زالت مستمرة لبلوغ غاياتها النبيلة وفي مقدمتها تشكيل حكومة مدنية تمضي بنا نحو تحول ديمقراطي حقيقي». بالمقابل أعلن الناطق باسم الجيش السوداني، أنه تم تأمين محيط منطقة القيادة العامة للقوات المسلحة ومحيط مطار الخرطوم، بعد معارك صباح أمس. وقالت قوات «الدعم السريع» السودانية، إن طيران الجيش قصف موقعا يضم أسرى تابعين له، ومصابين من الطرفين ومدنيين يتلقون مساعدات طبية وإنسانية. وقال البيان: «امتدادًا لخروقاتها المستمرة للقانون الدولي والانساني منذ اندلاع المعارك يوم السبت الماضي وجهت قيادة القوات المسلحة الانقلابية ضربة عسكرية بالطيران الحربي قبل قليل للدائرة الطبية لقوات الدعم السريع».dv