غادر الأسطورة دييجو مارادونا نابولي 1991، حاملًا معه أمجادًا وانكسارات، ولكنه على الرغم من مضي أكثر من 3 عقود، لا تستطيع هذه المدينة الفقيرة أن تفرح من غير ذكر ذلك العبقري أو رفع صورته، على غرار ما حدث أمس احتفالا بالدوري الإيطالي.
1984 اتخذ مارادونا قرارًا مفاجئًا بالرحيل من العملاق الأوروبي الكبير برشلونة إلى نادٍ مغمور في جنوب إيطاليا لا يعرفه أحد، لكنه خلال سبعة أعوام صنع منه الأسطورة الأرجنتينية معجزة اعتلت عرش الكرة، وتزعمت القارة العجوز، لذا بات أيقونة فرح نابولي حيًّا وميتًا، حتى وإن حقق، أمس، الدوري لاعبون لم يولدوا عندما كان دييجو يملأ الدنيا صخبًا وجنونًا داخل الملعب وخارجه أيضًا.
مارادونا، الذي بكته المعمورة 2020 عن 60 عامًا، أعظم لاعب في التاريخ من قبل كثيرين، عاش أفضل أيام مسيرته في نابولي، وقاده إلى لقبي الدوري في 1987 و1990، وكأس الاتحاد الأوروبي في 1989.
صور أسطورة الأرجنتين في كل أرجاء المدينة المجنونة بكرة القدم، وعلى جدران أبنيتها وشوارعها بشكل يخيل لك أن نابولي في بلاد الفضة، وليست إيطالية.
يقول ماريو ملك الجداريات: “رسمتُ نحو 15 جدارية لمارادونا، وفي كل منطقة أذهب إليها يجمع السكان التبرعات لشراء الألوان، لكن بمجرد أن رسمت مارادونا وابنته دالما بدأت أتلقى العروض”.
تذوقت نابولي طعم الحياة، أمس، واحتفلت بالدوري، وحضر مارادونا رمزًا كبيرًا في كل مشهد فرائحي، على الرغم من إعلان السلطات عن وفاة شخص متأثرًا بطلق ناري، وإصابة العشرات خلال احتفالات الجماهير باللقب.
وكتب روبرتو سافيانو، مؤلف روايات الجريمة الحقيقية الأكثر مبيعًا، ومشجع النادي، مثنيًا على ما سمّاها “المعجزة”: “فوز نابولي بالدوري ليس مثل لقب الدوري، الذي يفوز به أي فريق آخر”. ولكن يبقى من أجمل ما قيل في دييجو ،قصيدة لمحمود درويش : “لن يجدوا دمًا في عروقه، بل وقود صواريخ”.
طيلة 33 عاما ، خسر السماوي معارك كثيرة ولكنه في النهاية كسب الحرب ومن غير وقود الصواريخ.