تُشير تسمية العصر الإدواردي أو العهد الإدواردي في التاريخ البريطاني إلى عهد الملك إدوارد السابع، الممتد بين الأعوام 1901 و1910، ويُلحَق به أحيانًا بداية الحرب العالمية الأولى. مثّلت وفاة الملكة فيكتوريا في يناير من العام 1901 نهايةَ العصر الفيكتوري. وقبل ذلك كان ابنها وخليفتها إدوارد السابع شخصية بارزةً في النخبة المعاصرة التي اتّبعت أسلوبًا متأثرًا بفنون وأزياء أوروبا القارية. وصف صموئيل هاينز العصر الإدواردي بأنه» زمن رفاهٍ اعتمرت النساء فيه قبعات تصويرية دون أن يكون لهنَ حق التصويت، ولم يتوانى الأثرياء عن استعراض أنماط حياتهم الباذخة في العلن، ولم تغِب الشمس فيه أبدًا عن العلم البريطاني».عاد الليبراليون إلى السلطة في العام 1906 وأجروا إصلاحات الرفاه الجوهرية. في ما دون الطبقة العليا، اتّسم العصر بتحولات أساسية في السياسة في أوساط شرائح من المجتمع كانت فيما سبق مستبعدة عن السلطة بشكل كبير، مثل العمال، والعمالة المنزلية، والبروليتاريا. شرعت النساء في تأدية أدوار أكثر فعالية في السياسة.
يُعتَبر العصر الإدواردي آخر حقبة في التاريخ البريطاني تحمل اسم الملك الحاكم. وهكذا لا يُطلق على عهود الحُكم التالية لكلّ من جورج الخامس وجورج السادس أسماء العصر الجورجي، إذ قد اقتصر ذلك الاسم على حقبة ملوك القرن الثامن عشر. وعلى نفس المنوال، يُشير العصر الإليزابيثي حصراً إلى الملكة إليزابيث الأولى في القرن السادس عشر ولا يشمل عصر الملكة إليزابيث الثانية الحالية.
التصورات
يُجسَّد العصر الإدواردي أحيانًا بوصفه العصر الذهبي الرومانسي ذي المساءات الصيفية الطويلة والحفلات في الحدائق، والتمتّع بأشعة الشمس التي لا تغيب أبدًا عن الإمبراطورية البريطانية. ظهرَ هذا التصور في عشرينيات القرن العشرين وما بعده لدى أولئك الذين كان ينظرون إلى العصر الإدواردي بحنين إلى الماضي، ويستذكرون طفولتهم التي فصلتهم عنها هاوية الحرب العالمية الأولى.إضافة إلى ما سبق، كان يُنظر إلى العهد الإدواردي كفترة عادية ملآى بالمتعة جاءت بين عهد الإنجازات العظيمة للعصر الفيكتوري السابق وعهد كارثة الحرب التالية. تُشدّد التقييمات الحديثة على الهوّة الكبيرة بين الأغنياء والفقراء خلال ذلك العهد، وتصف العصر بأنه كان يُنذر بوقوع تغييرات ضخمة في الحياة السياسية والاجتماعية. يرى المؤرخ لورانس جيمس بأن قادة الإمبراطورية شعروا بالخطر المتزايد للقوى المنافسة مثل ألمانيا، وروسيا، والولايات المتحدة. وبالرغم من ذلك، مثّل اندلاع الحرب العالمية الأولى في صيف العام 1914 مفاجأة غير متوقعة للجميع تقريباً، باستثناء البحرية الملكية لأنها كانت حسنة التجهيز ومستعدة للحرب.