شاعر وناقد أمريكي مغترب، اعتبر أحد أهم شخصيات حركة شعر الحداثة في الأدب العالمي في أوائل وأواسط القرن العشرين، مشاركته الشعرية بدأت مع تطور التصويرية، وهي حركة مشتقة من الشعر الصيني والشعر الياباني وتشدد على الوضوح والدقة مع الاقتصاد باللغة.. أعماله تضم: هجمات مضادة (Ripostes) في 1912 و هيو سيلوين موبيرلي (Hugh Selwyn Mauberley) في 1920 و 120مقطع ملحمي غير مكتمل بعنوان النشيد The Cantos من 1917-1969.
الأسلوب
يتفق النقاد بشكل عام على أن باوند كان شاعرًا غنائيًا قويًا لكنه رقيق على الرغم من ذلك، خاصة في أعماله الأولى مثل «زوجة تاجر النهر». وفقًا لوايتماير، فإن النمط الحديث واضح في عمله «المبارزات»، ويرى ناديل أدلةً على الحداثة حتى قبل أن يبدأ بكتابة «الكانتوس». أراد باوند أن يمثل شعره «عرضًا موضوعيًا للمواد التي اعتقد أنها تستطيع الوقوف بمفردها» دون استخدام الرمزية أو الرومانسية.باعتماده على مجموعة متنوعة من التخصصات الأدبية، استخدم باوند عمدًا طبقات متجاورة مربكة، لكنها تجعل القارئ يصل إلى الاستنتاج المطلوب؛ فقد اعتقد باوند أن الرجل المفكر سيمتلك إحساسًا بالتنظيم وسيكشف الرمزية والهيكل الأساسيين. متجاهلًا القواعد والهياكل الفيكتورية والإدواردية، ابتكر باوند شكلًا فريدًا من الخطاب مستخدمًا كلمات ومفردات غريبة متجنبًا استخدام الأفعال ومعتمدًا على أساليب بلاغية مثل الإرداف.علاقة باوند بالموسيقى ضرورية لشعره، على الرغم من أنه كان أصم النغمة وصوته يوصف بأنه «صاخب وأنفي وخشن». كتب مايكل إنغهام أن باوند ضمن قائمة الشعراء الذين امتلكوا إحساسًا بالصوت وأذنًا للكلمات، مما أضفى على شعره خاصية موسيقية. إن دراسته لشعر تيربادور -كلمات كُتِبَت لتُغنَّى- جعلته يعتقد أن الشعر الحديث يجب أن يُكتب بشكل مشابه. كتب أن الإيقاع هو «أصعب ما يمكن تزييفه في أسلوب الشخص». قارن إنغهام بنية الكانتوس بتقنية الفوغا؛ إذ استخدم باوند هذه التقنية دون التقيد الصارم بالقواعد، لكن مع استكشاف مواضيع متعددة في وقت واحد. كتب إنغهام كذلك أن استخدام باوند للطباق هو جزء لا يتجزأ من هيكل وتماسك الكانتوس، الذي كُتِبَ باستخدام طباق متعدد الأصوات وصور متجاورة ومواضيع غير خطية. قدم لنا القطع على هيئة أجزاء عند النظر إليها مجتمعة، سنرى القطع تتكشف لنا في الوقت المناسب مثل الموسيقى.
التصويرية والدوامية
يختلف الرأي حول طبيعة أسلوب باوند. كتب ناديل أن التصويرية كانت لتغيير شعر باوند. كان رد فعل باوند، مثل ويندهام لويس، ضد الازدهار الزخرفي الموجود في الكتابة الإدواردية، قائلًا إن الشعر يتطلب استخدامًا دقيقًا واقتصاديًا للغة وأنه يجب على الشاعر دائمًا استخدام الكلمة الصحيحة وتجريد الكتابة من كل شيء إلا الجوهر الأساسي. وفقًا لناديل: «تطورت التصويرية كرد فعل ضد التجريد... مع استبدال العموميات الفيكتورية بالوضوح الموجود في شعر الهايكو الياباني وكلمات الأغاني اليونانية القديمة». كتب دانيال أولبرايت أن باوند حاول تكثيف وإزالة كل شيء إلا النواة والجوهر من القصيدة، كما فعل في القصيدة المكونة من سطرين «في محطة المترو». ومع ذلك، علم باوند أن التصويرية لم تصلح بشكل جيد لكتابة ملحمة، لذلك لجأ إلى الهيكل الأكثر ديناميكية من الدوامية في كتابة الكانتوس.